أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-26
11791
التاريخ: 17-10-2016
2226
التاريخ: 2024-08-26
338
التاريخ: 18-10-2016
864
|
دعاء اليوم الثاني عشر:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ زَيِّنِّي فيهِ بالسِّترِ وَالْعَفافِ، وَاسْتُرني فيهِ بِلِباسِ الْقُنُوعِ وَالكَفافِ، وَاحْمِلني فيهِ عَلَى الْعَدْلِ وَالْإنصافِ، وَآمِنِّي فيهِ مِنْ كُلِّ ما أَخافُ، بِعِصْمَتِكَ يا عصمَةَ الْخائفينَ.
أضواء على هذا الدعاء:
«اللهمّ زينيّ فيه بالستر والعفاف»، ورد في اللغة: أنّ [الزينة ما يُتزيّن به، ويوم الزينة يوم العيد، والزين ضد الشين، وزينة تزينا وتزين وازدان بمعنى، ويقال وازّينت الأرض بعُشبها] (1).
والستر لغة: جمعه ستور، وأستار، وستر الشيء غطّاه، والعفاف مأخوذ من عفّ، أي: كفّ، فعف عن الحرام، معناه: كفّ عن الحرام، ويقال: رجل عفيف وامرأة عفّة وعفيفة، ويقال: تعفّف عن المسألة تكلف العفّة.
والتعفّف هنا يعني الحياء، قال تعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} [البقرة: 273] والمقصود من هذه الفقرة: اللهمّ جمّلني فيه بأن تجعلني مستور العيوب، مليئا بالعفّة والحياء حتّى أبدو جميلا في هذا اليوم وفي كل يوم.
ثم يقول (صلىاللهعليهوآلهوسلم): «واستُرني فيه بلباس القنوع والكَفاف».
واللباس ما يُلبس وكذا الملبس، وهنا يراد به اللباس المادي من ثياب وغيرها التي تستر البدن، والمقصود من قوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) هو اللباس بالمعنى الثاني غير المادي كما في قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]، {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26].
[والمقصود به هنا الحياة] (2).
[القنوع لغة: السؤال والتذلّل، وبابه خضع فهو: قانع، وقال الفرّاء: القانع الذي يسألك فما أعطيته قبلهُ، والقناعة الرضا بالقسم، وقال بعض أهل العلم أنّ القنوع قد يكون بمعنى الرضا، والقانع بمعنى الراضي] (3).
وقد ورد في القناعة كثير من الأحاديث ففي مجمع البيان في تفسير قوله تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]، قال كما عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): «القناعة والرضا بما قسم الله» (4).
وعن الإمام الصادق (عليهالسلام) قال: «من قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس»، وعن علي (عليهالسلام) قال: «ألهم نفسك القنوع» (5).
و[الكفاف من الرزق القوت، وهو ما كفَّ عن الناس، أي: أغنى، وفي الحديث عنه (صلىاللهعليهوآلهوسلم): «اللهمّ اجعل رزق آل محمد كَفافا»] (6).
والكفاف والقنوع معنيان متقاربان في هذا الدعاء.
ثم قال (صلّىاللهعليهوآلهوسلم): «واحملني فيه على العدل والإنصاف».
والمعنى واضح جلي، أي اجعلني فيه متصفا بالعدل في الحكم والقول وكل ما يجب فيه العدل.
و[العدل ضد الجور، يقال: عدل عليه في القضية فهو عادل، وبسط الوالي عدله. والإنصاف هو العدل، يقال: أنصف الرجل عَدَل، ويقال: أنصفه من نفسه] (7).
والإنصاف والعدل معنيان متقاربان في هذا الدعاء، ثم ينتقل (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى فقرة أخرى من الدعاء يقول فيها: «وآمنّي فيه من كلّ ما أخاف بعصمتك يا عصمة الخائفين».
و[الأمان والأمانة بمعنى واحد، وقد أمن أمانا فهو آمن وآمنه غيره من الأمن والأمان، والأمن ضد الخوف] (8).
والنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يطلب في دعائه أن يكون آمنا في ذلك اليوم من كل ما يسبّب الخوف والهلع سواء كانت مخاوف دنيويّة أو أخرويّة، ويعتصم بالله تعالى الذي هو عصمة الخائفين، وأمل الراجين من كل ما يحذر ويخاف.
و[العصمة لغة، هي: المنع، يقال عصمه الطعام، أي: منعه من الجوع، والعصمة أيضا الحفظ، وأعتصم بالله أمتنع بلطفه، ومنه قوله تعالى: {قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} [هود: 43]، وقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103].
وقد ورد عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام قوله: «مَن ألهم العصمة أمن الزلل».
وقال (عليهالسلام): «مَن أعتصم بالله عزَّ مطلبه».
وقد سُئل الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليهالسلام): ما معنى قولكم أنّ الإمام لا يكون إلا معصوما؟! فقال: «المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله» (9).
وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101].
__________________
(1) مختار الصحاح: 280.
(2) مختار الصحاح: 590.
(3) مختار الصحاح: 552.
(4) مجمع البيان في تفسير القرآن: 6 / 384.
(5) التفسير المعين: 336.
(6) مختار الصحاح: 574.
(7) مختار الصحاح: 663.
(8) مختار الصحاح: 26.
(9) التفسير المعين: 241.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|