الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
من أدعية الإمام الصادق (عليه السلام) التي يرويها عن آبائه الطاهرين (عليهم السلام).
المؤلف: باقر شريف القرشيّ.
المصدر: الصحيفة الصادقيّة
الجزء والصفحة: ص 271 ـ 286.
2023-05-31
9779
نقل الرواة كوكبة من الادعية التي رواها الامام الصادق (عليه السلام) عن آبائه العظام (عليهم السلام)، دعاة الله في أرضه، وحججه على عباده، وهي لوحات من النور، تجذب العقول، وتنمي الافكار، وتهدي الحائر، وترشد الضال، وتدفع الانسان لما يسمو به من المثل العليا، والصفات الكريمة، ونعرض لبعضها.
أدعية النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله):
روى الامام الصادق (عليه السلام)، مجموعة من الادعية، كان يدعو بها جده الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) مفجر العلم، والنور في الارض، وهذه بعضها:
قال (عليه السلام): كان من دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) هذا الدعاء:
اللّهُمَّ، ارْحَمْني بِتَرْكِ مَعَاصيكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَني، وَارْزُقْني حُسْنَ النَظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَني، وَأَلْزِمْ قَلْبي حِفْظَ كِتَابِكَ عَلَّمْتَني، وَاجْعَلْني أَتْلُوهُ على النَّحْوِ الذي يُرْضِيكَ عَنَّي، اللّهُمَّ، نُوِّرْ بِكِتَابِكَ بَصَرِي، وَاشْرَحْ بِهِ صَدْرِي، وَأَفْرِحْ بِهِ قَلْبي، وَأَطْلِق بِهِ لِسَاني، وَاسْتَعْمِلُ بِهِ بَدَني، وَقَوِّنِي على ذلِكَ، فَإنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ (1).
نظر هذا الدعاء الشريف إلى كتاب الله العظيم، الذي هو من بركات الله، على عباده، ومن ألطافه عليهم، وقد سأل النبي صلى الله عليه وآله من الله تعالى، أن يمن عليه بحفظه، والتأمل في آياته، وأن يشرح به صدره، ويفرح به قلبه، ويطلق به لسانه، ومن الطبيعي أن في ذلك إرشاد للامة، ليهتموا بالقرآن العظيم، ويطبقوا أحكامه وتعاليمه على واقع حياتهم.
وقال (عليه السلام): ما من نبي إلا وخلّف في أهل بيته دعوة مجابة، وقد خلف فينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، دعوتين مجابتين: أمّا الواحدة فلشدائدنا، وأمّا الاخرى فلحوائجنا.
أمّا التي لشدائدنا:
يا كَائِن دائماً لَمْ يَزَلْ، يا إلهي، يا إلهَ آبَائي، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، اجْعَلْني لَكَ مُخْلِصاً.
وأمّا التي لحوائجنا:
يا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَلَا يَكْفَى مِنْهُ شَيْءٌ: يا اللهُ يا رَبِّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله (2).
وروى الامام (عليه السلام)، عن جده، رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا الدعاء: يا رَازِقَ المُقِلِّينَ (3) يا رَاحِمَ المَسَاكِينَ، يَا وَلِيَ المُؤْمِنين، يا ذا القُوَّةِ المَتِين، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَارْزُقْني، وَعَافِنِي، وَاكْفني ما أَهَمَّني (4).
قال الامام الصادق (عليه السلام): أتى النبي (صلى الله عليه وآله) رجل، فقال: يا نبي الله: الغالب على الدين ووسوسة الصدر، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: قل: تَوَكْلتُ على الحَيِّ الذي لا يَمُوتُ، الحَمْدُ للهِ الذي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً. فصبر الرجل مدة ثم مرّ على النبي صلى الله عليه وآله فقال له: ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله قضى الله ديني وأذهب وسوسة صدري (5).
قال (عليه السلام): جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله: قد لقيت شدة من وسوسة الصدر، وأنت رجل مدين معيل، محوج، فقال له: كرر هذه الكلمات: تَوَكْلتُ على الحَيِّ الذي لا يَمُوتُ، الحَمْدُ للهِ الذي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.
فلم يلبث أن جاءه فقال: أذهب الله عني وسوسة صدري، وقضى عنّي ديني، ووسّع عليّ رزقي (6).
إن وسوسة الصدر، من الامراض النفسية، التي تشيع في النفس، القلق والاضطراب، وخير وصفة لدفعها، أدعية أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وذكر الله تعالى والاستعاذة به من الشيطان الرجيم.
أدعية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):
روى الامام الصادق (عليه السلام) مجموعة من الادعية الجليلة، عن جده الامام أمير المؤمنين (عليهالسلام)، باب مدينة علم النبي (صلى الله عليه وآله) ومن كان منه بمنزلة هارون من موسى وهذا بعض ما رواه عنه :
قال (عليه السلام): إنّ عليّا (صلوات الله عليه وآله) كان يقول إذا أصبح :
سُبْحَانَ اللهِ المَلِكِ القُدُّوسِ ـ كان يقول ذلك ثلاثاً. اللّهُمَّ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَمِنْ تَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ، وَمِنْ فجْأَة نَقْمتكَ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَمِنْ شَرِّ ما سَبَقَ في اللَّيْلَ، اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ بعِزَّةِ مُلْكِكَ، وَشِدَّةِ قُوَّتِكَ، وَتَعْظِيمِ سُلْطَانِكَ، وَبِقُدْرَتِكَ على خَلْقِكَ (7).
لقد استعاذ الامام أمير المؤمنين، بالله العظيم، من زوال النعمة، وتحويل العافية، وفجأة النقمة، فبانعدام هذه الامور تعود الحياة قاسية، ولا تطاق.
وقال (عليه السلام)، كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: من قال هذا القول كان مع محمد وآل محمد، إذا قام قبل أن يستفتح الصلاة:
اللّهُمَّ، إنِّي أَتوَجَهُ إلَيْكَ بِمُحَمَدً وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ صَلَاتي، وَأَتَقَرَّبُ بِهِمْ إلَيْكَ، فَاجْعَلْني بِهِمْ وَجِيهاً، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمِنَ المُقَرَّبِينَ، اللّهُمَّ، إنَّكَ مَنَنْتُ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ، فَاخْتُمْ لي بِطَاعَتِهِمْ، وَمَعْرَفتِهِمْ، وَوِلَايَتِهِمْ فَإنَّهَا السَّعَادَةُ وَاْخُتْم لي بِهَا فَإنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ثم تصلي، فإذا انصرفت قلت:
اللّهُمَّ، اجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلَاءٍ، وَاجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ مَثْوَى، وَمُتَقَلَّبٍ اللّهُمَّ، اجْعَلْ مَحْيَايَ مَحْيَاهُمْ، وَمَمَاتي مَمَاتَهُمْ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في المَوَاطِنِ كُلِّهَا، وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8).
وعرض هذا الدعاء الشريف، بجميع بنوده، إلى أهمية آل النبي صلى الله عليه وآله، دعاة العدل الاجتماعي في الارض، وحملة مشعل التوحيد، الذين ناضلوا كأشد ما يكون النضال، في محاربة الظلم والاستبداد وتوطيد أركان العدل بين الناس.
وقال (عليه السلام): كان الامام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، يقول إذا فرغ من الزوال، اللّهُمَّ، إنِّي أَتَقَرَّبً إلَيْكَ بِجُودِكَ، وَكَرَمِكَ، وَأَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِمَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ، وَبِكَ. اللّهُمَّ، أَنْتَ الغَنِّى عَنِّي، وَبي الفَاقَةُ إلَيْكَ، وَأَنْتَ الغَنِيُ، وَأَنَا الفقيرُ إلَيْكَ أقلْتني مِنْ عَثْرَتي، وَسَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوبي، فَاقْضِ اليَوْمَ حاجتي، ولا تُعَذّبْني بِقَبِيحِ ما تَعْلَمُ مِنِّي، بَلْ عَفْوُكَ وَجُودُكَ يَسَعُني.
ثم يخر ساجدا ويقول: يا أَهْلَ التَقْوَى، وَيَا أَهْلَ المَغْفِرَةِ، يا بِرُّ يا رَحِيمُ، أَنْتَ أَبرُّ بي مِنْ أَبي، وَأُمِّي، وَمِنْ جَمِيعِ الخَلَائِقِ، اقْبَلْني بِقَضَاءِ حَاجَتي، مُجَاباً دُعَائي، مَرْحُوماً صَوْتي، قَدْ كَشَفْتَ أَنْوَاعَ البَلَاءِ عَنِّي (9).
ويلمس في هذا الدعاء، مدى إنابة سيد المتقين، والموحدين إلى الله تعالى، فمن المقطوع به إنه ما عرف الله حق معرفته، وآمن به كأشد ما يكون الايمان، سوى الامام أمير المؤمنين، وأبنائه الائمة الطاهرين (عليهم السلام).
روى معاوية بن عمار قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام)، ابتداء منه: يا معاوية أما علمت أنّ رجلا أتى الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) فشكا الابطاء عليه في الجواب في دعائه، فقال له: أين أنت عن الدعاء السريع الاجابة؟ فقال الرجل: ما هو؟ قال (عليه السلام) قل :اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ الَأعْظَمِ، الَأجَلِّ الَأكْرَمِ، المَخْزُونِ المَكْنُونِ، النُّورِ الحَقِّ، البُرْهَانِ المُبِينِ، الذي هُوَ نُورٌ مَعَ نُورٍ، نُورٌ مَنْ نُورً، وَنُورٌ في نُورٍ، وَنُورٌ على نُورٍ، وَنُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، وَنُورٌ يضيئ بِهِ كُلِّ ظُلْمَةٍ، وَيَكْسِرُ بِهِ كُلِّ شِدَّةٍ، وَكُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَلا تَقِرُّ بِهِ أَرْضٌ، وَلا تَقُومُ بِهِ سَمَاءٌ، وَيَا مَنْ يَأمنُ بِهِ كُلُّ خَائِفِ، وَيَبْطُلُ بِهِ سِحْرُ كُلِّ سَاحِرٍ، وَبَغْيُ كُلِّ بَاغٍ، وَحَسَدُ كُلِّ حَاسِدٍ، وَيَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ البَرُّ وَالبَحْرُ، وَتَسْتَقِلُّ بِهِ الفُلْكَ حِينَ يَتَكلَّمُ بِهِ المُلْكُ، فَلَا يَكُونُ لِلْمَوْجِ عَلَيْهِ سَبِيلٌ، وَهُوَ اسْمُكَ الَأعْظَمُ، الَأعْظَمُ، الَأجَلُّ، الَأجَلُّ، النٌّورٌ الَأكْبَرُ، الذي سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسُكَ، وَاسْتَوَيْتَ بِهِ على عَرْشِكَ، وَاَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ، أَسْأَلُكَ بِكَ وَبِهِمْ، أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. ثم تذكر حاجتك التي تريد قضاءها (10).
روى الامام الصادق (عليه السلام)، أنّ رجلاً، أتى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له: يا أمير المؤمنين كان لي مال ورثته، ولم أنفق منه درهما في طاعة الله، ثم اكتسبت منه مالا فلم أنفق منه درهما في طاعة الله، فعلمني داء يخلف علي ما مضى، ويغفر لي ما عملت: أو عملا أعمله، قال (عليه السلام): قل: يا نُورِي في كُلِّ ظُلْمَةٍ، وَيَا أُنْسِي في كُلِّ وَحْشَةٍ، وَيَا رَجَائي في كُلِّ كَرْبَةٍ، ويا ثِقَتي في كُلِّ شِدَّةٍ، وَيَا دَلِيلي في الضَّلَالَةِ، أَنْتَ دَلِيلي إذَا انْقَطَعَتْ دَلَالَةُ الَأدِلَّاءُ : فَإِنَّ دَلَالَتَكَ لا تَنْقَطِعُ، وَلَا يَضِلُّ مَنْ هَدَيْتَ، أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَأسْبَغْتَ، وَرَزَقْتَني فَوَفَرْتَ، وَغَذَّيْتَني فَأَحْسَنْتَ غِذَائِي، وَأَعْطَيْتَني فَأَجْزَلْتَ، بِلَا اسْتِحْقَاقٍ لِذلِكَ بِفَضْلٍ مِنِّي، وَلكِن ابْتِدَاءً مِنْكَ لكرمك، وجُودك، فتقوُيْتَ بكرمك على معاصيك، وتقويْتُ برزْقك على سُخْطك، وأَفْنيْتُ عُمْرِي فيما لا ُتحِبُّ، فلمْ تمْنعْك جُرْأتي عليْك، وَرُكُوبي لِمَا نهَيْتَني عنْهُ، وَدُخُولي فيما حَرَّمْت علي، أنْ عُدْتَ عليَّ بِفَضْلِكَ، وَلَمْ يَمْنَعْني حِلْمُك عني، وَعَوْدُكَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ، انْ عُدْتُ في مَعَاصيكَ، فَأَنْتَ العَوَّادُ بِالفَضْلِ، وَأَنَا العوَّادُ بِالمَعَاصِي، فيا أكْرمَ مَنْ أُقرَّ لَهُ بِذَنْبٍ، وَأَعَزَّ مَنْ خُضِعَ لَهُ بِذُلِّ، لِكَرَمِكَ أَقْرَرْتَ بِذَنْبي، وَلِعِزِّكَ خَضَعْتُ بِذُلِّي، فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بي في كَرَمِكَ وَإقْرَارِي بِذَنْبي، وَعزِّكَ وَخُضُوعي بِذُلِّي افْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلَا تَفْعَلْ بي ما أنَا أَهْلُهُ (11).
وحكى هذا الدعاء النعم التي أنعمها الله على عباده، والالطاف التي أسداها عليهم، ولجهلهم قابلوها بالتمرد والعصيان له، وهو مع ذلك يفيض عليهم بعطائه وإحسانه.
وقال (عليه السلام): اللّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَبْتَلِيَني بِبَلِيَّةٍ، تَدعُوني ضرُورتُهَا على أَنْ أَتَعَّرضَ لِشَيْءٍ مِنَ مَعَاصِيكَ. اللّهُمَّ، لا تَجْعَلْ بي حَاجَةً إلى أَحَدٍ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَلِئَامِهِمْ، فَإنْ جَعَلْتَ لي حَاجَةً إلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَاجْعَلْهَا إلى أَحْسَنِهِمْ وَجْهاً وَخَلْقاً، وَخُلُقاً، وَأَسْخَاهُمْ بهِاَ نَفْساً، وَأَطْلَقَهُمْ بِهَا لِسَاناً، وَأَسْمَحَهُمْ بِهَا كَفّاُ، وَأَقَلَّهُمْ بِهَا عَلَيَّ امْتِنَاناً (12).
أدعية الامام زين العابدين (عليه السلام):
وروى الامام الصادق (عليه السلام، بعض الادعية، عن جده الامام زين العابدين، وسيد الساجدين عليهالسلام، وهي تكشف عن جانب من روحانية، هذا الامام العظيم، الذي عطر الدنيا بأدعيته، التي تمثل صفاء النفس، وسمو الذات، وفيما يلي بعض تلك الادعية:
قال (عليه السلام): كان علي بن الحسين (عليه السلام)، يدعو بهذا الدعاء:
اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ حُسْنَ المَعِيشَةِ، مَعِيشَةً أَتَقَوَّى بِهَا على جَمِيعِ حَوَائِجي وَأَتَوَصَّلُ بِهَا في الحَيَاةِ إلى آخِرَتي، مِنْ غَيْرَ أَنْ تُتْرِفَني فِيهَا فَأَطْغى، أَوْ تُقَتَّرَ بِهَا عَلَيَّ فَأَشْقَى، أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ حَلَالِ رِزْقِكَ، وَأَفْضِلْ عَلَيَّ مِنْ سَيْبِ فَضْلِكَ، نِعْمَةً مِنْكَ سَابِغَةً، وَعَطَاءاً غَيْرَ مَمْنُونٍ، ثُمَّ لا تُشْغِلْني عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ، بِإكْثَارٍ مِنْهَا تُلْهِيني بَهْجَتُهُ، وَتَفْتِنيِّ زَهَراتُ زَهْوَتِهِ، ولا بِإقْلَالٍ عَلَيَّ مِنْهَا يَقْصُرُ بِعَمَلي كَدُّهُ، وَيَمْلُأ صَدْرِي هَمُّهُ، أَعْطِني مِنْ ذلِكَ يا إلهي غِنى عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ، وَبَلَاغاً أَنَالُ بِهِ رِضْوَانَكَ وَأَعُوذُ بِكَ يا إلهي مِنْ شَرِّ الدُّنْيَا، وَشَرِّ ما فِيهَا، وَلا تَجْعَلْ عَلَيَ الدُّنْيَا سِجْناً، وَلَا فِراقَهَا عَلَيَّ حُزْناً، أَخْرِجْني مِنْ فِتْنَتِهَا مَرْضيا عنِّي، مَقْبُولاً فِيهَا عَمَلي إلى دَارِ الحَيَوَانِ، وَمَسْاكِنِ الَأخْيَارِ، وَأَبْدِلْني بِالدُّنْيا الفَانِيَةِ نَعِيمَ الدَّارِ البَاقِيَةِ.
اللّهُمَّ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن أَزَلِّها (13) وَزِلْزَالِهَا، وَسَطَوَاتِ شَيَاطِينِهَا، وَسَلَاطِينِهَا، وَنَكاَلِهَا، وَمِنْ بَغْيِ مَنْ بَغَى عَلَيَّ فِيهَا، اللّهُمَّ، مَنْ كَاَدَني فَكِدْهُ، وَمَنْ أَرَادَني فَأَرِدْهُ، وَفُلَّ عَنِّي حَدَّ مَنْ نَصَبَ لي حَدَّهُ، وَأَطفِ عَنِّي نَارَ مَنْ شَبَّ لي وَقْدَهُ، واكْفِني مَكْرَ المَكْرَةِ، وَافْقَاْ عَنِّي عُيُونِ الكَفَرَةِ، وَاكْفِني هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ، وَادْفَعْ عَني شَرَّ الحَسَدَةِ، وَاعْصِمْني مِنْ ذَلكِ َبِالسَكِينَةِ وَأَلْبِسْني دِرْعَكَ الحَصِينَةَ، وَأَخْبِئْني في سِتْرِكَ الوَاقِي، وَأَصْلِحْ لي حَالِي، وَصَدِّقْ قَوْليِ بِفعَالِي، وَبَارِكْ لي في أَهْلِي وَمَالِي (14).
إنّ في أدعية الامام، زين العابدين (عليه السلام)، منهجا كاملا، للحياة الرفيعة، ودستورا شاملا، لكل ما يسمو به الانسان من شرف وكرامة.
لقد حفل هذا الدعاء الشريف، بجميع متطلبات الحياة الكريمة، التي لا ضيق فيها ولا عسر، ولا ترف موجب للطغيان، وأن يجعله الله دوما يلهج بذكره وشكر نعمته، ويكفيه شرار خلقه الذين جبلوا على الاعتداء والاساءة إلى الناس.
وقال (عليه السلام): كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الانس والجن، وهي :
بِسْمِ اللهِ، وَبِاللهِ، وَمِنَ اللهِ، وَالى اللهِ، وَفي سَبِيلِ اللهِ، وَعلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله، اللّهُمَّ إلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي، وَإليْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي، وَإلَيْكَ اَلْجَأْتُ ظَهْرِي، وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي، اللّهُمَّ احْفَظْني بِحِفْظِ الإِيمَانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفي، وَعَنْ يَميني، وَشِمَالِي، وَمِنْ فَوْقي، وَمِنْ تَحْتي، وَمِنْ قِبَلي، وَادْفَعْ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، فَإنَّهُ لا حَوْلَ، وَلَا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ (15).
إنّ في قراءة هذه الادعية صيانة للإنسان، ووقاية له من طوارق الزمن وحوادث الايام، فإن الله تعالى، يصرف عمن دعاه بها، جميع شرور الدنيا وفجائعها.
وقال (عليه السلام): إنّ علي بن الحسين، (صلوات الله عليه)، كان إذا أصبح قال: أبتدئ يومي بين يدي نسياني وعجلتي، بسم الله وما شاء الله (16).
هذه بعض الادعية، التي رواها الامام الصادق (عليه السلام) عن جده الامام زين العابدين (عليه السلام).
أدعية الامام الباقر (عليه السلام):
روى الامام الصادق (عليه السلام)، مجموعة من أدعية أبيه الامام محمد الباقر (عليه السلام)، وفيما يلي بعضها:
قال عليه السلام: كان أبي إذا أصبح يقول :
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَالى اللهِ، وَفي سَبِيلِ اللهِ، وَعلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله، اللّهُمَّ، إلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي، وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي، وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ يا ربِّ العَالَمِينَ، اللّهُمَّ، احْفَظْني بِحِفْظِ الإِيمَانِ (17) مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفهي، وَعَنْ يَمِيني وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقي، وَمِنْ تَحْتي، وَمِنْ قِبَلْي، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ، نَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةِ، مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَشَرِّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. اللّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ ضَغْطَةِ القَبْرِ، وَمِنْ ضِيقِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَوَاتِ اللّيْلَ وَالنَّهَارِ، اللّهُمَّ، رَبَّ المَشْعَرِ الحَرَامِ، وَرَبَّ ِالبَلَدِ الحَرَامِ، وَرَبِّ الحِلِّ وَالحَرَمِ، أَبْلِغْ مُحَمَّداً وِآلِ مُحَمَّدٍ عَنِّي السَّلَامُ. اللّهُمَّ، أنِّي أَعُوذُ بِدَرْعِكَ الحَصِينَةِ، وَأَعُوذُ بِجَمْعِكَ أَنْ لا تُمِيتَني غَرَقاً أَوْ حَرْقاً، أَوْ شَرَقاً، أَوْ قَوَداً، أَوْ صَبْراً، أَوْ مُسَماً، أَوْ تَرَدِياً في بِئْرٍ، أَوْ أَكِيلَ سَبُعَ، أَوْ مَوْتَ الفُجْأَةِ، أَوْ بِشَيْءٍ مِنْ مِيتَاتِ السُوءِ، وَلكِنْ أَمِتْني على فِرَاشِي في طَاعَتِكَ، وَطَاعَةِ رَسُوُلِكَ (صلى الله عليه وآله)، مُصِيباً لِلْحَقِّ غَيْرَ مُخْطِىءٍ أَوْ في الصَّفِّ الذي نَعتَّهُمْ في كِتَابِكَ «كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ» أُعِيذُ نَفْسِي، وَوَلَدي، وَمَا رَزَقَني رَبِّي، بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ـ وَكَانَ يَقْرَأُ السُّورَةَ ـ الحَمْدُ للهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ، وَالحَمْدُ للهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، وَالحَمْدُ للهِ رِضَا نَفْسِهِ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ العَلِيُّ العَظِيمِ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّموَاتِ وَالَأرَضِينَ، وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ.
اللّهُمَّ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الَأعْدَاءِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ وَالوَقْرِ (18) وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ المَنْظَرِ، في الَأهْلِ وَالمَالِ وَالوَلَد.ِ
وكان أبو جعفر (عليه السلام)، يصلي على النبي وآله عشر مرات بعد هذا الدعاء (19).
ويلمس في هذا الدعاء الشريف، مدى اعتصام الامام أبي جعفر (عليه) السلام بالله تعالى، والتجائه إليه، وقد سأل من الله عز وجل أن يميته ميتة كريمة في طاعة الله وطاعة رسوله مصيبا للحق غير مخطئ ولا منحرف عنه.
وقال (عليه السلام): كان أبي يقول وهو ساجد:
يا ثِقَتي وَرَجَائي، في شِدَّتي وَرَخَائي: صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَألْطَفْ بي في جَمِيعِ أَحْوَالي، فَإنَّكَ تَلْطُفُ بِمَنْ تَشَاءُ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَسَلَّمْ تَسْليماً كَثِيراً (20).
قال (عليه السلام): كان أبي يقول في دعائه:
رَبِّ أصْلِحْ نَفْسِي، فَإنَّهَا أَهَمُّ اَلَأنْفُسِ إلَيَّ، رَبِّ أَصْلِحْ لي ذُرِّيَتي فإنَّهُمْ يَدِي وَعَضُدِي، رَبِّ أَصْلِحْ لي أَهْلَ بَيْتي فَإنَّهُمْ لَحْمي وَدَمي، رَبِّ أَصْلِحْ لي جَمَاعَةَ إخْوَاني، وَأَخَوَاتي، وَمُحِبِيَّ فَإنَّ صَلَاحَهُمْ صَلَاحِي (21).
إنّ أدعية أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، بلسم للقلوب، وضياء للنفوس، وهي من أهم الثروات الروحية، التي يملكها المسلمون.
قال (عليه السلام): كان من دعاء أبي في الامر الذي يحدث :
اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لي، وَارْحَمْني، وَزَكِّ عَمَلِي، وَيَسِّرْ مُنْقَلَبي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَآمِنْ خَوْفي، وَعَافِني في عُمْري كُلِّهِ، وَثَبِّتْ حُجَّتي، وَاغْفِرْ خَطَايَايَ، وَبَيِّضْ وَجْهِي، وَاعْصِمْني في دِيني، وَسَهِّلْ مَطْلَبي، وَوَسِّعْ عَلَيَّ في رِزْقي، فَإنِّي ضَعِيفٌ، وَتَجَاوَزْ عَن سَيِّئَةِ ما عِنْدي بِحُسْنِ مَا عِنْدَكَ، وَلا تَفْجَعْني بِنَفْسي، وَلا تَفْجَعْ لي حَمِيماً، وَهَبْ لي يا إلهي لَحْظَةً مِنْ لحَظَاتِكَ، تَكْشِفُ عَنِّي جَمِيعَ ما بِهِ ابْتَلَيْتَني، وَتَرُدُّ بِهَا عَلَيَّ ما هُوَ أَحْسَنُ عَادَتِكَ عِنْدِي، فَقَدْ ضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَقَلَّتْ حِيلَتي، وَانْقَطَعَ مِنْ خَلْقِكَ رَجَائي، وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ رجَاؤُك وَتَوَكُّلي عَلَيْكَ، وَقُدْرَتُكَ عَلَيَّ، يا رَبُّ إنْ تَرْحَمْني وَتُعَافِنِي كَقُدْرَتِكَ عَلَيّ إنْ تُعَذَّبْني، وَتَبْتَلِني.
إلهي: ذِكْرُ عَوَائِدِكَ يُؤْنِسُني، وَالرَجَاءُ لإِتْمَامِهَا يُقَوِّيَني، وَلَمْ أَخْلُ مِنْ نِعَمِكَ مُنْذُ خَلَقْتَني، وَأَنْتَ رَبِّي، وَسَيِّدي، وَمُفْزَعي وَمَلْجَئي، وَالحَافِظُ لي، وَالذَّابُ عَنِّي، وَالرَّحِيمُ بي، وَالمُتَكَفّلُ بِرِزْقي، وَفي قَضَائِكَ وَقُدْرَتِكَ، كُلَّ ما أَنَا فِيهِ، فَليَكُنْ يا سَيِّدي وَمَوْلَايَ في ما قَضَيْتَ، وَقَدَرْتَ، وَحَتَمْتَ تَعْجِيلَ خَلَاصِي مِمَّا أَنَا فِيهِ جَمِيعِهِ، وَالعَافِيَةِ لي، فَإني لا أَجِدُ لِدَفْعَ ذلِكَ أَحَداً غَيْرَكَ، وَلَا أَعْتَمِدُ فِيهِ إلاَّ عَلَيْكَ، فَكُنْ يا ذَا الجَلَالِ عَنْدَ أَحْسَنِ ظَني بِكَ، وَرَجَائي لَكَ، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَاسْتِكَانَتِي، وَضَعْفَ رُكْنِي، وَامْنُنْ بِذلِكَ عَلَيَّ، وَعلى كُلِّ دَاعِ دَعَاكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ (22).
قال (عليه السلام): كان أبي يقول :
اللّهُمَّ، أَلْبِسْني العَافِيَةَ حَتَّى تُهْنِئَني المَعِيشَةَ، وَارْزُقْني مِنْ فَضْلِكَ ما تُغْنِينِي بِهِ عَنْ سَائِرِ خَلْقِكَ، وَلا أَشْتَغِلُ عَنْ طَاعَتِكَ لِبَشَرٍ سِوَاكَ (23).
وطلب الامام (عليه السلام)، في هذا الدعاء، من الله تعالى، أن يمنحه العافية، وهي من أثمن ما يطلبه الانسان في هذه الحياة، كما سأل فيه أن يفيض عليه، من رزقه، والسعة في عيشه، حتى يكون حرا فلا يشتغل عن طاعة الله عز وجل، بالخضوع لغيره من المخلوقين.
قال (عليه السلام): كان أبي يقول في سجوده :
اللّهُمَّ إنْ ظَنَّ النّاسِ بي حَسَنٌ، فَاغْفِرْ لي مَا لا يَعْلَمُونَ، وَلَا تُؤَاخِذْني بِمَا يَقُولُونَ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ (24).
قال (عليه السلام): كان أبي يصلي في جوف النهار، فيسجد السجدة، فيطيل حتى يقال: إنّه راقد، فما يصحو فيها إلا وهو يقول :
لا إلهَ إلاَّ اللهُ حَقّاً، حَقّاً، سَجَدْتُ لَكَ يا رَبِّي تَعَبُداً وَرِقّاً، وَإيمَاناً وَتَصْدِيقاً، وَإخْلَاصاً، يا عَظِيمُ، يا عَظِيمُ، إنَّ عَمَلِي ضَعِيفُ فَضَاعِفْهُ لي فَإنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ، يا مَنَانَ اغْفِرْ لي ذُنُوبِي وَجُرْمي، وَتَقَبَّلْ مِنِّي عَمَلي، يا جَبَّارُ، يا كَرِيمُ، اللّهُمَّ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَخَيبَ أَوْ أَعْمَلَ ظُلْمَاً (25).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ