المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



التمثيل في الآية (10) من سورة التحريم  
  
1828   07:28 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص269-272 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

​قال تعالى : {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [ التحريم : 10] .

تفسيرُ الآية

إنّ إحدى الأساليب التربوية هي : عرض نماذج واقعية لِمن بلغ القمّة في مكارم الأخلاق وجلائلها ، أو سقطَ في حضيض مساوئ الأخلاق ، والقرآن في هذه الآية يَعرض زوجتين من زوجات الأنبياء ابتُليتا بالنفاق والخيانة ، ولم ينفعهما قربهما من أنبياء الله .

ثمّ إنّ الحافز لهذا التمثيل هو : التنديد بزوجَتي الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) اللّتين اشتركتا في إفشاء سرّه ، والغرض هو : إيقافهما على أنّهما لا تنجوان من العذاب لمجرّد مكانتهما من الرسول كما لم ينفع زوجة نوح ولوط ، فواجهتا العذاب الأليم .

يذكر سبحانه في هذه السورة قصّة إفشاء سرّ النبي بواسطة بعض أزواجه يقول : { وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَديثاً فَلَمّـا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الخَبير }[ التحريم : 3].

وهذه الآية على اختصارها تشتمل على مطالب :

1. إنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أسَرّ إلى بعض أزواجه حديثاً ، كما يقول سبحانه : { وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَديثاً } ، وأمّا ما هو السرّ الذي أسرّه إليها فغير واضح ، ولا يمكن الاعتماد بما وردَ في التفاسير من تحريم العسل على نفسه وغيره .

2. إنّ هذه المرأة التي أسرّ إليها النبي لم تحتفظ بسرّه وأفشَتهُ ، فحدّثت به زوجة أُخرى ، كما يقول سبحانه : { فَلَمّـا نَبَّأَتْ بِهِ } ، والمفسّرون اتفقوا على أنّ الأولى منهما هي حفصة والثانية هي عائشة .

وبذلك أساءت الصحبة وأفشَت سرّ الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، مع أنّ واجبها كان كتمُ هذا السرّ .

3. إنّه سبحانه أخبرَ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) به ، كما يقول سبحانه : { وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ } أي : أطلَعهُ الله عليه .

4. إنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عرّف حفصة ببعض ما ذَكرت ، وأعرضَ عن ذكر كلّ ما أفشت ، وكان ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قد عَلم جميع ذلك ولكنّه أخذَ بمكارم الأخلاق ، فلم يذكر لها جميع ما صدرَ منها ، والتغافل من خُلق الكرام ، وقد وردَ في المثل : ( ما استقصى كريم قط ) .

5. لمّا أخبرَ رسول الله حفصة بما أظهرهُ الله عليه سألت وقالت : مَن أخبركَ بهذا ؟ فأجاب الرسول : ( نَبّأني العليم الخبير ) ، كما يقول سبحانه :

 { فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الخَبير } .

وبما أنّ مستمع السرّ كمفشيه عاصٍ ، يعود سبحانه يُندّد بهما ويأمرهما بالتوبة ، لأجل ما كسبت قلوبهما من الآثام ، وأنّه لو لم تكُفَّا عن إيذاء النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، فاعلما أنّ الله يتولّى حفظه ونصرته ، وأمين الوحي مُعين له وناصر يحفظه ، وصالح المؤمنين وخيارهم يؤيدونه ، وبعدهم ملائكة الله من أعوانه ، كما يقول سبحانه : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } أي مالَت إلى الإثم ، وإن تظاهرا عليه أي تعاونا على إيذاء النبي ، فإنّ الله مولاه وجبرئيل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير .

هاتان الآيتان توقفنا على مكانة الزوجتين من القيام بوظائف الزوجية ، حيث إنّ حفظ الأمانة من واجب الزوجة حيال زوجها ، كما أنّ الآية الثانية تُعرب عن مكانتهما عند الله سبحانه حيث تجعلهما على مفترق الطرق : إمّا التوبة لأجل الإثم ، وإمّا التمادي في غيّهما وإحباط كلّ ما تهدفان إليه ؛ لأَنّ له أعواناً مثل : ربّه ، والملائكة ، وصالح المؤمنين .

وبما أنّ السورة تكفّلت بيان تلك القصّة ناسبَ أن يمثّل سبحانه حالهما بزوجتين لرسولين أذاعتا سرّهما وخانتاهما ، إذ لم تكن خيانتهما خيانة فجور لِما ورد : ( ما بَغت امرأة نبي قط ، و إنّما كانت خيانتهما في الدين ) .

قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس : إنّه مجنون ، وإذا آمنَ بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح ، كما أنّ امرأة لوط دلّت على أضيافه .

وعلى كلّ حال ، فقد شاركت هذه الزوجات الأربع في إذاعة أسرار أزواجهنّ ، وبذلك صِرن نموذجاً بارزاً للخيانة .

وقد كُنَّ يتصوّرنَ أنّ صِلتهنّ بالرُسل تَحول دون عذاب الله ، ولم يقفنَ على أنّ مجرّد الصلة لا تنفع ما لم يكن هناك إيمان وعمل صالح ، قال سبحانه : { فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَومَئِذٍ }[ المؤمنون : 101] ، وقال سبحانه مخاطباً بني آدم : { يا بَنِي آدَمَ إمّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }[ الأعراف : 35] .

ومن هنا تقف على أنّ صحبة الرسول لا تنفع ما لم يُضمّ إليه إيمان خالص وعمل صالح ، فلا تكون مجالسة الرسول دليلاً على العدالة ولا على النجاة ، وأصحاب النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أمام الله سبحانه كالتابعين يحكم عليهم بما يحكم على التابعين ، فكما أنّ الصنف الثاني بين صالح وطالح ، فهكذا الصحابة بين صالح وطالح .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .