سابعاً ) القضايا السلوكية التي يتطلبها تنفيذ أسلوب التكاليف المستندة للأنشطة على صعيد المحاسبة الإدارية في المصرف:

يتطلب تنفيذ أسلوب التكاليف المستندة للأنشطة أن يكون المحاسب الإداري في المصرف متوجهاً نحو ما يأتي :

أ) كسب تأييد الإدارة العليا في المصرف وخلق مناخ من الإلحاح أو الاستعجال في تنفيذ هذا الأسلوب وإعطائه الأولوية في التحرك :

يتطلب ذلك من المحاسبين الإداريين في المصرف صياغة رؤية واضحة لمشروع التكاليف المستندة للأنشطة  ، والعرض الواضح للايجابيات الإستراتيجية المتحققة (مثلاً التسعير المنافس في السوق للخدمات والمنتجات) كما يتطلب الأمر ترويج هذا الأسلوب لدى الإدارات والفروع المصرفية، وتأكيد مزاياه للجميع بسبب ما يحققه من العدالة في تخفيض التكاليف، وتحسين مستوى الكفاية الإنتاجية، وتحديد مواطن الهدر في التكاليف، وضرورة انعكاس ذلك على التقارير المالية الدورية لأداء الإدارات والفروع.

(ب) تكوين تحالف من المدراء ضمن سلسلة توليد القيمة المضافة بسببين:

أسلوب التكاليف المستندة للأنشطة: يقيس الكيفية التي تستخدم بها موارد المصرف. وتتوفر لدى المدراء المسؤولين عن هذه الموارد أفضل المعلومات حول " دوافع التكلفة" ( Cost Drivers) أو مسبباتها. لذلك فإنه من الضروري تأمين الدعم اللازم من هؤلاء المدراء لتحقيق الدقة والمصداقية والخبرات والقيادة اللازمة لهذا المشروع.

يتطلب تنفيذ الأسلوب ثلاثة مستلزمات أساسية، هي:

(1) الالتزام الزمني بالتنفيذ، الذي يعتمد بدوره على مدى الانخراط الجدي للمدراء في المشروع.

(2) هناك بعض المدراء الذين قد يعارضون الأسلوب لأنهم كانوا من المستفيدين من أسلوب المتوسطات وما يحققه لهم من تخفيض في مستوى التكاليف، مما يتطلب إفساح المجال أمامهم للحوار والتعبير عن همومهم واهتماماتهم مما يقلل من مقاومتهم للتغيير.

(3) سيؤدي هذا الانخراط الشامل بالمشروع إلى تحسين عملية التنسيق والتعاون في جميع انشطة المصرف، بما في ذلك إعادة تصميم تشكيلة الخدمات والمنتجات المقدمة في السوق.

ج) تعليم وتدريب العاملين بأهمية وطبيعة التكاليف المستندة للأنشطة كوسيلة للتمكين :(Empowerment)

يؤدي نشر المعلومات حول أهمية وطبيعة هذا الأسلوب والمزايا التي يحققها المصرف إلى التحسين المستمر في أداء العاملين. فقد يحصل هؤلاء على الحوافز مقابل تخفيض التكاليف أو توفيرها مما يؤدي إلى تمكينهم وتحفيزهم لإعداد خطط وبرامج متواصلة لتخفيض التكاليف. 

د ) تحقيق نجاحات محدودة قصيرة الأجل في البداية للبرهنة على النتائج الايجابية لتنفيذ هذا الأسلوب:

يتطلب تحقيق التحولات الكبيرة الشاملة الوقت الأطول والجهود الأكبر، ولذلك فإنه من الأفضل تحقيق نجاحات محدودة وباجال قصيرة للبرهنة على إيجابيات هذا الأسلوب والانطلاق منها لتحقيق نجاحات أوسع وأطول أجلاً، بعد الاقتناع بجدوى الأسلوب في الأنشطة والمسؤوليات المختلفة في المصرف.

هـ) التوزان بين المعلومات اللازمة لاسلوب التكاليف المستندة للأنشطة والإيجابيات المتحققة منها :

لا بد للمحاسب الإداري في المصرف أن يوضح لبقية المدراء أن هناك توازناً بين دقة وسعة المعلومات التكاليفية وبين الإيجابيات المتحققة من المزيد من الدقة والسعة. هناك حدود لهذا الأسلوب لا بد أن يعرفها جميع المدراء، مما يقود إلى تعاونهم في اتخاذ القرارات السليمة حول طبيعة المعلومات المطلوبة، وطرح التساؤلات ذات العلاقة بتحسين وتطوير استخدام هذا الأسلوب.