المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17431 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أبرز المدارس الفلسفيّة
2024-10-05
اهتمامات الاتّجاه الفلسفيّ
2024-10-05
نشأة الاتّجاه الفلسفيّ وتاريخه
2024-10-05
تعريف الاتّجاه الفلسفيّ
2024-10-05
عدم الخجل من أي عمل لتأمين القوت
2024-10-05
كيف تروج نفسك وقدراتك؟
2024-10-05

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التمثيلُ في الآية (13-30) من سورة يس  
  
3161   02:33 صباحاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص228-233.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

​قال تعالى : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لاَ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ * وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ * إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ * يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } [ يس : 13ـ 30] .

تفسيرُ الآيات

( التعزيز ) : النصرة مع التعظيم ، يقول سبحانه في وصف النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : { فَالّذينَ آمَنُوا بهِ وَعَزّروه وَنَصَرُوه }[ الأعراف : 158] .

( طيّر ) : تطيّر فلان واطيّر ، أصله التفاؤل بالطير ، ثمّ يُستعمل في كلّ ما يُتفاءل به ويُتشاءم ، فقوله : { إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ  } أي تشاءمنا بكم .

وبذلك يظهر معنى قوله : { قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ } أي أنّ الذي ينبغي أن تتشاءموا به هو معكم ، أعني : حالة إعراضكم عن الحقّ الذي هو التوحيد وإقبالكم على الباطل .

( الرجم ) : الرمي بالحجارة .

( الصيحة ) : رفع الصوت .

هذا التمثيل تمثيل إخباري يشرح حال قوم بعثَ الله إليهم الرسل ، فكذّبوهم وجادلوهم بوجوه واهية .

ثمّ أقبلَ إليهم رجل من أقصى المدينة يدعوهم إلى متابعة الرسل بحجة أنّ رسالتهم رسالة حقّة ، ولكنّ القوم ما أمهلوه حتى قتلوه ، وفي هذه الساعة عمّت الكاذبين الصيحة فأهلكتهم عامّة ، فإذا هم خامدون .

هذا إجمال القصّة ، وأمّا تفصيلها :

فقد ذكرَ المفسّرون أنّ المسيح ( عليه السلام ) بَعثَ إلى قرية أنطاكية رسولَين من الحواريّين باسم : شمعون ويوحنّا ، فَدعيا إلى التوحيد وندّدا بالوثنية ، وكان القوم ومَلِكهم غارقين في الوثنية .

ونادَيا أهل القرية بأنّا إليكم مرسلون ، فواجَها تكذيب القوم وضربهما ، فعزّزهما سبحانه برسولٍ ثالث ، واختلفَ المفسّرون في اسم هذا الثالث ، ولا يهمّنا تعيين اسمه ، وربّما يقال إنّه ( بولس ) ، فعند ذلك أخذَ القوم بالمكابرة والمجادلة والعناد ، محتجّين بوجوه واهية :

أ : إنّكم بشر مِثلنا ولا مزيّة لكم علينا ، وما تدّعون من الرسالة من الرحمان ادّعاء كاذب ، فأجابهم الرسل : بأنّه سبحانه يعلم إنّا لمرسلون إليكم ، وليس لنا إلاّ البلاغ كما هو حقّ الرُسل .

ب : إنّا نتشاءم بكم ، وهذه حجّة العاجز التي لا يستطيع أن يحتجّ بشيء ، فيلوذ إلى اتهامهم بالتشاؤم والتطيّر .

ج : التهديد بالرجم إذا أصرّوا على إبلاغ رسالتهم والدعوة إلى التوحيد والنهي عن عبادة الأوثان ، وقد أجاب الرسل بجوابين :

الأول : إنّ التشاؤم والتطيّر معكم ، أي أعمالكم وأحوالكم ، وابتعادكم عن الحقّ ، وانكبابكم على الباطل هو الذي يجرّ إليكم الويل والويلات .

الثاني : إنّكم قوم مسرفون ، أي متجاوزون عن الحدّ .

كان الرسل يحتجّون بدلائل ناصعة وهم يردّون عليهم بما ذُكر ، وفي خضمِّ هذه الأجواء جاء رجل من أقصى المدينة نَصرَ وعزّز قول الرسل ودعوتهم ، محتجّاً بأنّ هؤلاء رسل الحقّ ؛ وذلك للأمور التالية :

أوّلاً : أنّ دعوتهم غير مرفقة بشيء من طلب المال والجاه والمقام ، وهذا دليل على إخلاصهم في الدعوة ، وقد تحمّلوا عناء السفر وهم لا يسألون شيئاً .

ثانياً : أنّ اللائق بالعبادة مَن يكون خالقاً أو مدبّراً للعالَم ، ومَن بيده مصيره في الدنيا والآخرة ، وليس هو إلاّ الله سبحانه الذي ينفعني ، فكيف أترك عبادة الخالق الذي بيده كلّ شيء ، وأتوجّه إلى عبادة المخلوق ( الآلهة المزيّفة ) التي لا تستطيع أن تدفع عنّي ضرّاً ولا تنفعني شفاعتهم ؟! فلو اتخذتُ إلهاً غيره سبحانه كنتُ في ضلال مُبين ، فلمّا تمّ حجاجه مع القوم وعزّز الرسل وبيّن برهان لزوم اتباعهم ، أعلنَ وقال : أيّها النّاس { إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ } .

ثمّ يظهر من القرائن : أنّ القوم هجموا عليه وقتلوه ، ولكنّه سبحانه جزاه ، فأدخله الجنّة ، وهو فرِح مستبشر يودّ لو عَلم قومه بمصيره عند الله .

فلمّا تبيّن عناد القوم وقَتل مَن احتجّ عليهم بحجج قويّة نزلَ عذابه سبحانه ، فعمَّتهم صيحة واحدة أخمَدت حياتهم وصيّرتهم جماداً .

ففي هذه اللحظة الحاسمة ـ التي يختار الإنسان الضلالة على الهداية ، والباطل على الحقّ ـ يصحّ أن يخاطبهم سبحانه ويقول :

{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } .

هذه حقيقة القصّة استخرجناها بعد الإمعان في الآيات ، وقد أطنبَ المفسّرون في سرد القصّة ، نقلاً عن مستسلمة أهل الكتاب الذين نشروا الأساطير بين المسلمين ، نظراء وهب بن منبّه ، فلا يمكن الاعتماد على كلّ ما جاء فيها (1) .

ثمّ إنّ في الآيات نكات جديرة بالمطالعة :

الأولى : يذكر المفسّرون أنّ الرسولَين لم يكونا مبعوثين من الله مباشرة ، وإنّما بُعثا من قِبل المسيح ( عليه السلام ) ، مثل الرسول الثالث ، ولمّا كان بَعثُ المسيح بأمرٍ من الله سبحانه ، نَسبَ فعل المسيح إليه سبحانه وقال : { إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ } .

الثانية : لقد وقفت على أنّ القوم قاموا بالجدال والعناد ، فقالوا : { مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا } ، والجملة تحتمل وجهين :

الوجه الأول : أنتم أيّها الرسل بشر ، والبشر لا يكون رسولاً من الله ، وعلى هذا فالمانع من قبول رسالاتهم كون أصحابها بشراً .

الوجه الثاني : أنّ المانع من قبول دعوة الرسالة هي : عدم توفر أي مزيّة في الرسل ترجّحهم ، ويُشعر بذلك قوله : ( مِثْلُنَا ) ، وإلاّ فلو كان الرسل مزوّدين بشيء آخر ربّما لم يصحّ لهم جعل المماثلة عذراً للربّ .

الثالثة : أنّ القصة تنمُّ عن أنّ منطق القوّة كان منطق أهل اللجاج ، فالقوم لمّا عجزوا عن ردّ برهانهم التجأوا إلى منطق القوّة ، بقتل دعاة الحقّ وصلحائه ، وقالوا : { لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ } .

الرابعة : أنّ التطيّر كان سلاح أهل العناد والمكابرة ، ولم يزل هذا السلاح بيد العتاة الجاحدين للحقّ ، فيتطيّرون بالعابد ، وغير ذلك .

الخامسة : يظهر من صدر الآيات أنّ الرسل بُعثوا إلى القرية ، وقد تُطلق غالباً على المجتمعات الكبيرة والصغيرة ، ولكن قوله : { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ } يُعرب أنّها كانت مدينة ومجتمعاً كبيراً لا صغيراً .

السادسة : أنّه سبحانه يصف الرجل الرابع الذي قام بدعم موقف الرسل بأنّه كان من أقصى المدينة ، وما هذا إلاّ لأجل الإشارة إلى عدم الصلة والتواطئ بينه وبين الرسل ، ولذلك قدّم لفظ أقصى المدينة على الفاعل ، أعني : ( رجل ) ، وقال : { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ } .

السابعة : أنّ قوله : { وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي } دليلٌ على أنّ العبادة هي

الخضوع النابع عن الاعتقاد بخالقية المعبود ومدبّريته ، وما لهُ من الأوصاف القريبة من ذلك ، ولذلك يُرى أنّه يُعلّل إيمانه وتوحيده بقوله : { وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي } .

كما أنّه يُعلّل حصر عبادته له وسلبها عن غيره ، بعجزهم عن ردّ ضرّ الرحمان بعدم الجدوى في شفاعتهم .

الثامنة : قلنا إنّ القرائن تشهد بأنّ مَن قامَ بالدعوة إلى طريق الرسل من القوم ، قُتِل عند دعوته وجازاه الله سبحانه بأن أدخلهُ الجنّة ، والمراد من الجنّة هو : عالَم البرزخ لا جنّة الخُلد التي لا يدخلها الإنسان إلاّ بعد قيام الساعة .

التاسعة : كما أنّ في كلام الرجل المقتول بقوله : { يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي } دليلاً على وجود الصلة بين الحياة البرزخية والمادّية ، حيث أبلغَ بلاغاً إلى قومه ، وتمنّى أن يقفوا على ما أنعمَ الله عليه بعد الموت ، حيث قال : { قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ } .

______________________

1 ـ لاحظ مجمع البيان : 4/418ـ 420 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .