أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2020
2493
التاريخ: 2024-05-16
701
التاريخ: 4-2-2016
3005
التاريخ: 6-12-2015
3046
|
قال تعالى : {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} [الفرقان : 41]. أقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثلاث عشرة سنة بمكة يدعو قومه إلى الإيمان بإله واحد يأمر بالعدل ، وينهى عن الجور ، ويستوي عنده الأسود والأبيض ، والغني والفقير ، ولا فضل إلا بالتقوى . . فلا غرابة بعد هذا ان يضيق بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عتاة قريش ، ويؤذوه ويسخروا منه ومن دعوته . . وقد كان مبدأ المساواة مادة خصبة لهزئهم وسخريتهم . . بلال العبد الذليل الفقير مثل أبي جهل صاحب الجاه والمال ، بل أفضل عند اللَّه لأنه أبر وأتقى . . ان هذا لشيء عجاب ! . . ولكن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صبر على الأذى ، ومضى في دعوته وأدى مهمته لأن ما يدعو إليه يهون كل شيء من أجله . . وهكذا يصمد العظيم للسفهاء وقوى الشر والضلال ، وهو واثق ان اللَّه معه ، وان الغد له لأن الباطل إلى زوال وان طال أمده .
وقارن مصطفى صادق الرافعي بين عيسى ( عليه السلام ) حين سخر منه بنو إسرائيل ، وبين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين سخرت منه قريش ، وقال فيما قال :
« لقد هزؤا بالسيد المسيح من قبل ، فقال للساخرين منه : ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته ، وبهذا رد عليهم رد من انسلخ منهم . . أما نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلم يجب المستهزئين ، إذ كانت القوة الكامنة في بلاد العرب كلها كامنه فيه .
انه سكت سكوت المشترع الذي لا يريد من الكلمة إلا عملها حين يتكلم ، وكان في سكوته كلام كثير في فلسفة الإرادة والحرية والتطور ، وان لا بد أن يتحول القوم ، وان لا بد أن ينفطر هذا الشجر الأجرد عن ورق جديد أخضر ينمو بالحياة . . انه لم يتسخط ولم يقل شيئا ، وكان كالصانع الذي لا يرد على خطأ الآلة بسخط ويأس ، بل بإرسال يده في إصلاحها » .
وعلينا نحن المسلمين أن نتعلم من هذا الدرس النبوي الثبات والصمود على الحق والتضحية في سبيله بكل عزيز ، وان لا نيأس من انتصار الحق على الباطل ، وان كثر أنصاره ، فان منهم من خدعته الكواذب التي تتكشف وتتبخر مع الأيام ، ومنهم من غلبت عليه شقوته في ساعة ذهل فيها عن ربه وضميره ، ثم يعود إليه ، ويتوب من ذنبه . وأيضا لا ينبغي أن نثق ونطمع في كل من طلب الحق وأقبل عليه ، فما أكثر الناكثين والمارقين ، ومن يتاجرون بالقيم والدين .
{ إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها } . هذا من كلام المشركين الذين سخروا من الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقالوا : « أهذا الذي بعث اللَّه رسولا » قالوا هذا منكرين جاحدين ، ثم اعترفوا من حيث لا يشعرون بأن محمدا كاد يشكّكهم في أصنامهم ، ويصرفهم عن عبادتها بما ظهر على يده من المعجزات ، وأقام من الدلائل والبينات ، واعترفوا أيضا بأنهم قاوموا عقولهم وتغلبوا عليها بشهواتهم وأهوائهم « إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لو لا ان صبرنا عليها » . انها لوقاحة مفضوحة ، وتناقض ظاهر بينها وبين السخرية من محمد . . سخروا منه ، واعترفوا له بقوة الحجة في آن واحد . . وهكذا كل مبطل : تتضارب أقواله من حيث لا يشعر . . والسر ان الحق يفرض نفسه ، ويبرزها جلية واضحة في أقوال المعاندين والجاحدين رغم أنوفهم .
{ وسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً } . قالوا : كاد محمد يضلنا . فأجابهم سبحانه : ستعلمون غدا يوم تواجهون الهول الأكبر انكم الضالون الخاسرون ، لا محمد ومن آمن به { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ } . كل من تغلب هواه على دينه فقد اتخذ إلهه هواه ، أراد ذلك أم لم يرد ، ومن كان كذلك فلا أمل في هدايته ، لأن كل آية لا تعكس رغبته وهواه فهي عنده سخف وهراء { أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } تحفظه من الضلال والفساد ؟ دعه فلا خير فيه ، وقد أنذرت وأعذرت ، وعلينا حسابه وعقابه .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|