أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
![]()
التاريخ: 27-11-2014
![]()
التاريخ: 11-10-2014
![]()
التاريخ: 27-11-2014
![]() |
قال تعالى : { وَالّذينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَمآنُ ماءً حَتّى إذَا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيئاً وَوَجَدَ اللهَ عِندَهُ فَوفّاهُ حِسَابَهُ وَالله سَرِيعُ الحِسَابِ }[ النور : 39].
تفسيرُ الآية
( السراب ) : ما يُرى في الفلاة من ضوء الشمس وقت الظهيرة يسرب على وجه الأرض كأنّه ماء يجري ، و( القيعة ) : بمعنى القاع أو جمع قاع ، وهو المنبسط المستوي من الأرض ، و( الظمآن ) : هو العطشان .
يُشبّه سبحانه أعمال الكفار تارة بالسراب كما في هذه الآية ، وأُخرى بالظلمات كما في التمثيل الآتي ، ولعلّ المشبّه في الأول هو حسناتهم ، وفي الثاني قبائح أعمالهم .
وإليك توضيح التمثيل الوارد في الآية :
قال سبحانه : { وَالّذينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ } أي ما يعملون من الطاعات ويُقدّمون من قرابين وأذكار يتقرّبون بها إلى آلهتهم ، مَثَلها كـ { كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَمآنُ ماءً } .
فقد وصفَ الظمآن بصفات عديدة :
الأولى : حسبان السراب ماءً ، كما قال سبحانه : { كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَمآنُ ماءً } .
الثانية : إذا وصلَ إلى السراب لم يجده شيئاً نافعاً ، كما قال سبحانه : { حَتّى إذَا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيئاً } ، وإنّما خصّ الظمآن به مع أنّ السراب يُتراءى ماء لكلّ راءٍ ؛ لأَن المقصود هو مجيء الرائي إلى السراب ، ولا يجيئه إلاّ الظمآن ليرتوي ويرفع عطشه .
الثالثة : عندما يشرف على السراب لا يجد فيه ماءً ، ولكن يجد الله سبحانه عنده ، كما قال سبحانه : { وَوَجَدَ اللهَ عِندَهُ } .
وهذا خبر عن الظمآن ، ولكنّ المقصود منه في هذه الجملة هو الكافر ، والمعنى : وجدَ أمر الله ووجد جزاء الله ، وذلك عند حلول أجله وإشرافه على الآخرة .
فالكافر يتصوّر أنّ ما يُقدّم من قرابين وأذكار سوف ينفعه عند موته وبعده ، وسوف تقوم الآلهة بالشفاعة له ، ولكن يتجلّى له خلاف ذلك ، وأنّ الأمرَ أمر الله لا أمر غيره فلا يجدون أثراً من إلوهية آلهتهم .
فعند ذلك يجدون جزاء أعمالهم ، كما يقول سبحانه : { فَوفّاهُ حِسَابَهُ } .
ثمّ إنّه سبحانه يصف نفسه بقوله : { وَالله سَرِيعُ الحِسَابِ } .
وبذلك تبيّن أنّ الآية المباركة لبيان حال الظمآن الحقيقي إلى قوله : { لَمْ يَجِدْهُ شَيئاً } ، كما أنّها من قوله : { وَوَجَدَ ...} يرجع إلى الظمآن ، لكن بالمعنى المجازي وهو الكافر .
وحاصل التمثيل هو : أنّ الطاعة والعبادة والقربات كلّها لله تبارك وتعالى ، فمَن قدّمها إليه وقام بها لأجله ، فقد بذرَ بذرة في أرض خصبة سوف ينتفع بها في لقائه سبحانه .
وأمّا مَن عبدَ غيره وقدّم إليه القربات راجياً الانتفاع به ، فهو كرجاء الظمآن الذي يتصوّر السراب ماءً فيجيئه لينتفع به ، ولكنّه سرعان ما يرجع خائباً .
إلى هنا تمَّ ما يشترك فيه الظمآن والكافر ، أي المشبّه به والمشبّه ، ولكنّ المشبّه أعني : الكافر الذي شُبّه بالظمآن ، فهو يختص بأُمور أُخرى :
أولاً : إنّه عند مجيئه إلى الانتفاع بأعماله يجد الله هو المجازي لا غير .
وثانياً : إنّه سبحانه يجزيه بأعماله .
وثالثاً : فيوفّيه حسابه .
وما ذلك إلاّ لأَنّ الله سريع الحساب .
وعلى ضوء ما ذكرنا ، فقد أُريد من الظمآن الاسم الظاهر الظمآن الحقيقي ، وأُريد من الضمائر الثلاثة في : ( وجد ) ، و( وفّاه ) ، و( حسابه ) الظمآن المجازي أعني الكافر الخائب .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|