أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2017
707
التاريخ: 23-3-2017
748
التاريخ: 23-3-2017
653
التاريخ: 2023-06-28
1282
|
التبغ وصناعة النشوق
هناك نوع آخر من النشوق يكثر استخدامه في مصر وبلدان كثيرة من العالم وهو نشوق الدخان يصنع من نبات التبغ (Nicotiana tabacum) وذلك بعد اكتشافه في القرن السادس عشر الميلادي في الأمريكيتين.
لكن هذا النبات كان معروفاً في بلاد الشرق الأقصى منذ آلاف السنين - ففي الهند كان الهنود يطلون على التبغ في أسفارهم السنسكريتية اسم Tamrakuta واعتبر واحد من الثمانية العوامل السامية - ثم تحول الاسم إلى «تامباكو» ثم لما أدخل الرحالة البرتغال نبات التبغ مرة أخرى إلى الهند عام 1508 م شاع استعماله للتدخين عام 1605م - وكذلك دخل الصين في القرن السادس عشر بواسطة اليابان عن طريق التجارة وزرع هناك.
لقد عرف الاسبان التبغ أول مرة حين غزوا أرض كوبا عام 1492م ووجدوا الأهالي هناك مولعون بتدخين أوراقه عن طريق أنبوبة على شكل حرف Y الإنجليزي وكان الأهالي يطلقون عليه اسم Tobaco وأحياناً اسم Picielt ، ونقل الاسبان أوراق التبغ وطريقة تدخينه إلى أوروبا.
في البرتغال، لاحظ السفير الفرنسي Nicot في بلاط البرتغال (1559 - 1561م) ظاهرة الاستعمال الطبي للتبغ هناك التي شاعت أكثر في مدينة لشبونة وشجع استعمال التدخين في فرنسا وأطلق العلماء على النبات اسم Nicotiana tabacum تخليدا لاسم هذا السفير الفرنسي.
دخل التبغ انجلترا عام 1565م لكنه لم يستعمل للتدخين إلا بعد عدة سنوات حينما احتل الإنجليز مقاطعة فرجينيا بأمريكا الشمالية عام 1584م وهناك وجدوا التبغ مزروعاً بكثرة ويستعمله الأهالي وأسروا عدداً كبيراً من الأهالي ونقلوهم إلى انجلترا وأدخلوا بذلك طريقة تدخين التبغ هناك.
في عام 1610م انتشر تدخين التبغ في تركيا عن طريق التجار الإنجليز وبالتالي انتشر تدخينه في جميع الأراضي الواقعة تحت السيطرة العثمانية ومنها بالطبع مصر حيث كثر تدخينه في المقاهي والمنازل بواسطة النارجيله.
لقد أعتقد الهنود بأن تدخين التبغ - كما ورد في كتاب «مخزن الأدوية» في القرن السابع عشر - بأنه قاتل للبكتريا وأوصوا بتبخير مرضي الكوليرا بدخان التبغ حيث ظنوا بأنه يحدث إسهالاً في المخ وينشط الحالة العقلية للإنسان وأن دخانه يهدئ أزمات الربو وبعض أمراض الصدر - كذلك استخدموا رماد التبغ مخلوطاً بزيت على هيئة عجينة ضماداً على القروح والجروح لمنع نزيفها.
واستخدموا كذلك ماء نارجيلة التبغ شرباً كمدر للبول وزيته الأسود (القطران) الذي يتراكم داخل غاب الشيشة كدهان لعلاج التهاب الجيوب الأنفية - وكذلك كان يقطر داخل العين لعلاج العشى الليلي والرمد الصديدي.
كذلك كان التبغ يوصف في الهند لحشو الشرج بأوراقه لتنشيط الأمعاء في القرن السابع عشر في جنوب الهند - وأحياناً كان يضاف إلى التبغ بعض السكر وزناً بوزن للتدخين أو المضغ.
أحيانا كان يستخدم هناك أوراق نباتات أخرى مثل خف الجمل Bauhinia racemosa أو Diospyros tupru كبديل للتبغ، وأحياناً يمضغ التبغ من أوراق نبات Betel وجوز الطيب، كذلك شاع استخدام التبغ كنشوق.
في إنجلترا عمد النبلاء هناك إلى استخدام التبغ في منتصف القرن السابع عشر كنشوق أو يمضغ وأحياناً كان يدخن في الغليون، وحالياً بطل استخدام التبغ كدواء وظل مقصوراً على استعماله للتدخين والمضغ وفي عمل النشوق.
لقد انتشر في القرن السابع عشر وما بعده في بلاط ملوك فرنسا من الأمراء والنبلاء عادة استخدام التبغ على هيئة مسحوق كنشوق بالأنف بديلاً عن تدخين التبغ لما يسببه من أدخنة كريهة.
أما في مصر فإن عادة استخدام النشوق انتشرت منذ القرن السابع عشر وانشأت بها الكثير من المصانع لإعداده.
في عام 1933 صدر قانون من مصلحة الصناعة رقم 91 حيث وضع نظاما خاصا لخلط الدخان (التبغ) لإنتاج العطوس (النشوق) ، وحدد القرار نسب تركيب النشوق كالآتي:
دخان صيني 70 %، نطرون 24 %، زيت سيرج (سمسم) 6 %، زيوت وخلاصات عطرية 1%.
(وكان الدخان يقطع ويفرم ويصحن ثم ينخل ناعما ويخلط مع النطرون الناعم ثم يضاف الزيوت إليه وتخلط جميعا ويكون لونه بني غامق مثل البن المحروق، وإضافة النطرون للنشوق يجعله قليل الحرافة وبالتالي لا يهيج كثيراً أغشية الأنف والزيوت تعطى النشوق طراوة ورطوبة وتعطره).
ولكن هذا النظام لم يستمر لمدة طويلة وأصبحت نسب تركيب النشوق كالاتي:
دخان نقي 100 جزء ، كربونات أو بيكربونات صوديم أو كلاهما 20 جزء، بنزوات صوديوم (مادة حافظة) 2 جم لكل كيلوجرام نشوق، زيت السمسم 6 جزء، زيوت عطرية 1%.
(ويجوز استبدال كربونات أو بيكربونات الصوديوم بمادة النطرون التي يوجد بها أحياناً شوائب من رمال وغيرها ويسمح بنسبة شوائب لا تزيد عن 5%).
ويطرح في عبوات في السوق عبارة عن دخان تركي أو أمريكي الرخيص الثمن بالقياس إلى الدخان الصيني الغالي الثمن جدا، ويصنع النشوق في نفس المصانع التي تنتج المعسل والمدغه.
طريقة إعداد النشوق
ينتخب أنواع الدخان الصالحة لصناعة النشوق من الدخان الصيني المسمى «الدون شان» أو من «الهوشان» حيث تنتج منه النشوق الخفيف (ويسمى تجارياً لسان العصفور) في حين أن دخان (المومينج) يصنع منه النشوق الثقيل يفرم ويدق الدخان الجاف ناعما ثم يخلط مع النطرون ثم بالزيوت ويترك ليجف وينخل.
لقد تركت صناعة النشوق حتى عام 1968 م بدون رقابة فعلية من الدولة لكن بعد ذلك تم متابعة هذه الصناعة للتأكد من إتباع تجار النشوق للمواصفات التي حددها القرار 1933/91م.
أنواع النشوق
1 - النشوق البارد.
2 - النشوق الحار ( الحامي ) : حيث يضاف إليه نسبة ضئيلة من الدخان البولوني أو الأمريكي الخاص أو مسحوق النشادر
3 - النشوق ذو الرائحة : يضاف إليه بعض الزيوت العطرية مثل زيت الياسيمن أو الفل أو الورد.
يمكن غش النشوق عن طريق الإقلال من نسبة الدخان الصيني الغالي الثمن فيه بنوع رخيص، وبذلك يوجد في السوق نشوق جيد ونشوق رديء وذلك يتوقف على نوع الدخان المستخدم.
يسمى النشوق الجيد باسم النشوق الضانى في حين أن النوع الرديء يسمى باسم النشوق الجملي أو العجالي.
عادة استخدام النشوق عادة سيئة وضارة - وهو لا يحدث إدماناً إذ لا يوجد مدمن نشوق ولكن يوجد معتاد نشوق ( لأن المدمن لا يستطيع الإقلاع عن الإدمان دون علاج وبإرادته مثل إدمان المخدرات - في حين أن النشـوق هو عادة يمكن للمستهلك أن يتوقف عن استعماله في أي وقت دون إرهاق كبير).
يسبب نشوق الدخان (خاصة إذا كان نوعه رديء) حساسية ناتجة عن تهيج الأعصاب الحسية بأغشية الأنف المخاطية حيث يمتص مادة النيكوتين من التبغ، وهي طريقة من طرق الحصول على مادة النيكوتين عن طريق الأنف بدلاً من الفم (كما في حالة تدخين السجائر والسيجار والغليون والمعسل)، وهذه الحساسية تسبب ظاهرة العطس المتتابع حتى يخرج المسحوق الزائد من الأنف.
يحدث النشوق (هو عادة بني اللون) لوناً بنياً مكتسباً في الأنف داخلياً يصدر عنه رائحة كريهة نتيجة تراكم القطران الموجود في التبغ، ويحدث النشوق نفس الأضرار التي يحدثها تدخين السجائر من التهاب مزمن في الشعب الهوائية محدثاً سعالاً شديداً مع بلغم وزيادة في النبض وفى ضغط الدم ويساعد على إحداث تصلب في الشرايين والذبحات الصدرية وأحياناً سرطان الرئة، ولكن معتادي النشوق يقولون عنه أنه يخفض ضغط الدم العالي ويحدث تنبيها للمخ والأعصاب وخاصة بعد العطس حيث يحدث صفاء في الذهن.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|