المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



المطالعة للأطفال  
  
1008   10:15 صباحاً   التاريخ: 2024-03-12
المؤلف : السيد الدكتور سعد شريف البخاتي
الكتاب أو المصدر : الثقافة العقليَّة ودورها في نهضة الشعوب
الجزء والصفحة : ص 124 ــ 126
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

المطالعة ثقافة يتوارثها الجيل من سابقه داخل الأمم المتحضرة، فلا يمكن أن تهمل هذه الفترة من العمر، التي هي أساس تكون العادات داخل الجيل؛ ولذا نجد الأمم والشعوب تضع من أولويات برامجها تعويد الطفل منذ صغره على حب الكتاب، والأنس بمجالسته، والارتياح بمطالعته، فإن هذا ليس بالأمر السهل، بل يحتاج إلى جهود كبيرة، وقد ورد في الخبر: (مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش على الحجر) (1).

ومن أجل تفعيل ظاهرة المطالعة والقراءة بين هذه الفئة العمرية، لا بد من مراعاة عدة أمور، منها:

الأول: تناسب الكتاب مع عمر الطفل

كتبت المعرفة - على اختلاف أنواعها - بصياغات مختلفة، فبعضها كتبت للمتخصصين، وبعضها كتبت للمثقفين أو الشباب، وهناك مجموعة من الكتب دونت لهذه المرحلة خاصة - مرحلة الطفولة - وهي على مراحل أيضاً. فعلى الآباء والمربين مراعاة ذلك؛ فإن الطفل إذا لم يفهم المضمون أو لم يكن إخراج الكتاب مناسباً لذوقه الطفولي، فإنه سينفر من الكتاب ولا يستطيع مطالعته، مما يجعل الآباء والمربين يلجؤون إلى الأسباب الأكثر فشلاً، وهو أسلوب الجبر والضغط والتهديد.

الثاني: موافقة الكتاب لاهتمامات الطفل

بعض الأطفال يميلون إلى التعرف على الكون والكواكب، ويتلهفون المتابعة أي شيء يتحدث عن ذلك، وبعضهم يحب الاطّلاع على عالم الحيوان، وآخر تستهويه الرياضة. فعلى الآباء والمربين أن يكتشفوا هوايات الأطفال، ويوفروا لهم الكتب في ضمن هذه الهواية؛ من أجل استمالتهم إلى المطالعة وتحبيبها لهم.

الثالث: مشاركة الطفل في القراءة

من جملة الطرق التي تجعل الطفل يرغب في القراءة فيتعود عليها، هي مسألة مشاركة الآباء له في مطالعة كتبه، وشرحها له أو الاستفسار منه لكي يتحدث هو عما دوّن في الكتاب. وهذا من أروع الأساليب في استمالة الأطفال للمطالعة، وتعويدهم عليها.

الرابع: اصطحاب الأطفال لمحل بيع الكتب

لا بد من تخصيص يوم في الشهر على الأقل نصطحب فيه أطفالنا إلى المكتبات، وأسواق بيع كتب الأطفال، وإعطائه حرية انتخاب كتابه والتشاور معه في انتخاب ما يريد؛ فإن له أكبر الأثر في جعله مهتماً بالمطالعة، واقتناء الكتب النافعة له.

كما يحسن اصطحابه إلى المكتبات العامة، وصالات المطالعة؛ ليتعود على أجواء المطالعة الهادئة، ويراها عن قرب ليكون في مستقبله ممن يرتاد هذه الأماكن الهادفة.

الخامس: تعليم الطفل طريقة المطالعة الصحيحة

بيان طرق المطالعة الصحيحة، بحيث نجنب الطفل المضار الصحيّة والنفسيّة، وإتلاف الوقت، أو عدم ارتكاز المعلومات المقروءة، وعدم إثارة الملل عنده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ منية المريد، الشهيد الثاني، ص 225. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.