المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



واجبات الأخوة المؤمنين  
  
842   10:09 صباحاً   التاريخ: 2024-03-12
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 75 ــ 77
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2016 10877
التاريخ: 20-11-2018 2592
التاريخ: 2024-02-05 980
التاريخ: 24-6-2016 6629

قد عين الإسلام الواجبات التي تجب على الأخوة المسلمين تجاه بعضهم البعض لكي تستحكم أواصر المحبة والوحدة بينهم.

يقول أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، لولده محمد بن الحنفية: (لا تضيعن حق أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه) (1)، ويتحدث الإمام الصادق (عليه السلام) حول حقوق الأخوة المؤمنين فيقول: (ان من حق المؤمن على المؤمن: المودة له في صدره، والمواساة في ماله والخلف له في أهله، والنصر له على من ظلمه، وان كان نافلة في المسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه وإذا مات، الزيارة له إلى قبره وان لا يظلمه، وان لا يغشه، وان لا يخونه، وان لا يخذله وان لا يكذبه وان لا يقول له (أف) وإذا قال له (أف) فليس بينهما ولاية، وإذا قال له: أنت عدوي فقد كفر أحدهما: وإذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء) (2).

ويقول في موضع آخر: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه ويحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاقد على التعاطف والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم عز وجل رحماء بينكم متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله) (3).

ويقول الإمام الباقر (عليه السلام) في هذا المجال (ان من حق المؤمن على أخيه المؤمن ان يشبع جوعته ويواري عورته ويفرج عنه كربته ويقضي دينه فإذا مات خلفه في أهله وولده) (4).

ان حقوق الاخوة المؤمنين في الإسلام والتي تقوم على أساس الإيمان والدين لا تنحصر بما ذكرناه، بل هي واسعة وكثيرة ولها مواقعها في مختلف شؤون الحياة بحيث لا يمكن ذكرها في مقال كهذا، ولكن يمكن ان نعرف أهم الوظائف الإسلامية في هذا الصدد بملاحظة الكلام القيم للإمام الصادق (عليه السلام) حيث يقول في هذا الموضوع - للمعلى بن خنيس - وهو أحد أصحابه المعروفين ـ (أيسر حق منها ان تحب له ما تحب لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك) (5).

وهكذا عرفنا ان المحبة في الإسلام ليست أمراً قلبياً فحسب بل يجب ان نعرف الوظائف التي عينها الإسلام ونعمل بما يجب منها في مختلف المواقف، ولا نتقاعس مطلقا عن القيام بكل ما يحقق مصالح المجتمع الإسلامي بل بكل جد واخلاص على تحقيقها في إطار من الرحمة المتبادلة وبدافع حقيقي ننطلق - بكل امكاناتنا - لإشباع احتياجات اخواننا المؤمنين ومساعدتهم غاية المساعدة.

يقول الإمام السادس (عليه السلام) لأصحابه: (اتقوا الله وكونوا اخوة بررة متحابين في الله متواصلين متراحمين تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الوسائل، ج 8، ص 546.

2ـ المصدر السابق، ص 545 ـ 546.

3ـ المصدر السابق، ص 542.

4ـ المصدر السابق، ص 543.

5ـ المصدر السابق، ص 544. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.