المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الفتوحات في ثقافة المسلمين
7-6-2020
Why should the proton nuclei in different compounds behave differently in the nmr experiment ?
11-8-2018
تجسّس الأشعث على الإمام
9-5-2016
لماذا يحتاج الأنبياء إلى المعجزة ؟
23-09-2014
مقدّمات الحرام‏
7-7-2020
عمى الالوان الاحمر والاخضر Red-green Colorblindness
13-11-2019


الإستشارة والاستخارة  
  
837   08:06 صباحاً   التاريخ: 2024-02-25
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 59 ــ 63
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2017 2238
التاريخ: 2024-05-01 748
التاريخ: 16-7-2018 2355
التاريخ: 20-11-2018 1778

كان من دأب النبي (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) والعترة الطاهرة ـ أن يستشيروا في مهامّ الأمور مع أنهم أكمل الخلق وأفضلهم وأعلمهم وليس هذا إلاّ للعمل بقول الله عز وجل في كتابه الكريم حيث يقول: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]، وقوله: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159].

فإن قيل كيف يأمر الله نبيه (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) بالمشورة مع أنه أكمل الخلق باتفاق أهل الملّة وأحسنهم رأياً وأوفرهم عقلاً وأحكمهم تدبيراً، وكان المواد بينه وبين الله تعالى متصلة، والملائكة تتواتر عليه والوحي ينزل؟

إن ذلك كان على وجه التطيب لنفوس أصحابه والتآلف لهم والرفع من أقدارهم، وليقتدى به أمته في المشاورة ولا يرونها نقصاً وعيباً لهم وليمتحنهم ويتميّز الناصح من الغاش إلى غير ذلك من الأمور (1) وكان النّبي أيضاً يستشير أصحابه في بعض حروبه كغزوة بدر وأحد والأحزاب وغيره.

واستشار الإمام أمير المؤمنين أصحابه في المسير إلى صفين واستشار الرضا (عليه ‌السلام) بعض خدمه كما روي عنه أنّه ربما شاور الأسود من سودانه، فقيل له تشاور مثل هذا؟

فقال: إن شاء الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه ... (2).

واستشار الإمام علي (عليه‌ السلام) عقيلاً في الزّواج بامرأة، فأشار إليه بفاطمة بنت حزام الكلابية.

فقال له أبغني إمرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوّجها فتلد لي غلاماً فراساً.

فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنّه ليس في العرب أشجع من أباءها ولا أفرس (3)

وإنّ رجلاً إستشار الحسين (عليه‌ السلام) في تزويج إمرأة فنهاه الإمام ولكن خلف الحسين في ذلك فافتقر.

وهكذا استشار الكرخي الصادق (عليه ‌السلام) فأجابه بما قرأته سابقاً.

المشورة للزواج

تلخص ممّا سبق أنّ المشورة أمر مهمّ جداً وبظل المشورة تكتمل عقول الرجال وتتبيّن الخفيات ومنها الشور في أمر الزواج. فإن قيل نحن لا ننكر أهميّة المشورة ولكن مع من نستشير ...؟!

قلنا: الروايات في هذا المجال بكثرة. فإنّنا أمرنا بالإستشارة مع الرجال ذوي العقول والرأي، ومع من إسمه محمد. ونهينا أيضاً من المشورة مع الفاسق الفاجر والجبان والحريص والبخيل وغير الورع فإن مضارّ إستشارتهم أكثر من منفعتها.

قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله): ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من إسمه محمد أو حامد أو محمود أو أحمد فأدخلوه في مشورتهم إلاّ خيّر لهم (4).

وقال الصادق (عليه ‌السلام): إستشر العاقل من الرجال الورع فإنّه لا يأمر إلا بخير وإياك الخلاف فإنّ خلاف الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا (5).

وقال الصادق (عليه‌ السلام) إن المشورة لا يكون إلا بحدودها فمن عرف بحدودها وإلا كانت مضرّتها على المستشير أكثر من منفعتها له؛

فأوّلها: أن يكون الذي يشاوره عاقلاً.

والثّانية: أن يكون حراً متديّناً.

والثّالثة: أن يكون صديقاً مواخياً.

والرابعة: أن تطلعه على سرّك، فيكون علمه به، كعلمك بنفسك، ثم يستر ذلك ويكتمه. فإنّه إذا كان عاقلاً إنتفعت بمشورته، وإذا كان حراً متديناً جهد نفسه في النصيحة لك، وإذا كان صديقاً مواخياً كتم سرّك إذا أطلعته عليه، وإذا أطلعته على سرك فكان علمه به كعلمك، تمت المشورة وكملت النصيحة ... (6).

الاستخارة قبل الإستشارة

وليبدأ قبل المشورة بالاستخارة أي طلب الخيرة من الله لأنّه العالم بالأسرار والخفايا. فعن الصادق (عليه ‌السلام): إذا أراد أحدكم أمراً فلا يشاور فيه أحداً حتى يبدأ فيشاور الله عزّوجل.

فقيل له ما مشاورة الله عزوجل.

قال يستخير الله فيه أولاً ثم يشاور فيه، فإنّه إذا بدأ بالله أجرى الله تعالى له الخير على لسان من شاء من الخلق (7).

وعنه (عليه ‌السلام) قال: يقول الله عز وجل من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخيرني (8).

وأما طريق الاستخارة فكثيرة وأشار إليها المجلسي وغيره في كتبهم، ونشير إلى بعضها ونحيل الباقي إلى هذه الكتب.

فمنها ما سئل عن الصادق فقال: استخر الله عزّ وجل في آخر ركعة من صلاة الليل وأنت ساجد مأة مرة ومرة.

قال الراوي: قلت كيف أقول.

قال: تقول أستخير الله برحمته، أستخير الله برحمته (9)

وعنه أيضاً: أنه يسجد عقيب المكتوبة ويقول اللهمّ خر لي مأة مرة ثم يتوسل بالنبي والأئمة (عليهم السلام) ويصلّي عليهم ويستشفع بهم وينظر ما يلهمه الله فيفعل فإنّ ذلك من الله تعالى (10).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ راجع سفينة البحار، ج 1، ص 718.

2ـ المصدر السابق.

3ـ إبصار العين، ص 56.

4ـ سفينة البحار، ج 1، ص 718.

5ـ المصدر السابق.

6ـ المصدر السابق.

7ـ المصدر السابق، ص 717.

8ـ المصدر السابق، ص 433.

9ـ المصدر السابق.

10ـ المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.