المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

شروط تفسير «ذات السلاسل»
23-2-2019
الأصحاب
19-8-2017
The vowels of RP NURSE
2024-03-11
الأشعة فوق البنفسجية Ultra-violet Radiation
31-8-2020
السيد محسن الموسوي.
18-8-2020
اليوم الموعود من اسماء القيامة.
15-12-2015


كيف تقرأ القصص القرآنية؟  
  
897   07:04 صباحاً   التاريخ: 2024-01-18
المؤلف : الشيخ توفيق بو خضر
الكتاب أو المصدر : شواهد أخلاقية
الجزء والصفحة : ص15ــ17
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن القراءة السليمة لهذا الكم الكثير من القصص الموجودة في القرآن الكريم، لا يقتصر على الإعجاب بالأسلوب الفني والأدبي للقصة، ولا ما يمثله ذلك السيناريو الرائع من عبارات جميلة وألفاظ مختصرة، بل لابد من قراءتها قراءة واعية، وفي سياق تجارب الأمم السابقة وتكاملها وتطور الفكر البشري، لاستلهام العبر والمواعظ منها لتكون نبراساً يحتذى به، وطريقا تسلكه الأجيال لبناء مجتمع متكامل، لأن الغاية التي من أجلها ذكرت تلك القصص قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43].

إن الغاية هو التعقل، والتعقل لا يكون إلا من خلال العلم؛ لأن العلم نور وهدى، يزيل ظلام الجهل والتخلف.

إذن لكي تكون قراءتنا للقصة قراءه صحيحة لابد أن تخلق فينا علماً وعملاً ونوراً وهدى، حينها نكون فعلاً قد قرأناها كما أنزلت وزادتنا إيمانا: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: 124].

من الأنبياء (عليهم السلام) إلى العلماء.

كثير منا من يتحجج بأن قصص الأنبياء (عليهم السرم) قريبة من الخيال، أو صعبة التحقيق لأن أبطالها معصومون لا يخطئون. ونحن بشر نخطأ ونذنب، ونفعل المنكرات فكيف تريد أن نتعظ بهم؟

العلماء بشر معرضون للخطأ، وغير معصومين، إلا أنهم سطروا أعظم الأمثال، وأروع القصص التي تقارب فعالهم فعال الأنبياء (عليه السلام) وسلوكهم سلوك الأوصياء؛ لأنهم اقتدوا بالنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) كما قال لهم ربهم جل وعلا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

ولذلك صار امتدادهم امتداد النبوة والرسالة، ولذلك قال رسول الله: (العلماء ورثة الأنبياء)(1)، وفي رواية أخرى: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)(2) فذكرهم، وذكر قصصهم ما هو في الواقع إلا ذكر من اقتدوا بهم وهم الأنبياء (عليهم السلام). فعالهم حجة علينا، لهذا نلاحظ كثرة الكتب التي تكلمت عن قصص العلماء والأوصياء، لأنها تخلق في الناس تأثيراً وقدوة تقودهم فيما بعد للتخلق بأخلاق الأنبياء (عليهم السلام)، وبذلك يكون ذكرهم مقدمة لذكر الأنبياء (عليهم السلام)؛ لأنهم نموذج مصغر عنهم، ويمكن أن يتعظ الإنسان العادي بهم بشكل أسرع وللنفس أطوع.

_________________________________

(1) الكافي1: 34.

(2) عوالي اللئالي 4: 77. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.