المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02



الإمام علي (عليه السلام) وفتح مكة  
  
1310   04:05 مساءً   التاريخ: 2024-01-06
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص488-492
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

روى البخاري بسنده عن عبيد الله بن أبي رافع قال : " سمعت علياً رضي الله عنه يقول : بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنا والزبير ، والمقداد بن الأسود ، قال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فان بها ظعينة ، ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا ، حتى انتهينا إلى الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، فقلنا : أخرجي الكتاب ، فقالت : ما معي من كتاب ، فقلنا لتخرجنّ الكتاب أو لنلقين الثياب ، فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا حاطب ، ما هذا ؟ قال : يا رسول الله لا تعجل عليّ ، أني كنت أمرءً ملصقاً في قريش ، ولم أكن من أنفسها ، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم ، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم إنّ اتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي ، وما فعلت كفراً ولا ارتداداً ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لقد صدقكم . قال عمر : يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق ، قال : انّه قد شهد بدراً ، وما يدريك لعل الله إنّ يكون قد

اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، قال سفيان : وأي اسناد هذا ؟ "[1].

وروى ابن المغازلي باسناده عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب يوم فتح مكة : " أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : فأحملك فتناوله فقال : بل أنا أحملك يا رسول الله ، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : والله لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا علي ، فضرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيده إلى ساق علي فوق القرنوس ثم اقتلعه من الأرض بيده ، فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ثم قال له : ما ترى يا علي ؟ قال : أرى إنّ الله عزّوجلّ قد شرفني بك حتى إني لو أردت أن أمس السماء لمسستها ، فقال له : تناول الصنم يا علي ! فتناوله ثم رمى به ثم خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من تحت علي وترك رحليه فسقط على الأرض فضحك فقال له : ما أضحكك يا علي ؟ فقال : سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شئ ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : وكيف يصيبك شئ وإنما حملك محمّد وأنزلك جبرئيل عليهما السّلام "[2].

قال الديار بكري : " فجاء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى مقام إبراهيم عليه السّلام فصلى ركعتين ثم جلس ناحية فبعث علياً إلى عثمان بن طلحة الجمحي في طلب مفتاح الكعبة ، فأبى دفعه اليه وقال : لو علمت أنه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لم امنعه منه . فلوى علي عليه السّلام يده وأخذ المفتاح منه قهراً وفتح الباب "[3].

وقال الثعلبي : " نزلت الآية ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )[4] في عثمان بن طلحة الجمحي من بني عبد الدار ، وكان سادن الكعبة ، فلما دخل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مكة يوم الفتح غلق عثمان باب البيت وصعد السطح وطلب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المفتاح ، قيل إنه مع عثمان وطلب منه وأبى وقال : لو علمت أنه رسول الله لم امنعه المفتاح ، فلوى علي بن أبي طالب يده وأخذ منه المفتاح وفتح الباب ، فدخل رسول الله البيت وصلى ركعتين ، فلما خرج سأله العبّاس إنّ يعطيه المفتاح ويجمع له بين السقاية والسّدانة فأنزل الله هذه الآية ، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً إنّ يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر اليه ففعل ذلك على الحجابة ، فقال له عثمان ، يا علي ، أكرهت وأذيت ثم جئت برفق ، فقال : لقد أنزل الله في شأنك وقرأ عليه الآية فقال عثمان : اشهد إنّ لا إله إلاّ الله وإن محمّداً رسول الله ، وأسلم فجاء جبرئيل إلى رسول الله عليهما السّلام ، فقال : ما دام هذا البيت أو لبنة من لبناته قائمة فان المفتاح والسدانة في أولاد عثمان وهو اليوم في أيديهم "[5].

روى الحاكم النيسابوري بسنده عن أبي مريم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : " انطلق بي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى أتى بي الكعبة فقال لي اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بمنكبي ثم قال لي : انهض فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال لي اجلس ، فنزلت وجلست ثم قال لي يا علي اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه ثم نهض بي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فلما نهض بي خيّل إليّ أن لو شئت نلت أفق السماء ، فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال لي : الق صنمهم الأكبر صنم قريش وكان من نحاس ، موتّداً بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عالجه ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لي : أيه أيه ( جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ) فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه ، فقال : اقذفه فقذفته فتكسر وترديت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم قال علي : " فما صعدته حتى الساعة "[6].

وروى أحمد والنسائي بالاسناد عن أبي مريم مثل ذلك[7].

كما روى الخطيب البغدادي الحديث المتقدم بألفاظ مشابهة باملاء من الحافظ أبي نعيم باسناده عن أبي مريم[8].

ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ص 58 ، وأورده كل من : الخوارزمي في المناقب ص 71 ، وابن الجوزي في صفة الصفوة ج 1 ص 119 . ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 200 ، والسيوطي في الخصائص الكبرى ج 1 ص 264 والزرقاني في شرح المواهب اللدنية ج 1 ص 204 .

وقال البدخشي : " فان الله لما فتح مكة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً كرم الله وجهه إنّ يصعد على منكبه ليقذف الصنم التي كانت أعظم الأصنام عن المسجد الحرام "[9].

 

[1] صحيح البخاري ، كتاب فضل الجهاد والسير ، باب الجاسوس ج 4 ص 72 .

[2] المناقب ص 202 الحديث 240 .

[3] تاريخ الخميس ج 2 ص 87 .

[4] سورة النساء : 58 .

[5] تفسير الثعلبي ص 18 مخطوط .

[6] المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 366 ، رواه الحافظ الكنجي الشافعي أيضاً في كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب ص 257 ، ثمّ قال : " هذا حديث حسن ثابت عند أهل النقل " . ثم روى الحاكم النيسابوري نفسه الحديث السابق بإسناد آخر وعلّق عليه بقوله : " هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه " المستدرك ج 2 ص 367 .

[7] مسند أحمد ج 1 ص 84 ، الخصائص ص 31 .

[8] تاريخ بغداد ج 13 ص 302 .

[9] مفتاح النجاء ص 46 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.