المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Intuitionistic Logic
30-1-2022
The role of the observer
12-7-2020
أحكام النافلة
8-2-2017
الآفار والصقالبة وثورة 602 .
2023-10-15
ميرزا معصوم الرضوي
11-2-2018
استخدامات البوتاسيوم
17-4-2018


تخميس لأبيات لسان الدين  
  
1020   01:30 صباحاً   التاريخ: 2024-01-02
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج5، ص: 112-115
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-01 514
التاريخ: 2023-09-17 1201
التاريخ: 2024-08-12 350
التاريخ: 6/12/2022 1314

تخميس لأبيات لسان الدين

قلت: ورأيت بحضرة فاس - حاطها الله تعالى - تخميساً لهذه الأبيات بديعاً منسوباً إلى بعض بني الصباغ، وزاد في الأصل بعض أبيات على ما ذكره ابن خلدون من هذه القطعة، والمزيد يشبه نفس لسان الدين ابن الخطيب، فلعل ابن خلدون اختصر منها، أو لم يقف على الزائد، ولنثبت جملته تتميماً للمقصود، فنقول: قال رحمه الله تعالى(1):

أيا جاهلاً غره ما يفوت ... وألهاه حال قليل الثبوت

تأمل لمن بعض أنس يقوت (2) ... بعدنا وإن جاورتنا البيوت

وجئنا بوعظ ونحن صموت

 

لقد نلت من دهرنا رفعة ... تقضت كبرق مضى سرعة

فهيهات نرجو لها رجعة ... وأصواتنا سكنت دفعة

كجهر الصلاة تلاه القنوت

 

بدا لي من العز وجه شباب ... يؤمل سيبي وبأسي يهاب

فسرعان مزق ذلك الإهاب ... ومدت وقد أنكرتنا الثياب

علينا نسائجها العنكبوت

 

فآهاً لعز تقضى مناما ... منحنا به الجاه قوماً (3) كراما

وكنا نسوس أموراً عظاما ... وكنا عظاماً فصرنا عظاما

وكنا نقوت فها نحن قوت

 

113

 

 

وكنا لدى الملك حلي الطلى ... فآهاً عليه زماناً خلا

نعوض من جدة بالبلى ... وكنا شموس سماء العلا

غربنا فناحت علينا السموت

 

تعودت بالرغم صرف الليالي ... وحملت نفسي فوق احتمالي

وأيقنت أني سوف يأتي ارتحالي ... ومن كان منتظراً للزوال

فكيف يؤمل منه الثبوت

 

هو الموت يا ما له من نبا ... يحوز الحجاب إلى من أبى

ويألف أخذ سني الحبا ... فكم أسلمت ذا الحسام الظبى

وذا البخت كم جدلته البخوت

 

هو الموت أفصح عن عجمة ... وأيقظ بالوعظ من خفقة

وسلى عن الحزن ذا حرقة ... وكم سيق للقبر من خرقة

فتى ملئت من كساه التخوت

 

تقضى زماني بعيش خصيب ... وعندي لذنبي انكسار المنيب

وها الموت قد صبت منه نصيبي ... فقل للعدا ذهب ابن الخطيب

وفات ومن ذا الذي لا يفوت

مضى ابن الخطيب كمن قبله ... ومن بعده يقتفي (4) سبله

وهذا الردى ناثر شمله ... فمن كان يفرح منهم له

فقل: يفرح اليوم من لا يموت

 

114

هو الموت عم فما للعدا ... يسرون بي حين ذقت الردى

ومن فاته اليوم يأتي غدا ... سيبلى الجديد إذا ما المدى

تتابع آحاده والسبوت

 

أخي توخ طريق النجاة ... وقدم لنفسك قبل الممات

وشمر بجد لما هو آت ... ولا تغترر بسراب الحياة

فإنك عما قريب تموت

 وقد ذكرني قوله رحمه الله تعالى " فمن كان يفرح منهم له - إلى آخره " قول بعض العلماء الشاميين:

يا ضاحكاً بمن استقل غباره ... سيثور عن قدميك ذاك العثير

لا فارس بجنودها منعت حمى ... كسرى، ولا للروم خلد قيصر

 

جدد مضت عاد عليه وجرهم ... وتلاه كهلان وعقب حمير

وسطا بغسان الملوك وكندة ... فلها دماء عنده لا تثأر

لعبت بهم فكأنهم لم يخلقوا ... ونسوا بها فكأنهم لم يذكروا

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هذا التخميس في أزهار الرياض 1: 231.

(2) الأزهار: يصوت.

(3) الأزهار: دوما.

 (4) ق: يبتغي.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.