المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Metabolic Effects of Glucagon
21-11-2021
زيارة يوم الأربعاء.
2023-07-05
رفع اليدين في التكبيرات
2024-08-24
تفسير المراغي : تفسير أدبي اجتماعي
16-10-2014
بطارية الكدميوم cadmium cell
4-3-2018
القوة السكانية للدولة - حجم السكان - العلاقة بين الموارد وحجم السكان
12/11/2022


العمل على أساس الإستعداد الفطري  
  
1138   11:13 صباحاً   التاريخ: 2024-01-02
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص323ــ326
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-07 401
التاريخ: 19-1-2016 2619
التاريخ: 2023-02-20 1336
التاريخ: 2023-04-27 1172

مع الأخذ بنظر الاعتبار التفاوت في التركيب الطبيعي والاستعدادات الفطرية للبشر في حسن أداء الأعمال ، فإن أول ما ينبغي على الشاب أن يلتفت إليه في اختياره لنوع العمل الذي ينوي الشروع فيه ، التعرف قدر استطاعته على استعداده الفطري وتركيبته الطبيعية ، ليعرف نوع العمل الذي بمقدوره أن يؤديه بكفائة ، ويختار العمل الذي يتوافق ولياقته الطبيعية .

«الكل يجمع على الاعتقاد القائل بأن الاستعدادات والكفاءات تظهر وتتميز بسرعة بعد مرحلة البلوغ . وهناك استعدادات تظهر قبل أوانها. ففي البداية تبرز الكفاءة الميكانيكية التي تظهر بواسطة المهارة الفنية ، ثم يتضح الاستعداد للرسم وبعده الاستعداد للرياضيات ، أما الاستعداد الأدبي والعلمي فلن يبرز قبل سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة».

تشخيص الإستعدادات :

«لكي يتمكن الشباب من اختيار أعمال تنسجم واستعداداتهم الحقيقية ، لابد من توجيههم نحو أعمال معينة. وهذه المسألة مفيدة جداً لا سيما لأولئك الذين يرغبون في اختيار عمل بأقصى سرعة. ونتيجة هذه التوجيهات نحو الأعمال اليدوية واضحة تماماً ، لأن الاختبارات التي تسبقها والتي تكون دافعاً نحو الأعمال لها دورها الهام في هذا المجال. أما في الحالات الممتازة فإن هذه الاختبارات ليست كافية، لأن تحديد الاستعداد الذي يتم بهذه الطريقة لن يكون قطعياً ، بل يأتي على شكل احتمالات معينة. ومن هنا يتوجب الاعتماد على امور أخرى في توجيه الشباب نحو العمل ، مثل الفحص الطبي والنتائج الدراسية وتمنياتهم وأمنيات ذويهم، كما يجب عدم الخلط بين ذوق العمال واستعداداتهم ، ذلك أن الإنسان غالباً ما يحب عملاً معيناً في البداية، لكن استعداده في ذاك العمل لن يتعدى الحد المتوسط» .

«إن موجّهات الاستعداد التي اخترعها الأمريكيون تعمل بشكل دقيق وفعال ، فهي تنصح ابن رئيس أحد المصارف أو أحد المسؤولين البارزين في الحكومة الذي يكون قليل الاستعداد لكنه فالح في الأعمال اليدوية ، تنصحه بأن يختار مهنة الطهي أو الزراعة، لكنها في الوقت ذاته تؤكد أن الأسر لا يسرها ذلك ولا تبدي أي استعداد للتعاون في هذا المجال»(1).

رغم ان الإنسان لم يستطع حتى الآن تقييم استعداد الأفراد الحقيقي وتوجيههم نحو الأعمال والمهن التي يتألقون فيها ويبرزون كفاءتهم من خلالها، رغم كل الوسائل المخبرية والعلمية التي استخدمها، إلا ان هذا الأمر ليس صعباً ،لا سيما وان هناك في كل مجتمع الكثير من العلماء والمربين الأكفاء الذين يستطيعون من خلال طرح مجموعة من الأسئلة العلمية وإجراء اختبارات محددة ، تحديد قدرات الأفراد واستعداداتها. فإذا ما رجع إليهم الشباب لمعرفة درجة استعداداتهم وأجابوا على اسئلتهم إجابات صحيحة ، فإنهم يستطيعون بمساعدتهم إختيار المهنة أو الحقل الدراسي المناسب الذي يتمكنون من الابداع فيه وبالتالي تحقيق النجاح المطلوب .

تحديد الإستعداد الخاص:

«يستطيع كل كائن أداء آلاف الأعمال والأشغال، لكنه يبدو في بعضها ضعيفاً ، وفي بعضها الآخر معتدلاً ، ويكون في عدد منها مقتدراً ومستعداً. ولكن لا يتساوى اثنان في القدرة والاستعداد. فإذا ما لاحظت أن الطالب الفلاني أكثر منك ذكاء ولا يمكنك اللحاق به مهما درست وجهدت ، لا تتصور أنه أفضل منك في أداء جميع الأعمال ، واعلم أنه لا بد أن يكون في أعماقك استعداد خاص يفتقده زميلك هذا. عليك أن تبحث وتفتش لتجد وتكتشف ما في أعماقك من استعداد ، لأن مستقبلك وسعادتك مرتبطان بنجاحك في اكتشاف موهبتك واستعدادك ، ومدى سعيك لتنميتها أو احباطها»(2).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إعملوا فكل مُيَسّرٌ لِما خُلِقَ لَه(3).

إن مسألة العلاقة والرغبة في العمل تعتبر ركناً من أركان النجاح، شأنها شأن الكفاءة والاستعداد الطبيعي. فالشاب الذي يكون بطبيعته كفوء في عمل معين لكنه يفتقد لأي رغبة تجاه هذا العمل نتيجة تأثره ببيئته الحياتية وظروفه الأسروية أو أي سبب آخر ، إذا ما أقدم على ذاك العمل لن يكون بمقدوره تحقيق تقدم ونجاح يذكر.

__________________________

(1) ماذا اعرف ؟ ، البلوغ، ص102و104.

(2) البهجة، ص91.

(3) سفينة البحار، (يسر) ، ص732. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.