المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

Laboratory Diagnosis of Cancer
19-2-2016
عمليات خدمة العصفر بعد الزراعة Cultural practices after planting
27-11-2019
الاحتياجات المائية للبطاطس
17-9-2020
أسباب المخاوف عند الاطفال
14/9/2022
اهمية التبخر
2024-09-14
The AdS/CFT Correspondence
20-12-2015


الإمام علي (عليه السلام) ومعركة الخندق  
  
1324   12:39 صباحاً   التاريخ: 2023-12-31
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص462-469
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

قال ابن هشام : " كانت غزوة الخندق في شوّال سنة خمس . . . وكان من حديث الخندق إنّ نفراً من اليهود . . . في نفر من بني النضير ونفر من بني وائل وهم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خرجوا حتى قدموا على قريش مكة فدعوهم إلى حرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقالوا : أنّا سنكون معكم عليه حتى نستأصله . . . ثم خرج أولئك النفر من يهود حتى جاءوا غطفان من قيس عيلان ، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأخبروهم إنهم سيكونون معهم عليه وإن قريشاً قد تابعوهم على ذلك فاجتمعوا معهم فيه . . . فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان ابن حرب وخرجت غطفان ، وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر في بني فزارة ، والحارث بن عوف بن أبي حارثة المري في بني مرة ومسعر بن رخيلة بن نويرة بن طريف بن سحمة بن عبد الله بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث ابن غطفان فيمن تابعه من قومه من أشجع "[1].

قال الطبري : " فلما سمع بهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وبما اجمعوا له من الأمر ضرب الخندق على المدينة وكان الذي أشار على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالخندق سلمان ، وكان أول مشهد شهده سلمان مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يومئذ حر وقال : يا رسول الله ، أنّا كنا بفارس إذا حصرونا خندقنا علينا " .

" ولما فرغ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة بين الجرف والغابة ، في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تابعهم من كنانة وأهل تهامة وأقبلت غطفان ومن تابعهم من أهل نجد ، حتى نزلوا بذنب نقمى إلى جانب أحد .

وخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليه والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع في ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب هناك عسكره ، وأمر بالذراري والنساء فرفعوا في الآطام . . . "[2].

روى الحاكم النيسابوري بإسناده عن ابن إسحاق قال : " كان عمرو بن عبد ود فارس قريش ، وكان قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة ، ولم يشهد احداً فلما كان يوم الخندق خرج معلماً ليرى مشهده ، فلما وقف هو وخيله قال له علي يا عمر وقد كنت تعاهد الله لقريش إنّ لا يدعوك رجل إلى خلتين إلاّ قبلت منه إحداهما ، فقال عمرو : أجل ، فقال له علي رضي الله عنه فإني أدعوك إلى الله عزّوجل والى رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والاسلام فقال : لا حاجة لي في ذلك ، قال : فإني أدعوك إلى البراز قال : يا ابن أخي لم ؟ فوالله ما أحب إنّ أقتلك فقال علي : لكني والله أحب إنّ أقتلك ، فحمى عمرو فاقتحم عن فرسه فعقره ثم اقبل فجاء إلى علي وقال : من يبارز فقام علي وهو مقنع في الحديد فقال : أنا له يا نبي الله ، فقال : انه عمرو بن عبد ود اجلس فنادي عمرو : إلا رجل فأذن له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فمشى إليه علي رضي الله تعالى عنه وهو يقول :

لا تعجلن فقد أتاك * مجيب صوتك غير عاجز

ذو نبهة وبصيرة * والصدق منجا كل فائز

إني لأرجو إنّ أقيم * عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء * يبقى ذكرها عند الهزاهز

فقال له عمرو : من أنت ؟ قال أنا علي قال ابن من ؟ قال : ابن عبد مناف أنا علي بن أبي طالب فقال : عندك يا ابن أخي من أعمامك من هو أسنّ منك ، فانصرف فإني اكره إنّ أهريق دمك ، فقال علي لكني والله ما اكره إنّ أهريق دمك فغضب فنزل فسل سيفه كأنه شعلة نار ، ثم اقبل نحو علي مغضباً واستقبله علي بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدّها ، وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه وضربه علي رضي الله عنه على حبل العاتق فسقط وثار العجاج فسمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم التكبير فعرف إنّ علياً قتله ، فثم يقول علي رضي الله تعالى عنه :

أعلي يقتحم الفوارس هكذا * عني وعنهم أخروا أصحابي

اليوم يمنعني الفرار حفيظتي * ومصمم في الرأس ليس بنابي

إلاّ ابن عبد حين شد اليه * وحلفت فاستمعوا من الكتاب

إني لا صدق من يهلل بالتقى * رجلان يضطربان كل ضراب

فصدرت حين تركته متجدلا * كالجذع بين دكادك وروابي

وعففت عن أثوابه ولو إنني * كنت المقطر بزنّى أثوابي

عبد الحجارة من سفاهة عقله * وعبدت ربّ محمّد بصواب

ثم اقبل علي رضي الله عنه نحو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووجهه يتهلل ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : هلا استلبته درعه فليس للعرب درع خيراً منها ؟ فقال ضربته فاتقاني بسوأته واستحييت ابن عمي إنّ استلبه ، وخرجت خيله منهزمة حتى أقحمت من الخندق "[3].

وروى باسناده عن محمّد بن إسحاق بن يسار ، قال : حدثني عاصم بن عمر ابن قتادة قال : لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عمرو بن عبد ود ، أنشأت أخته عمرة بنت عبد ود ترثيه فقالت :

لو كان قاتل عمرو غير قاتله * بكيته ما أقام الروح في جسدي

لكنّ قاتله من لا يعاب به * وكان يدعى قديماً بيضة البلد

وسمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب سمعت أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، سمعت يحيى بن آدم يقول ما شبهت قتل علي عمرواً إلاّ بقول الله عزّوجلّ : ( فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ )[4] " .

روى الخوارزمي باسناده عن بهز بن حكم عن أبيه عن جده عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال : " لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة "[5].

وروى باسناده عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الخندق : اللهم إنك أخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر ، وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد ، وهذا علي فلا تدعني فرداً وأنت خير الوارثين "[6].

روى ابن عساكر باسناده عن ابن عبّاس ، قال : " سمعت عمر يقول : جاء عمرو بن عبد ود ، فجعل يجول على فرسه حتى جاز الخندق وجعل يقول هل من مبارز ؟ وسكت أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هل يبارزه أحد ؟ فقام علي فقال : أنا يا رسول الله ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : اجلس ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الثانية هل يبارزه أحد ؟ فقام علي فقال : دعني يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فإنما أنا بين حسنتين إما أن أقتله فيدخل النار وإما أن يقتلني فأدخل الجنة ! ! ! فقال رسول الله : أخرج يا علي فخرج علي فقال عمرو : من أنت يا ابن أخي ؟ فقال : أنا علي ، فقال عمرو ، إن أباك كان نديماً لأبي ، لا أحب قتالك ، فقال علي : إنك أقسمت لا يسألك أحد ثلاثاً إلا أعطيته فاقبل مني واحدة فقال عمرو : وما ذلك ؟ قال علي : أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمّداً رسول الله ، قال عمرو : ليس إلى ذلك سبيل ، قال فترجع فلا تكون علينا ولا معنا ثلاثاً ، قال : إني نذرت إنّ اقتل حمزة فسبقني إليه وحشي ، ثم إني نذرت أن أقتل محمّداً قال علي رضي الله عنه : فأنزل : فنزل فاختلفا في الضربة فضربه علي فقتله "[7].

قال : " ثم أقبل علي نحو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووجهه يتهلل ، فقال عمر بن الخطاب : هلا سلبته درعه فإنه ليس للعرب درع خير منها ؟ فقال : ضربته فاتقاني بسوأته فاستحييت ابن عمي أن أسلبه وخرجت خيله منهزمة حتى اقتحمت الخندق "[8].

وروى ابن شهرآشوب عن ابن مسعود والصادق عليه السّلام في قوله تعالى : ( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ )[9] بعلي بن أبي طالب وقتله عمرو بن عبد ود .

وقد رواه أبو نعيم الأصفهاني في ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين بالاسناد عن سفيان الثوري عن رجل عن مرة عن عبد الله .

وقال جماعة من المفسرين في قوله تعالى : ( اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ )[10] إنها نزلت في علي يوم الأحزاب "[11].

وروى الشيخ المفيد باسناده عن ربيعة السعدي قال : " أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له : يا أبا عبد الله إنا لنتحدّث عن علي عليه السّلام ومناقبه فيقول لنا أهل البصرة إنكم تفرطون في علي عليه السّلام ، فهل أنت محدثيّ بحديث فيه ، فقال حذيفة : يا ربيعة وما تسألني عن علي عليه السّلام فوالذي نفسي بيده لو وضع جميع أعمال أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم في كفة الميزان منذ بعث الله محمّداً إلى يوم الناس هذا ووضع عمل علي عليه السّلام في الكفة الأخرى لرجح عمل علي عليه السّلام على جميع أعمالهم ، فقال ربيعة : هذا الذي لا يقام له ولا يقعد فقال حذيفة : يا لكع ، وكيف لا تحمل وأين كان أبو بكر وعمر وحذيفة وجميع أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله يوم عمرو بن عبد ود وقد دعا إلى المبارزة فأحجم الناس كلّهم ما خلا علياً فإنه برز اليه وقتله الله على يده ؟ والذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجراً من عمل أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى يوم القيامة "[12] ( 1 ) .

وروى القندوزي باسناده عن ابن مسعود قال : " لما برز علي إلى عمرو ابن عبد ود ، قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : برز الايمان كلّه إلى الشرك كلّه ، فلما قتله ، قال له : أبشر يا علي ، فلو وزن عملك اليوم بعمل أمتي لرجح عملك بعملهم "[13] ( 2 ) .

ثم روى عن زياد بن مطرب قال : " كان ابن مسعود يقرأ ( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) بعلي .

وسبب نزوله : إنّ عمرو بن عبد ود كان فارساً مشهوراً . . . " .

 

[1] السيرة النبوية لابن هشام ج 3 ص 225 - 226 .

[2] تاريخ الطبري ج 2 ص 566 .

[3] المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 32 - 33 .

[4] سورة البقرة : 251

[5] المناقب الفصل التاسع ص 58 ، ورواه الحمويني في فرائد السمطين ج 1 ص 256 والخوارزمي في مقتل الحسين ج 1 ص 45 ، ورواه محمّد صدر العالم في معارج العلى في مناقب المرتضى ص 95 . والبدخشي في مفتاح النجاء ص 44 .

[6] المناقب الفصل الرابع عشر ص 87 .

[7] تاريخ مدينة دمشق ص 150 ج 1 رقم 216 ، وانظر الكامل لابن الأثير ج 2 ص 181 وغيره .

[8] المصدر ص 154 رقم 217 .

[9] سورة الأحزاب : 25 .

[10] سورة الأحزاب : 9 .

[11] المناقب ج 3 ص 134 .

[12] الارشاد ص 47 .

[13] ينابيع المودة ص 94 و 95 ، قال السيد حسن الحائري القزويني : " قول النبي لمبارزة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين حسبما رواه الخطيب الخوارزمي في المناقب ص 64 ، وبرهان الدين الحلبي في السيرة الحلبية ج 2 ص 340 ، وأخرج الحاكم في المستدرك ج 4 ص 32 ، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : لمبارزة علي يوم الخندق أفضل من أعمال أمّتي إلى يوم القيامة ، وأخرج الحديث بألفاظه علي المتقي في كنز العمال ج 6 ص 156 ، وفي مدارج النبوة للشيخ عبد الحق الدهلوي أنه ورد في الأخبار لمبارزة علي يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة ، وذكر الشيخ سليمان القندوزي في الباب الثالث والعشرين قائلا في المناقب عن ابن مسعود ، قال : لما برز علي إلى عمرو بن عبد ود ، قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : برز الأيمان كله إلى الشرك كلّه فلمّا قتله قال له : أبشر يا علي ، فلو وزن عملك اليوم يعمل أمّتي لرجح عملك بعملهم ، وفي المناقب لأخطب خوارزم ص 103 عن ابن عبّاس قال : لما قتل علي عليه السّلام عمرواً دخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وسيفه يقطر دماً فلما رآه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كبر ثلاثاً وكان وقت فراغه من صلاه الظهر فكبر المسلمون ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم اللهم اعط علياً فضيلة لم تعطها أحداً قبله ولا تعطها أحداً بعده رواه الديلمي في الفردوس ، وفي تفسير الفخر الرازي في تفسيره سورة القدر ج 8 ص 445 إنّ قوله تعالى ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر ) فيه بشارة عظيمة فهي انّه تعالى ذكر إنّ هذه اللية خير ولم يبين قدر الخيريّة . وهذا كقول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : لمبارزة علي عليه السّلام مع عمرو بن عبد ود أفضل من عمل أمّتي إلى يوم القيامة فلم يقل مثل عمله بل قال : أفضل كأنّه يقول : حسبك هذا من الوزن " . قال ابن أبي الحديد في الشرح ج 3 ص 270 في الجواب عن الجاحظ قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حين بزر علي عليه السّلام لعمرو : برز الايمان كلّه إلى الشرك كله ، ومن حديث الدميري في حياة الحيوان ج 1 ص 249 طبع مصر ، أنه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، برز الايمان كله إلى الكفر كله ، انتهى . قال فضل بن روزبهان مجيباً عن الحديث ، إنّ الحديث صحيح لا ينكره إلاّ سقيم الرأي ضعيف الايمان ولكن الكلام في اثبات النص وهذا لا يثبت ، انتهى . أقول : إنّ العقل السليم والفطرة المستقيمة ناهض باثبات إمامة الأفضل كما أنه ناهض باثبات التوحيد ووجوب بعث الرسل ، فالكلّ من نهج واحد ، فإذا حكم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وشهد لعلي عليه السّلام انه كلّ الايمان كان ذلك لا محالة لزيادة الفضل والكرامة " . الإمامة الكبرى والخلافة العظمى ج 2 ص 271 مخطوط ص 277 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.