المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

موطن الجنس السامي الأول وهل هو بلاد العرب.
2023-12-09
Place of articulation
25-3-2022
نظريات التركيب الداخلي للمدن - نظرية القطاعات
2023-03-18
روح بن السائب اليشكري
19-8-2017
علماء تربية النحل (مانلي Manley, Robert.O.B) ) ( ۱۸۸۸ - ۱۹۷۸)
2024-03-07
المعاشرة بالمعروف
2023-11-13


القصص أبلغ المواعظ  
  
1101   01:32 صباحاً   التاريخ: 2023-12-26
المؤلف : الشيخ توفيق بو خضر
الكتاب أو المصدر : شواهد أخلاقية
الجزء والصفحة : ص11ــ14
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2018 2306
التاريخ: 12-12-2017 4139
التاريخ: 2024-09-24 231
التاريخ: 2024-10-21 288

لقد أرسل الله الرسل من أجل أن يبين للناس الأحكام الشرعية حتى ينقادوا إلى الحق والهدى، ولما كانت طبيعة البشرية ترفض أن تستجيب إلى الحق حتى تتيقن منه، أو يكون على الهوى فتميل إليه، وليس الدين بالهوى فتتهافت إليه النفوس كأي فعل، بل هو شاق على النفس؛ لأنه يقيدها عن العبث واللهو فأبت أن تستجيب له وكانت النفس كالطفل الصغير الذي يجهل مصلحته ولا يزال يبكي ويبكي من اجل الحصول على ما يرغب فيه. فهو لا يفهم الحق حينما يقال له، ولا يعي الواقع حينما يشرح له.

لذلك تجد أن التخاطب معه يكون بالين والعطف واستجلاب قلبه بالقصة والطرفة والموعظة الخفيفة حتى تستأنس بها نفسه وينقاد إليها حينما تتلاءم مع نفسه.

ولذلك أمر الله رسله أن يتعاملوا مع الإنسان في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وبالتي هي أحس فقال في كتابه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].

وعلم أنبياءه كيف يخاطبون الناس، ويوضحون لهم المفاهيم وذلك من خلال اللين في الدعوة حتى مع ألد الأعداء لله سبحانه وتعالى فأمر موسى وهارون أن يذهبا إلى من نازعه في الربوبية وقال أنا ربكم الأعلى بأن يخاطبوه باللين: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44].

وهذا القول هو الموعظة الحسنة، ومن المواعظ التي استخدمها الله وعلمها أنبياءه ورسله، هي ذكر القصص ليكون للمؤمنين سلوة وثباتا على الإيمان، فترى الله سبحانه وتعالى يذكر قصة السحرة مع فرعون وأخرى يذكر الفتى إبراهيم مع النمرود، وأخرى الشاب يوسف مع امرأة العزيز، وتارة الشاب البار بوالديه مع اليهود، وهناك قصص كثيرة، الغاية منها هو العظة، وتثبيت الفؤاد كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كثير من الآيات فقال تعالى:

{كُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120].  

وقال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 3].

إن هذه القصص التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القران الكريم هي أحسن القصص وعندما نتساءل لماذا؟

لأن الغاية من ذكرها هي إعطاء الأخلاق والصفات الحسنة بحيث يتعلم الإنسان من القصة ما لا يتعلمه من المحاضرة، أو الخطابة، أو الشعر، فهو حدث قد وقع، ووقوعه دلالة على إمكانه، إمكانه دلالة على القدرة على تطبيقه، وهو بذلك يقدم القدوة الحسنة التي يمكن أن يقتدي بها الإنسان المؤمن في حياته ويحذو حذوها.

وأبطال القصص التي ذكرها الله سبحانه وتعالى هي الرسل، أي أعظم نماذج البشرية التي يمكن أن يقتدي بهم الإنسان ومن سار على طريقهم فلذلك يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} [غافر: 78].

ومع إن الله سبحانه وتعالى لم يذكر كل القصص والبطولات التي جرت في التاريخ إلا أنه جمع الفضائل كلها ولم يترك صغيرة ولا كبيرة في هذا الكتاب إلا وقد ضرب لها مثلاً، يمكن أن يتعظ بها الإنسان، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [النور: 34].  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.