أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2018
2306
التاريخ: 12-12-2017
4139
التاريخ: 2024-09-24
231
التاريخ: 2024-10-21
288
|
لقد أرسل الله الرسل من أجل أن يبين للناس الأحكام الشرعية حتى ينقادوا إلى الحق والهدى، ولما كانت طبيعة البشرية ترفض أن تستجيب إلى الحق حتى تتيقن منه، أو يكون على الهوى فتميل إليه، وليس الدين بالهوى فتتهافت إليه النفوس كأي فعل، بل هو شاق على النفس؛ لأنه يقيدها عن العبث واللهو فأبت أن تستجيب له وكانت النفس كالطفل الصغير الذي يجهل مصلحته ولا يزال يبكي ويبكي من اجل الحصول على ما يرغب فيه. فهو لا يفهم الحق حينما يقال له، ولا يعي الواقع حينما يشرح له.
لذلك تجد أن التخاطب معه يكون بالين والعطف واستجلاب قلبه بالقصة والطرفة والموعظة الخفيفة حتى تستأنس بها نفسه وينقاد إليها حينما تتلاءم مع نفسه.
ولذلك أمر الله رسله أن يتعاملوا مع الإنسان في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وبالتي هي أحس فقال في كتابه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].
وعلم أنبياءه كيف يخاطبون الناس، ويوضحون لهم المفاهيم وذلك من خلال اللين في الدعوة حتى مع ألد الأعداء لله سبحانه وتعالى فأمر موسى وهارون أن يذهبا إلى من نازعه في الربوبية وقال أنا ربكم الأعلى بأن يخاطبوه باللين: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44].
وهذا القول هو الموعظة الحسنة، ومن المواعظ التي استخدمها الله وعلمها أنبياءه ورسله، هي ذكر القصص ليكون للمؤمنين سلوة وثباتا على الإيمان، فترى الله سبحانه وتعالى يذكر قصة السحرة مع فرعون وأخرى يذكر الفتى إبراهيم مع النمرود، وأخرى الشاب يوسف مع امرأة العزيز، وتارة الشاب البار بوالديه مع اليهود، وهناك قصص كثيرة، الغاية منها هو العظة، وتثبيت الفؤاد كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كثير من الآيات فقال تعالى:
{كُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120].
وقال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 3].
إن هذه القصص التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القران الكريم هي أحسن القصص وعندما نتساءل لماذا؟
لأن الغاية من ذكرها هي إعطاء الأخلاق والصفات الحسنة بحيث يتعلم الإنسان من القصة ما لا يتعلمه من المحاضرة، أو الخطابة، أو الشعر، فهو حدث قد وقع، ووقوعه دلالة على إمكانه، إمكانه دلالة على القدرة على تطبيقه، وهو بذلك يقدم القدوة الحسنة التي يمكن أن يقتدي بها الإنسان المؤمن في حياته ويحذو حذوها.
وأبطال القصص التي ذكرها الله سبحانه وتعالى هي الرسل، أي أعظم نماذج البشرية التي يمكن أن يقتدي بهم الإنسان ومن سار على طريقهم فلذلك يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} [غافر: 78].
ومع إن الله سبحانه وتعالى لم يذكر كل القصص والبطولات التي جرت في التاريخ إلا أنه جمع الفضائل كلها ولم يترك صغيرة ولا كبيرة في هذا الكتاب إلا وقد ضرب لها مثلاً، يمكن أن يتعظ بها الإنسان، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [النور: 34].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|