المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



التعزية  
  
1173   12:59 صباحاً   التاريخ: 2023-12-23
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : اللياقات الاجتماعيّة
الجزء والصفحة : ص 57 ــ 60
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

التعزية هي تفعلة من العزاء أي الصبر، يقال: عزّيته أي صبّرته، والمراد بها طلب التسلّي عن المصائب والتصبّر عن الحزن والانكسار بإسناد الأمر إلى الله ونسبته إلى عدله وحكمته، وذكر ما وعد الله على الصبر مع الدعاء للميت والمصاب لتسليته عن المصيبة وهي مستحبة إجماعاً ولا كراهة فيها بعد الدفن عندنا (1).

بل إنّها تكون بعد الدفن فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (التعزية الواجبة بعد الدفن) (2).

والتعزية هي نوعٌ من التضامن الاجتماعيّ بين المؤمنين، وهي من الواجبات الاجتماعيّة لدى أغلب المجتمعات البشريّة، أما في الإسلام فلها أسلوب خاص أراده الله تعالى وعلّمنا إيّاه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فما هو فضل التعزية وكيف نعزّي الآخرين؟.

فضلُ التعزية

ورد عن رسول الله الأكرم (صلى الله عليه وآله): (من عزّى مصاباً كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيء) (3).

وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من عزّى حزيناً كُسي في الموقف حلّة يحبر بها) (4).

وكلّنا يعلم ما في الصبر على المصيبة من أجرٍ كبيرٍ وعظيمٍ عند الله عزَّ وجلَّ، فبمجرّد ذهاب الإنسان المؤمن للتعزية بفقيد، فإنّ أجر الصبر على المصيبة الّذي كُتب لصاحب العزاء، سيكتب للمعزّي أيضاً من دون أن ينقص من أجر صاحب المصيبة.

كيف نعزّي؟

إنّنا كأتباع لشريعة الإسلام، ننظر كيف كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وأهل البيت (عليهم السلام) يعزّون، لنستنّ بسنّتهم، ونكون لهم من المتّبعين.

ففي الرواية أنّه لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحدق به أصحابه فبكوا حوله، واجتمعوا، فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح، فتخطّى رقابهم فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: (إنّ في الله عزاء من كلِّ مصيبة، وعوضاً من كلِّ فائت، وخلفاً من كلِّ هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا، ونظره إليكم في البلاء فانظروا، فإنَّ المصاب من لم يؤجر).

فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل؟ فقال عليّ (عليه السلام): (نعم، هذا أخو رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ الخضر ـ عليه السلام ـ) (5).

وقد عزّى الإمام الصادق (عليه السلام) قوماً فقال لهم: (جبر الله وهنكم، وأحسن عزاكم، ورحم متوفاكم) (6).

الإمام الرضا (عليه السلام) في تعزيته للحسن بن سهل: (التهنئة بآجل الثواب أولى من التعزيّة على عاجل المصيبة) (7).

وفي الرواية أنّه كتب الإمام الجواد (عليه السلام) إلى رجل: (ذكرت مصيبتك بعليّ ابنك وذكرت أنّه كان أحبّ ولدك إليك وكذلك الله عزَّ وجلَّ إنّما يأخذ من الوالد وغيره أزكى ما عند أهله ليعظّم به أجر المصاب بالمصيبة فأعظم الله أجرك وأحسن عزاك وربط على قلبك إنّه قدير وعجّل الله عليك بالخلف، وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله تعالى) (8).

وفي رواية أخرى: عزّى الإمام الصادق (عليه السلام) رجلاً بابن له فقال (عليه السلام): (الله خير لابنك منك، وثواب الله خير لك من ابنك، فلمّا بلغه جزعه بعد عاد إليه فقال ـ عليه السلام ـ له: قد مات رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فما لك به أسوة؟ فقال: إنه كان مرهقاً فقال ـ عليه السلام ـ: إنَّ أمامه ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلّا الله، ورحمة الله، وشفاعة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، فلن تفوته واحدة منهن إن شاء الله) (9).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي، الشيخ الكليني، ج 3، ص 203.

2ـ المصدر السابق، ص 204.

3ـ المصدر السابق، ص 205.

4ـ المصدر السابق.

5ـ ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 3، ص 1972.

6ـ المصدر السابق.

7ـ المصدر السابق.

8ـ الكافي، الشيخ الكليني، ج 3، ص 205.

9ـ المصدر السابق، ص 204. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.