أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2016
5445
التاريخ: 18-1-2017
1739
التاريخ: 8-2-2021
2049
التاريخ: 26-8-2018
2589
|
كان جذيمة رجلًا ميالًا إلى الحروب، فجمع جيشًا وسار إلى مشارف الشام، فحارب عمرو بن الظرب ملك تدمر فقتله، ثم انكفأ راجعًا بجنوده إلى الحيرة، وملكت الزباء — واسمها ليلى وفي رواية نائلة — مكان أبيها عمرو، وكانت امرأة حازمة ذات رأي، وكان ملكها يمتد من الفرات إلى تدمر، فلما استحكم ملكها صممت على أن تثأر لأبيها، فنصحت لها أختها — وتُسمى زبيبة — بالعدول عن الحرب وإعمال الحيلة، فنزلت الزباء عند رأي أختها وكتبت إلى جذيمة تقول له: إن ملك النساء قبيح، وتطلب إليه أن يتزوجها وأن يضم ملكها إلى ملكه وأن يقدم إليها، واستشار جذيمة رجال دولته، فأجمعوا على أن يسير إليها إلا واحدًا يُسمى قصيرًا، اقترح أن يكتب إليها لتجيء هي إليه فقالوا: «لا يسمع لقصير رأي»، واستخلف جذيمة على ملكه ابن اخته عمرو بن عدي، وسار إلى الزباء في وجوه أصحابه، فاستقبلته رسل الزباء بالهدايا والتحف، ولم تلبث خيلها أن أحاطت به، وأدرك قصير الخطر فركب فرسًا لجذيمة تُسمى العصا وفر؛ فقال جذيمة: «إني أرى حزمًا على متن العصا»، ولما وصل جذيمة إلى الزباء أجلسته على نطع، وأحضرت طستًا من الذهب، وأمرت جواريها أن يقطعوا راهشيه، وهما عرقان في الذراع، وقالت للجواري: لا تضيعوا دم الملك؛ فقال جذيمة «دعوا دمًا ضيعه أهله»، ولما ضعف الملك سقطت يداه، فقطر من دمه قطرة في غير الطست، فتشاءمت الزباء وخافت أخذ الثأر. أما قصير فإنه قدم على عمرو بن عدي بالحيرة، وطلب إليه أن يستعد للثأر لخاله، ثم جدع قصير أنفه ودق ظهره وخرج كأنه هارب، وأتى الزباء ورأته على هذه الحالة فقالت: «لأمر ما جدع قصير أنفه»، ثم أخبرها أن عمرًا فعل به ما ترى؛ لأنه اتهمه بممالأتها ضد خاله، فانخدعت ووثقت به، وبعد مدة قال لها: إن لي بالعراق أموالًا فائذني لي لأحمل مالي وأحمل لك من طرف العراق ومتاجرها، فدفعت له أموالًا وجهزت له عيرًا، ورجع بما طلبت فأعجبها وسرها، ثم جهزته مرة أخرى بأكثر من الأولى فرجع، وفي المرة الثالثة أرسلته في عير كبيرة، فأخبر عمرًا الخبر، وجمع له عمرو ثقاة أصحابه وحمل كل جمل رجلين في جوالقين، وكان بين الرجال عمرو نفسه، وتقدم قصير فبشر الزباء بوصول العير وبكثرة ما حمل من الثياب والطرف، وخرجت الزباء فرأت الإبل تتهادى في أحمالها فقالت:
ما للجمال مشيها وئيدًا أجندلًا يحملن أم حديدا؟
أم صرفانا تارزا شديدًا أم الرجال قبضًا قعودا؟
ودخلت الإبل المدينة، وحدث أن آخر جمل نخس أحد جوالقيه حارس المدينة بمنخسه في يده، فصرخ مَن في الجوالق، وصاح الحارث «شرٌّ في الجوالق»، ولكن الأمر كان قد انقضى؛ إذ أنيخت الإبل، وخرج الرجال من الجوالق، وقام عمرو على باب نفق أعدته الزباء للهروب، ووضع رجاله السلاح في أهل المدينة، وخرجت الزباء تريد النفق، فوجدت عمرًا عنده بإرشاد قصير، فعرفت عمرًا بصورة كان عملها لها مصور أرسلته خفية إلى الحيرة، فعرفته وأيقنت بالهلاك فآثرت أن تنتحر، فمصت سمًّا كان في خاتمها وقالت: «بيدي لا بيد عمرو «. هذه هي قصة الزباء رأينا أن نصوغها في أقصر عبارة، وتجد تفصيلها في الأغاني والطبري والمسعودي وغيرها من كتب الأدب والتاريخ، وقد وضعنا بعض العبارات بين قوسين وهي العبارات التي سارت مسير الأمثال، والقصة في مجموعها طريفة والخيال فيها منسجم، ويحاول كثير من المؤرخين أن يقول: إن الزباء هي زينوبيا ملكة تدمر زوجة أذينة ملك تدمر الذي ساعد الرومان في حرب الفرس، وتمكن في أواخر القرن الثالث الميلادي من مطاردة الفرس حتى أسوار المدائن عاصمتهم، والزباء — لا شك — شخصية خرافية لا تمتُّ بصلة إلى زينوبيا التي ذكرنا في الفصل السابق أنها بعد قتل زوجها أذينة حاولت أن تقيم إمبراطورية شرقية، مقلدة في ذلك كليوبترا، وأنها تمكنت من دخول مصر وإخضاعها فترة، ولكن الرومان لم يمهلوها؛ إذ تغلب عليها القائد أورليان، وقادها أسيرة أمام مركبته الحربية في شوارع رومة سنة 274 م. والآن وقد انتهينا من الكلام عن الدور الخرافي — سنتكلم في الفقرات التالية عن أشهر ملوك الحيرة وأهمهم:
(1) امرؤ القيس بن عمرو.
(2) النعمان الأول.
(3) المنذر الأول.
(4) المنذر الثالث.
(5) عمرو بن هند.
(6) النعمان الثالث.
(7) إياس بن قبيصة الطائي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|