المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



[آية النجوى في حق الامير]  
  
6537   03:25 مساءً   التاريخ: 22-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص45-46
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-2-2019 2234
التاريخ: 18-10-2015 3873
التاريخ: 2023-11-22 2151
التاريخ: 30-01-2015 3226

وحسبك في جوده وسخائه (عليه السلام) إن آية النجوى لم يعمل بها أحد من الصحابة غنيهم وفقيرهم غيره حتى نسخت وجاءهم اللوم والتوبيخ منه تعالى {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} [المجادلة: 13] ولم ينج منه غيره.

قال النسائي في الخصائص : ذكر النجوى وما خفف علي عن هذه الأمة ثم روى بسنده عن علي قال لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12] قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي مرهم أن يتصدقوا قال بكم يا رسول الله قال بدينار قال لا يطيقون قال فبكم قال بشعيرة فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) انك لزهيد فأنزل الله أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية وكان علي يقول خفف بي عن هذه الأمة ورواه غير النسائي من أصحاب الصحاح بأسانيدهم مثله قال الواحدي في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} [المجادلة: 12] قال مقاتل بن حيان نزلت الآية في الأغنياء وذلك انهم كانوا يأتون النبي (صلى الله عليه واله) فيكثرون مناجاته ويغلبون الفقراء على المجالس حتى كره رسول الله (صلى الله عليه واله) ذلك من طول جاوسهم ومناجاتهم فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية وأمر بالصدقة عند المناجاة فاما أهل العسرة فلم يجدوا شيئا واما أهل الميسرة فبخلوا واشتد ذلك على أصحاب النبي (صلى الله عليه واله) فنزلت الرخصة وقال علي بن أبي طالب إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي يا {أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول} كان لي دينار فبعته وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد فنسخت بالآية الأخرى {أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات} .

وروى الطبري في تفسيره بعدة أسانيد عن مجاهد في قوله تعالى فقدموا بين يدي نجواكم صدقة قال نهوا عن مناجاة النبي (صلى الله عليه وآله) حتى يتصدقوا فلم يناجه الا علي بن أبي طالب قدم دينارا فتصدق به ثم أنزلت الرخصة في ذلك وبسنده عن مجاهد قال علي إن في كتاب الله عز وجل لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي وذكر الآية قال فرضت ثم نسخت وبسنده عن مجاهد قال علي آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم فكنت إذا جئت إلى النبي (صلى الله عليه واله) تصدقت بدرهم فنسخت فلم يعمل بها أحد قبلي وذكر الآية وفي الكشاف عن علي (عليه السلام) إن في كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي كان لي دينار فاشتريت به عشرة دراهم فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم قال الكلبي تصدق به في عشر كلمات سألهن رسول الله (صلى الله عليه واله) ومثله في تفسير النيسابوري .

وفي الكشاف عن ابن عمر كان لعلي ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم تزويجه فاطمة واعطاؤه الراية يوم خيبر وآية النجوى وفي تفسير الرازي روي عن علي (عليه السلام) أنه قال إن في كتاب الله لآية وذكر نحو ما مر عن الكشاف إلى قوله بدرهم قال :

وروي عن ابن جريح والكلبي وعطاء عن ابن عباس انهم نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا فلم يناجه أحد الا علي (عليه السلام) تصدق بدينار ثم نزلت الرخصة وفيه وفي تفسير النيسابوري عن القاضي ما حاصله إن هذا لا يدل على فضله على أكابر الصحابة لأن الوقت لعله لم يتسع للعمل لهذا الغرض ؛ وقال الفخر الرازي ما حاصله إن الوقت وإن وسع لكن الاقدام على هذا العمل مما يضيق قلب الفقير والصدقة عند المناجاة واجبة اما المناجاة فليست بواجبة ولا مندوبة بل الأولى تركها لأنها كانت سببا لسامة النبي (صلى الله عليه واله) وأقول إذا كان الأمر كذلك فأي معنى لقوله تعالى {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [المجادلة: 13] الآية وأي وجه لهذا العتاب والتقريع وإذا كان الأولى ترك المناجاة فأي معنى لقوله تعالى {وتاب الله عليكم} حتى جعلها ذنبا يوجب التوبة وترك المناجاة وإن لم يكن حراما في نفسه لكن تركه بخلا ورغبة عن مناجاة رسول الله (صلى الله عليه واله) التي فيها تعلم الأحكام وخير الدنيا والآخرة إن لم يكن ذنبا فهو مساوق للذنب فيوجب التوبة حقيقة أو تنزيلا والمناجاة التي كان الأولى تركها هي ما يوجب الملالة أو مزاحمة الأغنياء للفقراء لا مطلق المناجاة وبناء على هذه الفلسفة الواهية يلزم أن يكون الأولى ترك عمل الخيرات من الأغنياء لئلا تنكسر قلوب الفقراء العاجزين عنها ولهذا قال النيسابوري بعد نقله ذلك عن القاضي والفخر هذا الكلام لا يخلو عن تعصب وهل يقول منصف إن مناجاة النبي (صلى الله عليه واله) نقيصة (اه) أقول بل هو تعصب مجسم ومنه يعلم أن التعصب كيف يؤدي بابن آدم إلى أن ينكر الشمس الضاحية .

وروى الحاكم في المستدرك بالاسناد إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال علي بن أبي طالب إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي آية النجوى {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} قال كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فناجيت النبي (صلى الله عليه وآله) فكنت كلما ناجيته قدمت بين يدي نجواي درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ؛ وأورده الذهبي في مختصر المستدرك ولم يعلق عليه شيئا .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.