أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2017
3386
التاريخ: 26-8-2018
4238
التاريخ: 26-8-2018
2050
التاريخ: 6-11-2016
2617
|
طسم وجديس ابنا عم، يصعد النسابون نسبهما إلى سام بن نوح عليه السلام، أما موطنهما فقد حدد له المؤرخون منطقة اليمامة، وكانت تسمى فيما مضى جو، ويدل سياق الأقصوصة على أن الغلبة كانت لطسم، فكان منها الحكام والسادة، وحدث أن ولى ملك من طسم اختلف القصاص في اسمه؛ فبعضهم يسميه عملوق، وآخرون عملاق، وغيرهم عمليق، وكان عملوق هذا فاجرًا ظالمًا سيئ السيرة، وكان يستذل جديسًا وينتهك أعراضها، ويسوقون تدليلًا على شناعة فعاله أن امرأة من جديس خاصمت زوجها إلى عملوق هذا، تريد أن تأخذ ابنها منه ويريد هو أن يحتفظ بالغلام، فكان حكم عملوق أن يرسل الغلام مع عبيده، وأن تباع المرأة والرجل فيأخذ الرجل خمس ثمن المرأة وتأخذ المرأة عشر ثمن الرجل وفي هذا قالت المرأة واسمها هزيلة:
أتينا أخا طسم ليحكم بيننا فأصدر حُكمًا في هزيلة ظالمًا
لعمري لقد حكمت لا متورعًا ولا فَهِمًا عند الخصومة عالمًا
ندمت فلم أقدر على متزحزح وأصبح زوجي مائر الرأي نادمًا
واتصل بعملوق ما قالته هزيلة فغضب وأصدر أمرًا بأن لا تُزف بكر إلى زوجها حتى تُحمل إليه أولًا فيفترعها، فلقوا من ذلك بلاءً وجهدًا وذلًّا، ولم يزل يفعل ذلك حتى حدث أن امرأة من جديس تُسمى عفيرة خطبت إلى زوج من قومها، فلما حان موعد زفافها إلى بعلها حملها العبيد ليزفوها إلى عملوق قبله، وتكلموا في ذلك كلامًا لمس عزتها، وخرجت المرأة من فراش عملوق ودمها يسيل وقد شقت ثوبها من خلف ومن قدام وأخذت تنشد:
لا أحد أذل من جديس أهكذا يُفعل بالعروس
ثم أبت أن تمضي إلى زوجها وقالت تُحرض قومها:
أيصلح ما يؤتى إلى فتياتكم وأنتم رجال فيكمو عدد النمل
أيصلح تمشي في الدماء عفيرة صبيحة زُفَّت في النساء إلى البعل
من قصيدة طويلة منها:
فلو أننا كنا الرجال وكنتمو نساء لكنا لا نَقَرُّ على الذل
وإن أنتمو لم تغضبوا بعد هذه فكونوا نساء لا تفروا من الكحل
الخ...
وكان أخو عفيرة من سادة قومه وأصحاب الرأي فيهم، فتحركت نخوته، كما أحس المذلة قوم جديس، فاغتنم هو فرصة انفعال القوم واستشعارهم الذل، فقال لهم: هل لكم أن تتبعوا رأيي أُرِحْكُمْ من هذا الغشوم وطغيانه. فقالوا له: لم تعد لنا طاقة على احتمال هذا الهوان، فمرنا نفعل ما تريد، فاقترح عليهم أن يدفنوا سيوفهم تحت الرمل، وأن يتظاهروا بالولاء والإكبار للملك، وأن يدعوه هو ورجال حاشيته إلى مأدبة في العراء، فوافقوا على ذلك، وتمت دعوة الملك، وبينما هم في وسط الطعام والشراب إذا بجديس تخرج السيوف من تحت الرمال فتجندل الملك وتقتله شر قتلة هو ورجال حاشيته، ثم يعمد القوم إلى الفتك برجال طسم، حتى كادوا أن يفنوهم جميعًا، ويفلت من طسم رجل يفر إلى ملك اليمن — ويقولون: إنه حسان بن تبع — فيستنصره على جديس، ويستمع ملك اليمن إلى هذا الطسمي، فيسير معه في جند كثيف إلى جديس، حتى إذا ما أصبح القوم على بعد ثلاثة أيام من اليمامة مقر طسم، إذا بهذا الطسمي يخبر ملك اليمن أن له أختًا في جديس ترى على مسيرة ثلاثة أيام، وأنه يخشى أن تراهم فتحذر القوم، ثم يقترح على الملك أن يحمل كل جندي فرعًا من شجرة كبيرة يستتر وراءها، حتى يستطيعوا أن يفاجئوا جديسًا قبل أن يتحوطوا للقائهم. وتتطلع زرقاء اليمامة — وهي أخت ذلك الطسمي — إلى ناحية الجنوب الغربي فترى شجرًا يتحرك، ومن وراء ذلك الشجر جنودًا تحمل سلاحًا، ومنهم من يتعرق كتفًا أو يخصف نعلًا أو يخيط ثوبًا، فأنذرت قومها وحذرتهم جند اليمن، فسألوها عن الخبر، فقالت:
إني أرى شجرًا من تحته بشر فكيف تجتمع الأشجار والبشر
ثوروا بأجمعكم في وجه أولهم فإن ذلك منكم — فاعلموا — ظفر
فلم يصدقوها واعتبروا كلامها حديث خرافة «تأمل!» وما زالوا في غير حذر حتى صبحهم ملك اليمن فأباد الرجال وسبا النساء والذرية وحطم البيوت، ثم أمر بزرقاء اليمامة فاقتلعوا عينيها، وتقول الأقصوصة: إنهم وجدوا في داخلها عروقًا سودًا، فقالوا لها: من أي شيء ذلك، قالت: كحل أكتحل به، قيل: ما هو؟ قالت: الإثمد، فاتخذوه بعد ذلك كحلًا، ثم أمر الملك بها فصُلبت على باب المدينة. وهكذا كان فناء طسم على يد جديس وجديس على يد ذلك الملك اليمني. ونحن لا نستطيع أن نجزم — حتى ولو صرفنا النظر عما في القصة من المبالغات الخرافية — بصحة وجود طسم وجديس، ولكنا إذا افترضنا وجودهما فإنا قد نستنتج أن هلاكهما كان في أوائل القرن الرابع الميلادي، وأن الحكومة كانت إقطاعية بسبب كثرة تردد أسماء السادة في سياق الأقصوصة، ولأن مثل تلك العادة القذرة، التي أُشير إليها آنفًا، إنما يغلب وجودها في البلاد الإقطاعية. وبمناسبة هذه العادة نُشير إلى ما ذكره المستشرق جورج سيل، من أن مثل هذه العادة كانت شائعة في بعض مقاطعات إنجلترا واسكتلندا في القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي، كما يذكر بعض المؤرخين أنها كانت شائعة في كثير من البلاد الأوربية في عهد الإقطاع، وكانت تُعرف باسم «حق السيد «...
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|