ليس بخاف عن القارئ الكريم، أنه منذ بداية هذا القرن، ارتبط مصطلح الحفز الضوئي Photocatalysis ارتباطا وثيقا بتكنولوجيا النانو، الأمر الذي نتج عنه ميلاد عدد من المخرجات المبتكرة المعروفة باسم المحفزات الضوئية النانوية Nano Photocatalysts والتي تلقى منذ سنوات قليلة، رواجا وإقبالا منقطعي النظير. وفي الآونة الأخيرة أيضا، ونتيجة لنجاح تكنولوجيا النانو في إنتاج تلك الفئة المتميزة من المواد المتعددة الاستخدامات والتطبيقات Multifunctional Materials أضحى كثير من المصطلحات الفنية والتقنية المرتبطة بعمل وأداء تلك المواد النانوية المتقدمة، كلمات شائعة وتعبيرات متداولة بين أفراد الأسرة.

فمن منا لم يسمع عن كريمات ودهانات البشرة الحاجبة Sun Blocker للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس للوقاية من تأثيراتها الضارة؟ من منا لم يتابع حملات الدعاية والترويج الخاصة لكثير من المنتجات الكهربية مثل الثلاجات ذات الأسطح الداخلية المغطاة بطبقة رقيقة من تلك المحفزات الضوئية التي تعمل كمضادات للبكتيريا Anti–bacterial والفطريات Anti–fungicidal لمنعهما من الانتشار بداخلها؟

وكثيرا ما نسمع ونشاهد اليوم، تقارير عن توافر أجهزة تكييف مزودة بفلاتر هوائية خاصة، قادرة على التخلص من البكتريا العالقة بجو الغرف المغلقة وتنقيته من العوالق الدقيقة التي تضر جسم الإنسان عند استنشاقها. ونشاهد كذلك في الأسواق كثيرا من الأجهزة التي توظف المحفزات الضوئية النانوية لتنقية الوسط الهوائي الداخل للمنازل، وتخليصه من الروائح الكريهة Deodorizing. هذا إلى جانب توافر فلاتر مياه لها القدرة على تصفية وتنقية مياه الشرب داخل المنزل من العوالق والملوثات إلى جانب تخليصها من العوالق البكتيرية والفطرية التي قد توجد بها.

وفي قطاع المباني والعمارة، أصبح استخدام ألواح زجاجية مغطاة بطبقة رقيقة شفافة من حبيبات المحفزات الضوئية كواجهات للبنايات أمرا مألوفا، حيث تحافظ تلك المحفزات على نظافة تلك الأسطح بصورة دائمة، وتحول دون ترسب أي عوالق أو ملوثات هيدروكربونية عليها، لذا فهي تضمن ما يُعرف الآن بمصطلح التنظيف الذاتي Self–cleaning. كل هذه المنتجات وغيرها، متوافر الآن بشكل واسع في كل الأسواق العالمية وعلى الأخص في أسواق منطقتنا العربية المعروفة بقدرتها الاستيعابية والاستهلاكية الضخمة للمنتجات التكنولوجية المتقدمة، ولاسيما منتجات تكنولوجيا النانو التي أصبحت ملء السمع والبصر.