ب ـ تصنيفات أخرى 

1- تصنيف الدول إلى ثلاث عوالم : 

عرفت مرحلة الثمانينات شيوع استعمال تسمية " العالم الثالث -Tiers monde" وإطلاقها على مجموعة الدول النامية، وقد استعمل هذا المفهوم لأول مرة من طرف الإحصائي والاقتصادي الفرنسي Alfred Sauvy في مقال نشره بـNouvel Observateur عام : 1952،⁽¹⁾ وهو يشير إلى أن هناك :

- دول العالم الأول: الدول الصناعية في أوربا الغربية وأمريكا الشمالية ودول الباسفيك.

- دول العالم الثاني: الدول الصناعية ذات الاقتصاد المخطط مركزياً سابقاً في أوربا  الشرقية.

- دول العالم الثالث: ما تبقى من دول كأمريكا اللاتينية ودول الكاريبي وإفريقيا والشرق الأوسط وغالبية دول آسيا باستثناء اليابان.

وقد أخذ هذا المفهوم صبغة سياسية أثناء الحرب الباردة، حيث كان يشير إلى الدول التي رفضت الانتماء إلى أي من القطبين الغربي أو السوفياتي، وتجسد ذلك في قمة باندونغ عام 1955 التي اعتبرت كمحاولة حازمة لجمع دول العالم الثالث في وحدة سياسية من خلال تأكيد زعماء هذه الدول آنذاك على البقاء خارج النزاع الدائر بين الشرق والغرب، غير أن هذه الصبغة السياسية فقدت بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط القطب السوفياتي حيث أثبت التطور التاريخي استحالة بقاء هذه الدول "غير منحازة " وأوضح وجود العديد من العراقيل أمام تنميتها. 

ورغم ذلك ظل هذا المفهوم مستعملاً ليميز مجموعة من الدول شملت ثلاثة أرباع البشرية في نهاية الخمسينيات، وهي تشكل أربعة أخماس العالم اليوم⁽²⁾، وتتميز بخصائص سياسية واقتصادية واجتماعية مشتركة أهمها الماضي المشترك حيث خضعت أغلبية هذه الدول للاستعمار وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى الحالة الاجتماعية المتدهورة حيث تعاني شعوبها من الفقر ونقص التعليم والرعاية الصحية وسوء التغذية. 

2- عالم رابع وخامس 

الحقيقة أنه لا يوجد عالم ثالث واحد بل عوالم ثالثة، ذلك أن الدول التي تنطوي تحت مفهوم العالم الثالث غير متجانسة الخصائص مما أوجب ظهور مفاهیم اقتصادية جديدة للتحديد الدقيق للمعنى ويرجع مفهوم العالم الخامس" إلى الأمريكي (Pearson1963  )⁽³⁾ الذي رتب دول العالم على أساس الدخل السنوي الفردي، ثم تطور هذا الاقتراب فيما بعد على يد Bratzel و Muller الذين جمعا عام 1979، 52 معياراً لتحديد درجة التنمية ارتكز أهمها حول: النمو الديمغرافي ، توقع الحياة ،النشاط المهني حسب القطاعات الاقتصادية، نصيب الزراعة من الناتج الخام، ، استهلاك الطاقة، اشتراك الهاتف، مستوى التكوين، وضعية الصحة ، مستوى الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة ...الخ ، وطبقت هذه المعايير على 142 دولة وأمكن حسبها تقسيم العالم إلى 5 عوالم:

- الدول الأشد فقراً (دول العالم الخامس ) ذات الدخل الفردي السنوي الأقل من 350 $. 

- الدول الفقيرة ( دول العالم الرابع) ذات الدخل الفردي السنوي الأقل من 1500$

- دول العالم الثالث وهي التي لا يتجاوز دخل الفرد بها 5000 $ سنوياً.

- الدول المفضلة (favorises) والتي يصل دخل الفرد بها 10.000 $ سنوياً.  

- الدول الغنية وهي التي يتجاوز دخل الفرد بها 10.000 $ سنوياً.

3- التصنيف الجغرافي :

إن الوضعية الجغرافية لدول العالم الثالث قادت أيضاً إلى تصنيف دول العالم إلى⁽⁴⁾:

أ) دول الشمال:

وتضم دول العالم الأول والعالم الثاني المشار إليهما في التصنيف السابق، وتتميز بوضعية اقتصادية واجتماعية مواتية ومعدلات نمو جيدة.

ب) دول الجنوب:

وتضم دول العالم الثالث وهي تتميز بوضعية جد صعبة في مختلف الميادين، حيث يتميز المناخ السوسيو اقتصادي بضعف الإنتاجية، وارتفاع معدل البطالة، ونظام تكوين غير ملائم ، ومشاكل النقل والمواصلات، وانخفاض توقع الحياة، وتدهور مستويات التعليم والصحة، بالإضافة إلى المديونية وتدهور شروط ومعدلات التبادل في غير صالح هذه البلدان ⁽⁵⁾ . 

مع الإشارة إلا أن مجموعة دول الجنوب تتضمن تنوعاً واختلافاً كبيراً بين الدول المنضوية تحتها ما بين الحدين: دول غنية ذات دخل مرتفع، في مقابل دول فقيرة جدا ذات دخل منخفض جداً.  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) voir:- Frederic Teulon, op. cit, p:210

-Dwight H. Perkins et autres, op. cit.: 28 . 

(2). cit. p: 210. Frederic Teulon .

(3) Gabriel WACKERMANN, op. cit. P:216 .

(4) Dwight H. Perkins et autres, op. cit. p: 28.

(5) Gabriel WACKERMANN, op. cit, p: 213.