المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



الناس والخصائص الموروثة  
  
1337   02:31 صباحاً   التاريخ: 2023-11-26
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص320ــ322
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016 2164
التاريخ: 20-11-2018 2410
التاريخ: 26-6-2016 24245
التاريخ: 18-12-2021 2033

كلمة عضو تطلق أيضاً على افراد مختلف طبقات المجتمع ، وكلمة إنسان تطلق على كافة أفراد المجتمع الذين يمثلون مجموعة خليوية في جسم المجتمع ، ولكل منهم احترامه وحقوقه الإجتماعية ، إلا أنهم لا يتساوون في تركيبتهم الطبيعية وصفاتهم الذاتية وخصائصهم الموروثة .

عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام): الناس معادن كمعادن الذهب والفضة(1).

لقد بين الإمام الصادق (عليه السلام) في هذا الحديث أوجه الشبه والاختلاف بين البشر بكلمة «معدن».

فالكل يعلم أن ثمة اختلاف بين صفات وخصائص مختلف أنواع المعادن كالذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص وغيرها من المعادن ، ولكنها جميعها تسمى بالمعادن ، ولكل منها لزومه وضرورته.

«يختلف الأفراد باختلاف أعمارهم وجنسهم وعاداتهم الجسمية والنفسية، فالبعض يستطيع أداء نوع من الأعمال يعجز الآخرون عن أدائه إما لأنهم أقل ذكاءً أو لجهلهم وضعفهم. فالبعض مخلوق ليقوم بأعمال فكرية والبعض الآخر مخلوق ليقوم بأعمال عادية، كما أن هناك فئة تتمتع بموهبة فطرية وهي موهبة القيادة ، بينما تعجز فئة اخرى عن إدارة نفسها».

الحقوق والمجتمع:

«إن المجموعة العضوية في المجتمع لا تكون مفيدة ونافعة إلا إذا تعاونت مع مجموعة عضوية أخرى على إيجاد مجتمع متعادل متكافئ. وكل مجموعة عضوية تنمو على الغرور والأنانية يكون فعلها بالمجتمع كفعل داء السرطان في جسم الإنسان».

«إن أفراد المجموعات العضوية يتساوون من حيث إنسانيتهم ، إلا أنهم يختلفون فيما بينهم من حيث الامكانات الوراثية والعادات والسن والجنس والقيمة الفيزيولوجية والأخلاقية والفكرية. مع هذا لا يعتبر الاختلاف في الاستيعاب على المستوى الفردي والإجتماعي دليلاً على اختلاف الكرامة . فالمعدة والمخرج كلاهما ضروريان للجسم تماماً كضرورة المخ والعين وكل الأعضاء مرتبط بالقلب ، والقلب بدوره مرتبط بها جميعاً. فالعامل يخدم رب العمل، ورب العمل يخدم العامل، ولا يحظى عمل بسيط في مجموعة متكاملة بأهمية أقل من العمل الشاق والخطير ، فنجاح أية رحلة جوية يكون للمهندس والكادر الفني نصيب فيه ليس أقل من نصيب الطيار»(2).

___________________________

(1) روضة الكافي، ص177.

(2) سبل الحياة، ص149، 150. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.