المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التمثيلُ في الآية (24-25) من سورة إبراهيم  
  
11691   03:37 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص164-167.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيّبَة أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ * تُؤَتي أُكُلَهَا كُلَّ حينٍ بِإِذْنِ رِبّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون }[ إبراهيم : 24ـ 25] .

تفسيرُ الآيات :

إنّه سبحانه تبارك وتعالى مثّل للحقّ والباطل ، أو الكفر والإيمان بتمثيلات مختلفة ، وقد جاء التمثيل في هذه الآية بأنْ مَثّل الإيمان كشجرةٍ لها الصفات التالية :

أ : إنّها طيّبة ، أي طاهرة ونظيفة في مقابل الخبيثة ؛ فإنّ الشجر على قسمين : منها ما هو طيّب الثمار كالتين والنخل والزيتون وغيرها ، ومنها ما هو خبيث الثمار كالحنظل .

ب : أصلها ثابت ، أي لها جذور راسخة في أعماق الأرض ، لا تُزعزعها العواصف الهوجاء ولا الأمواج العاتية .

ج : فرعها في السماء ، أي لها أغصان مرتفعة ، فهي بجذورها الراسخة تحتفظ بأصلها وبفروعها في السماء ، وتنتفع من نور الشمس والهواء والماء .

وهذه الفروع والأغصان من الكثرة بحيث لا يزاحم أحدها الآخر ، كما أنّها لا تتلوّث بما على سطح الأرض .

د : { تُؤَتي أُكُلَهَا كُلَّ حينٍ } أي في كلّ فصل وزمان ، لا بمعنى كلّ يوم وكل شهر حتى يقال بأنّه ليس على وجه البسيطة شجرة مثمرة من هذا النوع .

وبعبارة أُخرى : إنّ مثل هذه الشجرة لا تبخس في عطائها ، بل هي دائمة الأثمار في كل وقت وقّته الله لإثمارها .

هذا حال المشبّه به .

وأمّا حال المشبّه : فقد اختلفت كلمتهم إلى أقوال لا يدعمها الدليل ، والظاهر أنّ المراد من المشبّه هو الاعتقاد الحقّ الثابت ، أعني : التوحيد ، والعدل وما يلازمهما من القول بالمعاد .

فهذه عقيدة ثابتة طيّبة لا يشوبها شيء من الشرك والضلال ، ولها ثمارها في الحياتين .

والذي يدلّ على ذلك : هو أنّه سبحانه ذكرَ في الآية التالية قوله : { يُثَبّتُ اللهُ الّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ }[ إبراهيم : 27] ، وهذا القول الثابت عبارة عن العقيدة الصالحة التي تمثّلها كلمة التوحيد والشهادة بالمعاد وغيرهما ، قال السيد الطباطبائي :

القول بالوحدانية والاستقامة عليه ، هو حقّ القول الذي له أصل ثابت محفوظ عن كلّ تغيّر وزوال وبطلان ، وهو الله عزّ اسمه أو أرض الحقائق ، وله فروع نشأت ونَمت من غير عائق يعوقه عن ذلك من : عقائد حقة فرعية ، وأخلاق زاكية ، وأعمال صالحة يحيا بها المؤمن حياته الطيّبة ، ويعمر بها العالَم الإنساني حقّ عمارته ، وهي التي تلائم سير النظام الكوني ، الذي أدّى إلى ظهور الإنسان بوجوده المنظور على الاعتقاد الحقّ والعمل الصالح (1) .

ثمّ إنّه سبحانه ختمَ الآية بقوله : { وَيَضْرِبُ اللهُ الأََمْثال للنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون } ، أي : ليرجعوا إلى فطرتهم فيتحقّقوا من أنّ السعادة رهن الاعتقاد الصحيح المثمر في الحياتين .

وبذلك يُعلم أنّ ما ذكرهُ بعض المفسّرين بأنّ المراد كلمة التوحيد لا يخالف ما ذكرنا ؛ لأَنّ المراد هو التمثّل بكلمة التوحيد لا التلفّظ بها وحده ، حتى أنّ قوله سبحانه : { إنّ الّذينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون }[ الأَحقاف : 13] ، يراد منه التحقّق بقوله : { رَبُّنَا اللهُ } لا التلفّظ بها ، وقد أشارَ سبحانه إلى العقيدة الصحيحة بقوله : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ }[ فاطر : 10] .

فالكلمُ الطيّب هو العقيدة ، والعمل الصالح يرفع تلك العقيدة .

وبذلك يُعلم أنّ كلّ عقيدة صحيحة لها جذور في القلوب ، ولها فروع وأغصان في حياة الإنسان ولهذه الفروع ثمار ، فالاعتقاد بالواجب العادل الحكيم ـ المعيد للإنسان بعد الموت ـ يورث التثبّت في الحياة والاجتناب عن الظلم والعبث والفساد ، إلى غير ذلك من العقائد الصالحة التي لها فروع .

إلى هنا تمّ المثل الأول للمؤمن والكافر ، أو للإيمان والكفر .

وربّما يقال : الرجال العظام من المؤمنين هم كلمة الله الطيّبة ، وحياتهم أصل البركة ، ودعوتهم توجِب الحركة ، آثارهم وكلماتهم وأقوالهم وكتبهم وتلاميذهم وتاريخهم... وحتى قبورهم جميعها مُلهمة وحيّة ومربّية .

ولكنّ سياق الآيات لا يؤيده ؛ لأنّه سبحانه يفسّر الكلمة الطيّبة بما عرفتَ ، أعني قوله : { يُثَبّتُ اللهُ الّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ } .

والمراد من القول الثابت هو : الكلمة الطيّبة ، وقلب المؤمن هو الأرض الطيّبة التي ترسخ فيها جذور تلك الشجرة .

_____________

1 ـ الميزان : 12/52 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .