يقصد بالفلز Metal الحالة العنصرية النقية من المعدن Mineral ⁽²⁾، مثل عناصر فلزات الحديد والنحاس والألومنيوم. هذا بينما نعني بالسبيكة الفلزية Metal Alloy ذلك المزيج المتجانس الناجم من تفاعل عنصرين أو أكثر من الفلزات النقية. وتنقسم المواد الفلزية إلى قسمين فرعيين: الأول سبائك الفلزات الحديدية التي يدخل في تركيبها عنصر الحديد، أما القسم الثاني فهو سبائك الفلزات غير الحديدية التي لا يكون الحديد طرفا في تكوينها. وتتميز المواد الفلزية عامة بصفات عديدة مثل القابلية للسحب والطرق المتانة ومقاومة الإجهادات الناجمة عن أحمال الصدم كذلك فهي تتميز بقدرتها على التوصيل الحراري والكهربي.

ولعل سبائك الصلب المختلفة الناتجة عن صهر فلزات الحديد الكروميوم والنيكل وبعض العناصر الفلزية الأخرى، أكثر السبائك الفلزية شهرة وذلك نظرا إلى تطبيقاتها الكثيرة والمتنوعة في المجالات المختلفة. ويحتل النحاس وسبائكه كذلك مساحة كبيرة من الاستخدامات والتطبيقات التكنولوجية المختلفة، وعلى الأخص في مجال التوصيل الحراري والكهربي. وقد أدخل الإنسان خلال القرن الماضي، وما يزال حتى يومنا هذا، على هذه المجموعة سلسلة من سبائك الفلزات الخفيفة مثل سبائك الألومنيوم والمغنسيوم والتيتانيوم وغيرها، والتي تعد عماد صناعة الطائرات والصواريخ والمركبات بوجه عام، حيث تتطلب هذه الصناعات موادا خفيفة تتمتع بالمتانة والقوة والمرونة.

__________________________
هوامش

(2) يختلط الأمر عند كثير منا في التفرقة بين «الفلز» و «المعدن»، للدرجة التي اعتقدنا فيها أن كلمة معدن تعني الحالة النقية للعنصر، كأن نقول مثلا، معدن الألومنيوم النقي كدلالة عن عنصر الألومنيوم النقي وسبائكه المستخدمة في حياتنا المعاصرة وهذا في الواقع خطأ نقع فيه جميعا، حتى كثير من الكتب والصحف لم تراع الدقة في اختيار المسمى الصحيح، حيث تقع أيضا في نفس الخطأ الشائع. وأود هنا أن أقول إنه إذا ما قصدنا التعبير عن الحالة العنصرية النقية لخام ما وليكن خام الألومنيوم، بعد تخليصه من الشوائب والعوالق والمواد الأخرى الداخلة في تركيب مكوناته، فلا بد أن نسميه فلز الألومنيوم أما إذا كان الغرض من التسمية الإشارة إلى خام الألومنيوم الموجود في الطبيعة على هيئة أكسيد الألومنيوم المحتوي على شوائب من أكاسيد أخرى مثل الحديد والتيتانيوم والسيليكون، فلنا في هذه الحالة أن نسميه معدن أو خام الألومنيوم. لذا فإنه من غير المتصور أن نصف معدن الألومنيوم بالبريق أو بقدرته على التوصيل الكهربي والحراري لأن ذلك مناف للحقيقية، وذلك لأن أكسيد الألومنيوم رديء التوصيل هذا على العكس من فلز الألومنيوم جيد التوصيل. ولست أدرى ماذا نفعل أمام المثل القائل «الناس معادن»! كما ترى عزيزي القارئ أن المثل هنا يصنف الناس إلى فلزات، فمنهم من يمتلك سمات مرتفعة وقيمة ومنهم المتردي في السلوكيات والقيم الأخلاقية أو لعل المثل هنا يقصد أن الناس معادن حيث يختلفون في نسب الشوائب الداخلة في تكوين سماتهم وشخصياتهم. أعتقد أن هذا القصور في تحديد المسمى الصحيح لا تقع مسؤوليته على اللغة العربية الثرية، ولكن تقع المسؤولية الأولى والأخيرة على من لم يراع الدقة في التعبير والوصف الدقيق باستخدام كلمة عربية موجودة بالفعل في قاموس لغتنا الجميلة.