أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-10
498
التاريخ: 2024-08-10
436
التاريخ: 2024-07-01
546
التاريخ: 2023-10-16
864
|
كان لأبولو ولدان أهلكهما جوف بصواعقه، أولهما فايثون ابن أبولو والحورية كلوميني. رُبِّي كإنسان، ولكن أمه كانت تشير دائمًا نحو السماء، وتقول له إن والده إله الشمس. وعندما أخبر فايثون زملاءَه في اللعب، بهذا سخروا منه، ولم يصدقوا أنه من نسل إلهي، فكان يذهب إلى أمه باكيًا، ويخبرها بما حدث، فتُهدئ من روعه، وتخبره بأنه إذا زار إله الشمس أبولو، فإنه سيعترف بأنه ابنه، ويثبت للعالم طرًّا أنه من ذرية إله. وبناءً على هذا، خرج فايثون مُيممًا قصر أبولو الكائن على مسافة بعيدة، حيث يلتف مجرى أوقيانوس حول حافة الأرض. فوصل إلى بيت والده، فوجد أباه الإله واقفًا هناك في أثوابه المتلألئة العَطِرة، تحوم حوله الأيام والساعات والفصول والسنون. فدبت الرهبة في قلب ذلك الشاب؛ لما شاهده من عظمة، وأخرس لسانه فلم يستطع الكلام، ولكن إله الشمس أمره بعبارات رقيقة بأن يخبره بما يدور في خلَده. فقال الغلام متلعثمًا: «هل أنا ابنك حقًّا؟» عندئذٍ أحدق أبولو النظر إلى الغلام، وتعرف على ابنه، فقبَّله واحتفى به كثيرًا. سأله أبولو ابنه يقول: «ولكن ماذا جاء بك في مثل هذه الرحلة البعيدة؟ «. فقص فايثون قصته على أبيه، وطلب منه أن يهبه أمنية. توسل فايثون إلى أبيه بقوله: «امنحني أن تحقق لي أمنية، وسأكون راضيًا كل الرضا مجرد أمنية واحدة «. فلما أبصر أبولو الدموع تترقرق في عيني ابنه، وشاهد أمارات المحنة بادية في وجهه، أجابه في الحال إلى ما طلب. أقسم أبولو هكذا: «ورأس جوبيتر، ستنال أي شيءٍ تطلبه «. سر فايثون سرورًا عظيمًا، وصاح بسرعةٍ يقول: «دعني أقود عربة الشمس في السماء يومًا واحدًا فحسب «. فلما سمع أبولو ما قاله ابنه، فزع من فرط جُرأته. وعبثًا حذَّره من الأخطار الجسام التي سيتعرَّض لها، ومن المخاطر المريعة التي تنطوي عليها مثل هذه الرحلة، ومن شراسة الجياد التي عليه أن يسوقها ووحشيتها، ومن الحرارة الشديدة التي ستحيط به، ولكن على الرغم من كل ذلك، ما من شيءٍ أمكن أن يثني فايثون عن عزمه، طالما وعده والدُه. وهكذا أحضرت الجياد العظيمة في صباح اليوم التالي، وهي تنفثُ اللهب من خياشيمها، وتعض على اللُّجُم في وحشية، فشدت إلى العربة. وعندئذٍ ودع أبولو ابنَه متحسرًا حزينًا، وساعده في الجلوس داخل العربة. وما إن أمسك الغلام بالأعنَّة، حتى انطلقت الجياد تقفز خلال السماء. وعلى الفور تقريبًا أحست تلك الخيول بيدٍ ضعيفةٍ غير مألوفةٍ لها تمسك بالأعنة. وبعد فترةٍ قصيرةٍ جمحت، ولم يستطع فايثون أن يسيطر عليها، وصار مَنْظَر الشمس غريبًا في ذلك اليوم؛ إذ ترتفع العربة أحيانًا إلى علوٍّ بالغٍ وسط السماء، فيشتد البرد على سكان المعمورة أسفلها. وعند مرور العربة فوق أفريقيا انخفضت إلى درجةٍ كبيرةٍ، فاحترقَ كل شخص بتلك القارة. وأخيرًا بدا كما لو أن الأرض كلها ستتجعَّد وتتحطَّم بواسطة الحرارة الشديدة، فتوسل البشر جميعًا إلى جوبيتر أن يساعدهم. فوضع يده مترددًا على صاعقة، وقذف بها في ترددٍ أيضًا، فاحترق فايثون، وسقطت كتلة من اللهب، كأنه نجم يهوي على الأرض مباشرة. وإذ صارت جياد الشمس بغير قائد، عادت تلهث إلى حظائرها. فحزن أبولو على ابنه حزنًا ما بعده حزن، ورفض الظهور محتجبًا عدة أيام، تاركًا السماء تكسوها السحب السوداء، كما حزنت شقيقات فايثون عليه حزنًا شديدًا، فتحولن إلى أشجار حور. هذا ما كان من أمر فايثون، أما كيف لقي أيسكولابيوس حتفه، فشيء آخر يختلف عن هذا. كان أيسكولابيوس ابن أبولو والأميرة التسالية كورونيس، التي ماتت أثناء ولادته. فعهد أبولو إلى خيرون، وهو واحد من جنسٍ غريب الشكل من الآلهة يطلق عليهم اسم قنطور، صُوروا على هيئة مخلوقات كل منها نصفه لحصان ونصفه الآخر لرجل، ويقال إنهم كانوا نسل رجل من البشر اسمه إكسيون وإحدى السحب، عُهد إليه بتعليم أيسكولابيوس. وقد حدث في إحدى المناسبات أن أقامت قبيلة اللابيثيين وليمة عرسٍ فخمة دُعي إليها القنطور، فأحدث هؤلاء شغبًا وعاثوا في الحفل فسادًا، فهاجمهم المدعوون الآخرون وطردوهم من وطنهم تساليا. وقد شُغف قدامى المصورين بتصوير هذه المعركة. كان خيرون هذا أكثر القنطور حكمة وعقلًا ونبلًا، تلقى علومه على يد أبولو وديانا، فبرع في الصيد والطب والموسيقى وفن التنبؤ. وكان معلم كثير من عظماء الأبطال الأغارقة، وحتى في عصورٍ لاحقة، صار ليوناردو دافنشي الذي كان حتى ذلك الوقت من أعظم العباقرة في العالم كله، صار يهذي في بعض الأوقات، ويقول إنه رأى خيرون وتحدث إليه. لم يبذل خيرون جهدًا لأحدٍ ما أكثر مما بذل لأيسكولابيوس؛ إذ صار ذلك الطفل يزيد عقلًا وحكمةً يومًا بعد يوم. وعندما كبر وبلغ مبالغ الرجال أصبح طبيبًا عظيمًا. ولم يقتصر طبه على شفاء المرضى فحسب، بل رد الحياة إلى رجلٍ ميت ذات مرة. بعد ذلك خشي جوف أن يطرد نمو فن العلاج واتساع أفقه لدى أيسكولابيوس، فيساعد البشر على الإفلات تمامًا من الموت. وعلى ذلك قذفه بصاعقةٍ أردَتْه قتيلًا محترقًا. غير أنه وضعه بعد ذلك بين النجوم في السماء. وكان لأيسكولابيوس ولدان صارا طبيبين أيضًا، ولكنهما لم يبلغا عظمة أبيهما، الذي صار إله الطب، ويُصوَّر عادة يحمل عصا التفَّ حولها ثعبان.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|