المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الإمام علي (عليه السلام) يشبه النبي يحيى (عليه السلام)  
  
1660   04:11 مساءً   التاريخ: 2023-11-18
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص289-294
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى المتقي عن أنس في حديث : " من أحب أن ينظر إلى يحيى بن زكريا في جهادته فلينظر إلى علي في طهارته "[1].

قال العاصمي : " وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين يحيى صلوات الله عليه بثمانية أشياء : أولها : بالحفظ والعصمة ، والثّاني : بالكتاب والحكمة ، والثالث : بالتسليم والتحية ، والرابع : ببر الوالدين والحرمة ، والخامس : بالقتل والشهادة لأجل امرأة مفسدة ، والسادس : بشدة الغضب والنقمة من الله على قتلته ، والسابغ : بالخوف والمراقبة ، والثامن : بفقد السّمي والنظير له في التسمية .

1 - أما الحفظ والعصمة : فان المولود إذا خرج من بطن أمه أتاه الشيطان فلكزه لكزة يبكي لها ويصبح عليه ، خلا يحيى وعيسى ومحمّد صلوات الله عليهم كما هو المذكور في قصصهم ، ثم لما بلغ يحيى عليه السّلام مبلغ الرجال عصمه الله تعالى فلم يعصه طرفة عين . . . قوله : ( وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً )[2] وقوله تعالى عزّوجلّ : ( وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ )[3] ويظن العوام من الناس إنّ الحصور هو الذي لا يقدر على اتيان النساء ، وإن كان أصل اللغة كذلك في أحد الوجوه فيه ، فان معناه هو انه عليه السّلام من شدة اجتهاده وقهره هواه كأنه كان عاجزاً ولم يكن في الأصل عاجزاً ، وذلك لأن هذا العجز ليس مما يمدح به الإنس بل هو من المطاعن التي يطعن بها في الرجال ، وإنما المدح في الانتهاء والاجتناب عن ملائم الافعال ، والذي يؤيده قول المرتضى رضوان الله عليه " خيركم من يشتهي وينتهي " ألا ترى الله سبحانه كيف يمدح من آتى المال وهو يشتهيه فقال : ( وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى )[4] أي لم يعط المال عن حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً لاستغناء بل انما أعطاه وهو محتاج اليه ونظيره قوله تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً )[5] ولذلك مدح الله تعالى الذين يؤثرون على أنفسهم ، فقال : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )[6] كل ذلك تأييد لما ذكرناه من معنى الحصور وحكمه .

فكذا المرتضى رضوان الله عليه حفظه الله تعالى عن همز الشياطين في وقت ولادته مذكور ذلك في قصته ، ثم عصمه عن عبادة الأوثان وهداه إلى تلاوة القرآن ، وذلك لأنه اسلم وهو غير بالغ .

2 - وأما الكتاب والحكمة : فقوله تعالى : ( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّة ) فأوتي علم التوراة وهو صبي صغير في حجر أبويه ، كذلك المرتضى رضوان الله عليه أوتي علم القرآن وهو صبي صغير . . . وأما الحكمة ، فقوله تعالى : ( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً )[7] يعني الحكمة . . . ومن حكمها التي أوتيها أن قيل له وهو صبي صغير : هلم نلعب ، فقال : ما للعب خلقنا ، وكان يحيى من أعبد الناس وكان أبوه زكريا عليهما السّلام إذا جلس للناس يتفقده فإذا لم يره يتكلم في صفة النار وشدة عذابها .

وكذلك المرتضى رضوان الله عليه أوتي من الحكمة ما لم يؤتها أحد مثله .

وروى عمرو بن بحر الجاحظ قال : تكلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بتسع كلمات ارتجالا لم يسبق إليها ولم يلحق فيها ، ثلاث في المناجاة وثلاث في الحكمة وثلاث في الأدب .

أما التي في المناجاة فقوله : آلهي كفى بي عزاً إنّ أكون لك عبداً ، وكفى لي فخراً أن تكون لي ربّاً ، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب .

وأما التي في الحكمة فقوله : قيمة كل امرئ ما يحسنه ، وبقية عمر الرجل لا قيمة لها ، ولن يهلك أمرء عرف قدره .

وأما التي في الأدب فقوله : استغن عمن شئت فأنت نظيره ، وتفضل على من شئت فأنت أميره ، واحتج إلى من شئت فأنت أسيره . . .

3 - وأما السلام والتحية : فقوله تعالى ( وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً )[8] قيل : سلامته من لكزة الشيطان يوم ولادته ، ومن وسوسته يوم خروجه من الدنيا . . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أكرمه الله تعالى بالسلام عليه قوله : ( سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ )[9] يعني آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولا شك في أنه من آله عليه السّلام ، ثم قد كانت فيه إشارة إلى انّه رضي الله عنه يقتل شهيداً كما كانت في قوله : ( وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ ) إشارة إلى قتل يحيى شهيداً .

4 - وأما البر بالوالدين والحرمة لهم : فقوله تعالى : ( وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً )[10] فلم يخالف أبويه . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه لم يكن يخالف أبويه في شئ يرجع ذلك اليه . . .

5 - وأما القتل والشهادة لأجل امرأة مفسدة . . . كانت للملك ابنة أخ وكان الملك يعجبه حسنها وجمالها ، وكان يسأل يحيى عليه السّلام عن التزويج بها فكان ينهى عن ذلك ويشق على الملك أمرها ، فذكر إنّ الملك شرب الخمر ذات يوم فلما غلب الشراب على عقله وكانت هذه المرأة تسقيه وهي متزينة متعطرة متلبّسة بلباس الفتنة فتعلق بها الملك ، فقالت المرأة : أنا لا أطيعك دون أن تأتني برأس يحيى ابن زكريا عليهما السّلام ، فإنه ينهانا عن الاجتماع ، فغلب الشقاء على ذلك الملعون فأمر برأس يحيى فأتي به إليه . . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، جعل الله سبحانه تعالى آخر أمره الشهادة وأول أمره العصمة وسبب قتله المرأة المفسدة قطامة الخارجية . . .

6 - وأما شدة الغضب والنقمة من الله تعالى على قتلته وانتقامه منهم : فروي عن ابن عبّاس إنّ الله تعالى لما خسف بالملك وأهل بيته حين قتل يحيى عليه السّلام ورأت بنو إسرائيل إنّ إله زكريا عليه السّلام غضب له قالوا يقتل زكريا عليه السّلام أيضاً ، فلما بلغ ذلك زكريا عليه السّلام هرب منهم وهم في طلبه ، فنادته شجرة إليّ إليّ يا زكريا ، فانشقت الشجرة بنصفين ودخلها زكريا عليه السّلام والتأمت عليه ، فأخذ إبليس هدباً من أهداب ثوبه ثم تصدى لهم وقال : انه دخل هذه الشجرة بسحره وهذا طرف ردائه ثم قالوا إنّ أخذنا من رأس الشجرة هرب من أسفلها ، وإن أخذناه من أسفلها هرب من أعلاها ، فدلهم إبليس على المنشار فشقوا الشجرة بنصفين وشقوا زكريا عليه السّلام معهما ، فما زال دم زكريا ويحيى عليهما السلام يفوران من تلك الشجرة ويغليان حتى سلط الله تعالى عليهم بخت النّصر ، فقتل منهم على ذلك الموضع سبعين ألفاً ثم سكن الدم ، وعاش يحيى إلى إنّ رفعه الله تعالى اليه أربعين سنة ومنهم من قال ثلاثاً وثلاثين سنة .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه لما خذله أهل الكوفة ولم يقوموا بحقه حق القيام دعا عليهم في ذلك المقام ، فاستجاب الله تعالى دعائه فيهم وسلط الحجاج بن يوسف عليهم حتى قتل منهم ثمانين الفاً صبراً ، انتقاماً من الله تعالى عنهم .

7 - وأما الخوف والمراقبة : فقد روي عن وهب بن منبه قال : فقد زكريا ابنه يحيى عليهما السّلام فوجده بعد ثلاث مضطجعاً على قبر يبكي فقال : يا بني ما هذا ؟ قال : أخبرتني إنّ جبرئيل أخبرك إنّ بين الجنة والنار مفازة من نار لا يطفى حرّها إلاّ الدمع . . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه من خوفه ومراقبته ما ذكر انه كان إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلون ، فقيل له : مالك يا أمير المؤمنين ؟ فيقول : جاء وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان ، فلا أدري أأحسن أداء ما حملت أم لا ؟ وكذلك وصفهم الله بالخوف فقال : ( وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً )[11] وقال تعالى : ( إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً )[12]. . .

8 - وأما فقد السّمي والنظير له في التسمية : فقوله تعالى : ( إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَم اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً )[13]. . . وكذلك المرتضى رضوان الله عليه لم يكن قبله من أهل بيته ولا من العرب من سمّي عليّاً . . .

قال البياضي : يحيى ( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً )[14] ( 3 ) وعليّ أوتي الحكم والوزارة صبياً "[15].

 

[1] كنز العمّال ج 11 ص 634 طبع حلب ، ورواه البدخشي في مفتاح النجاء ص 76 .

[2] سورة مريم : 15 .

[3] سورة آل عمران : 39 .

[4] سورة البقرة : 177 .

[5] سورة الدّهر : 8 .

[6] سورة الحشر : 9 .

[7] سورة مريم : 12 .

[8] سورة مريم : 15 .

[9] سورة الصّافات : 130 .

[10] سورة مريم : 14 .

[11] سورة الدّهر : 7 ، 10 .

[12] سورة مريم : 7 .

[13] سورة مريم : 7 .

[14] سورة مريم : 12 .

[15] الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج 1 ص 102 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.