المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

من تراث الامام الحسن العسكري ( عليه السّلام )
2023-05-20
بطلان مذهب غير الإماميّة الاثني عشرية
23-11-2016
اليهود يتشاورون حول الموقف
1-6-2017
حكومةُ معاوية
7-4-2016
Antimony
5-1-2019
Niels Henrik Abel
5-11-2016


صفات المتقين / قلة الأكل  
  
1035   09:46 صباحاً   التاريخ: 2023-11-10
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 423 ــ 425
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (مَنْزُوراً أَكْلُهُ).

أي: قليلاً وذلك لما يتصوّر في البطنة من ذهاب الفطنة وزوال الرقة وحدوث القسوة والكسل عن العمل (1).

وقد وردت روايات كثيرة بمدح قلة الأكل وأن لا يكون الإنسان همه بطنه وفرجه فمنها ما جاء في كتاب (الكافي).

عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ يَرْفَعُهُ (2) قَالَ: 

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فِي كَلَامِ لَهُ: سَيَكُونُ (3) مِنْ (4) بَعْدِي سنة (5) يَأْكُلُ الْمُؤْمِنُ فِي مِعَاء وَاحِدٍ، وَيَأْكُلُ الْكَافِرُ (6) فِي سَبْعَةِ أَمْعاء (7)، (8).

وعَنْ أَبِي بَصِيرٍ: 

عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قَالَ: كَثرَة الْأَكْلِ مَكْرُوه (9). 

وعَنِ السَّكُوني: 

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): بِئْسَ الْعوْنُ عَلَى الدِّينِ قَلْبٌ نَخِيبٌ (10) وَبَطْنٌ رَغِيبٌ (11)، وَنَعْظُ شَدِيدٌ (12)، (13).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ شرح نهج البلاغة (ابن میثم)، ج 3، صفحة 421.

2ـ في الوسائل والمحاسن: (رفعه).

3ـ في نسختي (م، جد) والمحاسن: (ستكون).

4ـ في نسختي (ن، ف): - (من).

5ـ في نسخة (بن) وحاشية (جت) والوسائل: (سمنة). وفي حاشية (م): (سمة).

6ـ في الوافي: وفي رواية: المنافق، بدل: الكافر.

7ـ قال ابن الأثير: فيه: المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء. هذا مثل ضربه للمؤمن وزهده في الدنيا، والكافر وحرصه عليها. وليس معناه كثرة الأكل دون الاتساع في الدنيا وقيل: هو تخصيص للمؤمن، وتحامي ما يجره الشبع من القسوة وطاعة الشهوة ... ووصف الكافر بكثرة الأكل إغلاظ على المؤمن، وتأكيد لما رسم له. وقيل: هو خاص في رجل بعينه كان يأكل كثيراً فأسلم فقل أكله، النهاية، ج 4، ص 344 (معا) وفي مرآة العقول، ج 22، ص 70، وقيل: كناية عن أن المؤمن لا يأكل الا من حلال، ويتوقّى الحرام والشبهة، والكافر لا يبالي من أين أكل وما أكل وكيف أكل. وقال بعض الأفاضل: قد صحّ: (المؤمن يأكل في معى واحد) هي بكسرة الميم المقصورة مقصوراً، (والكافر يأكل في سبعة أمعاء) ليست حقيقة العدد مراده، وتخصيص السبعة للمبالغة في التكثير، والمعنى أن المؤمن من شأنه التقليل من الأكل لاشتغاله بأسباب العبادة، ولعلمه بأن مقصود الشرع من الأكل ما سد الجوع ويعين على العبادة، ولخشيته أيضاً عن حساب ما زاد على ذلك والكافر بخلاف ذلك، وعند أهل التشريح أن أمعاء الإنسان سبعة: المعدة، ثم ثلاثة أمعاء بعدها متصلة بها، البواب، ثم الصائم، ثم الرقيق، والثلاثة رقاق، ثم الأعور، والقولون والمستقيم كلها غلاظ.

8ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 12، ص 289، الحديث 11551 باب 21 باب كراهة كثرة الأكل وفي الطبع القديم ج 6، ص 268 المحاسن، ص 447، کتاب المآكل، ح 343، بسنده عن عمرو بن شمر. الخصال، ص 351، باب السبعة ح 29، بسند آخر عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قوله: (يأكل المؤمن). وفيه نفس الباب، ح 28 بسند آخر عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، وتمام الرواية: الكافر يأكل في سبعة أمعاء، مصباح الشريعة، ص 77 الباب 34 عن النبي (صلى الله عليه وآله) من قوله: (يأكل المؤمن) الوافي، ج 20، ص 499، ح 19873، الوسائل، ج 24، ص 239، ح 30433.

9ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 12، ص 289 الحديث 11552 باب 21 باب كراهة كثرة الأكل وفي الطبع القديم ج 6، ص 269 التهذيب، ج 9، ص 92، ح 394، معلقاً عن الكليني. المحاسن، ص 446 كتاب المآكل، ح 334، بسند آخر الوافي، ج 20، ص 500، ح 19874، الوسائل، ج 24، ص 239، ح 30432.

10ـ في نسخة (بح): (نجيب). والنخيب: الجبان الذي لا فؤاد له، أو الفاسد العقل.

راجع النهاية، ج 9، ص 31 (نخب).

11ـ في نسخة (ط): (رحبت). وفي الوافي الرغيب. الواسع، يقال: جوف رغيب ويكنى به عن كثرة الأكل، وراجع لسان العرب، ج 1، ص 423 (رغب).

12ـ النعظ: انتشار الذكر، يقال: أنعظ الرجل: إذا اشتهى الجماع، والإنعاظ: الشبق

انظر: النهاية، ج 5، ص 82 (نعظ).

13ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 12، ص 289 الحديث 11553 باب 21 باب كراهة كثرة الأكل وفي الطبع القديم ج 6، ص 269 المحاسن، ص 445 كتاب المآكل، ح 332 عن النوفلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). الجعفريات من 165، بسند آخر عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتمام الرواية فيه: بئس العون على الدين قلب نحيب وبطن رغيب، الوافي، ج 20، ص 500، ح 19874 الرسائل، ج 24، ص 240، ح 30434. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.