أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-17
390
التاريخ: 2023-11-21
998
التاريخ: 2024-06-24
650
التاريخ: 23-10-2014
1982
|
إقامة الصلاة وايتاء الزكاة من علامات المؤمن
قال تعالى : {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3].
(يقيمون): «الإقامة» مشتقة من «القيام» و«القوام». والقيام تارة يكون في مقابل القعود والسجود والاضطجاع والاستلقاء، فهو بمعنى الوقوف؛ كما في: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا } [آل عمران: 191] ، و {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان: 64]. وتارة يستعمل في مقابل الحركة فيكون بمعنى التوقف والسكون؛ كما في قوله: {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا} [البقرة: 20]. كما ويكون تارة اخرى في مقابل الانحراف والاعوجاج وهو بمعنى الاستقامة لا الوقوف الظاهري؛ كما في: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ } [المائدة: 97].
«الصلوة»: يعتقد البعض أن «الصلوة» و(الزكوة) ناقصتا الياء، لكنها تكتب بالواو من باب التفخيم اللفظي (1). كما نقل عن بعضهم احتمال كون «الصلوة» ناقصة الواو أيضاً.
(رزقناهم): «الرزق» هو الإنعام الخاص الذي يحصل بشكل متواصل، بحسب مقتضى حال المرزوق ووفقا لحاجته، ليكون سببا في حياته وبقائه. ويتمايز الرزق - بالقيود المذكورة في تعريفه , عن المفاهيم التي هي مثل: الإحسان، والإنعام، والإعطاء، والحظ، والنصيب، والإنفاق(2).
يصدق عنوان الرزق التكويني على كل ما يتغذى عليه الإنسان أو غيره من ذوات الأرواح، أو ما ينتفعون به على نحو آخر. لكن الرزق التشريعي لا يصدق على أي مال أو منفعة أو انتفاع إلا أن يكون حلالا، لأنه لا سبيل إلى اعتبار الحلية والحرمة الاعتباريتين في نظام التكوين. لذا، فتقييد الرزق بقيد الحلية غير صائب إلاً في البحوث التشريعية.
(ينفقون): كل تأمين للنفقات والتكاليف، سواء المالية منها أو غير المالية، وسواء خرج من يد المنفق أم لم يخرج، فهو إنفاق، فما خرج من يد المنفق؛ كإنفاق غير الله، وما لم يخرج من يده؛ كإنفاق ألله الذي هو في عين تأمين نفقات الآخرين، هو بيد الله. إذن، (خلافاً لما يخاله القرطبي)(3)، لم يؤخذ في حقيقة الإنفاق خروج المال من يد المنفق.
عد بعضهم أصل الإنفاق من «نفق» وهو الجحر الذي يحفره الجرذ الصحرائي تحت الأرض والذي له فتحتان، فكلما حاول أحد اصطياده من فتحة عمد هو إلى الهرب من الأخرى. ووجه التناسب هو أن الإنفاق منسوب إلى الله الغني من جهة، وإلى المخلوق المحتاج من جهة أخرى (4).
في الآية الكريمة مورد البحث والآية التي تليها امتدح المتقون بخمس خصال أولاها الايمان بالغيب.
الإيمان، كما هي الهداية والتقوى، حقيقة تشكيكية، ولها درجات ومراتب: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2] ؛ فالإيمان تارة يتعلق بأصل الشيء، وتارة أخرى ببعض لوازمه، وثالثة بكل لوازم الشيء، ويترتب على كل مرتبة من مراتب الإيمان أثر خاص بها. فكلما قوي الإيمان، ترسخ تعلقه بمتعلقه، وتعمق ارتباطه بلوازمه.
لفظ «الغيب»، وإن شمل بإطلاقه مطلق الغيب، لكنه لما أتى «الإيمان بالغيب» في الآية المعنية إلى جانب الإيمان بالوحى واليقين بالآخرة، فإن معه المراد منه هو الذات الإلهية المقدسة الني هي أنصع مصاديق الغيب.
لكن من الممكن القول إن المراد هو الغيب المطلق، وعليه يستظهر منه أن الإيمان بأصول الدين الثلاثة (الله، والوحي والرسالة، والمعاد) قد عد في هاتين الآيتين من صفات المتقين. بالطبع إن الغيب المطلق (والذي هو لا بشرط في المقسم) لا هو مشهود للعارف تفصيلاً، ولا معقول للحكيم والمتكلم، ولا هو متعلق الإيمان التفصيلي لأي مؤمن، ولذا فهو -من هذا الباب - خارج عن نطاق بحثنا.
___________________
1.تفسير منهج الصادقين (فارسي)،ج 1، ص139.
2.التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 4، ص123.
3.الجامع لأحكام القرآن، مج 1، ج 1، ص 174.
4.راجع رحمة من الرحمن، ج 1، ص 59.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|