المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الحالات المرضية البكتيرية : الحالة الثالثة والعشرون
1-9-2016
هاشم بن محمد بن عواد الحطّاب (ت/ 1160هـ)
30-6-2016
الموطن الأصلي للدخن
15/11/2022
التطبيقات العملية على قوة الطرد المركزي للأرض
8-7-2018
اختيار موضوع الحديث الصحفي
12-4-2022
مثال الشخصية
2024-06-13


الأهل وتأثيرهم على الزواج  
  
1297   02:09 صباحاً   التاريخ: 2023-11-02
المؤلف : سهيل أحمد بركات العاملي
الكتاب أو المصدر : آداب المعاشرة الزوجية
الجزء والصفحة : ص 51 ــ 53
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

إن العديد من الزيجات تجد صعوبات جمّة، فغالباً ما نرى الأهل ينظرون إلى أي زيجة نظرة مادية بحتة (خاصة أهل الفتاة) متجاهلين عواطف ومشاعر أبنائهم ويريدون إشباع رغباتهم الدفينة حتى ولو أدى الأمر إلى الإطاحة بتلك الزيجة، وهذا الأمر الشنيع يذمه الإسلام ويرفضه بشدة فالإسلام يشجع على ترك الاختيار لكلا الطرفين (الشاب والفتاة)، بصرف النظر عن أي أمور مادية.

ـ معارضة أهل الفتاة:

بات في عصرنا هذا أن الشاب عندما يريد الذهاب لطلب فتاته المناسبة يشعر وكأنه ذاهب إلى مؤسسة ليشتري سلعة ما لا يعرف مدى استطاعته لشرائها أم لا، فللأسف الشديد فإن بعض الآباء (النسبة الكبرى) في مجتمعنا المعاصر يغالون في مهور كريماتهم وبالتالي يصعب أمر الزواج على المؤمن الميسور فكيف حال الفقير المعدم، فتراهم يطلبون المنزل الواسع والأثاث الفخم والسيارة الحديثة وكأن هذه الأمور الفانية باتت تشكل الحافز الأكبر لسعادة فتياتهم. وكلنا نعلم أن هناك الكثير من الشبان والشابات قد افترقوا عن بعضهم البعض رغم أنهم كانوا من المتحابين بسبب اعتراضات الأهل وإقحام أنفسهم في أمور ليست تمت إليهم بصلة سوى المباركة والتوجيه. وغالباً ما نرى أنه عندما يظهر فارس أحلام أهل الفتاة يزوجونها لأول مشتر وأحياناً يضغط عليها لقبول ذلك متجاهلين تعاليم الدين الإسلامي وقيمه الأخلاقية. وآفة الآفات والطامة الكبرى إن كانت الفتاة تهوى شاباً وتحبه وأهلها يرفضونه ويريدون تزويجها من ذاك الفتى عندها قد تصاب الفتاة بأزمة نفسية حادة وقد يؤدي بها الأمر إلى إيذاء نفسها عدا عن إصابتها ببعض الأمراض الجسدية، والتي تهاب والدها تتأذى بشكل أكبر، والمسلم فيه أن الظلم سيرافقها في زواجها التعيس، وهذا الأمر غالباً ما يؤدي إلى فساد في الحياة الأسرية والمجتمع وهذا ما نبه إليه الإسلام من رفض الأهل للمريد من الفتاة الموافقة.

قال تعالى: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73].

أحياناً قد لا يكون هناك خاطب لها غني ووجيه لكنها تحب شاباً تقدم لها وأهلها رفضوا ذلك لفقره أو لعدم رغبتهم به عندها قد تضطر إلى الذهاب معه رغماً عنهم (خطيفة) معارضة رغباتهم طالبة حقها من حبيب القلب وفتى الأحلام. ونقول لأهلنا الأعزاء: أنه لو وضعتم الشروط المعقدة للشاب وطلبتم منه سبائك ذهبية، وكان غير مؤمن متدين فإنه يجعلكم تدفعون أضعافها ليطلق ابنتكم فضلاً عن الإهانات والفضائح الاجتماعية، والأهم إيذاء ابنتكم وجرح مشاعرها الرهيفة.

ـ معارضة أهل الشاب:

من المؤكد أن الظلم في اختيار الشريك المناسب لم يلاحق الفتاة فحسب بل إن الشاب يقهر أحياناً، فقد يزرع الأهل العوائق والصعوبات في طريق ولدهم، وأكثر الأحيان تكون أموراً لا قيمة لها، كرفض الفتاة لعدم جمالها أو أن جسدها نحيف أو شعرها أصفر وليس أسود وهكذا من الأمور التي تصل إلى التفاهة، وكأنهم من سيقاسمها الفراش، ونقول ما أدراهم بمشاعر ولدهم ورغباته فلعله يريدها شقراء وأمه خاصة تريدها سمراء، من هنا على الأهل أن يراعوا هذا الأمر ويدعوا ولدهم يحدد مصيره ويتزوج من يشاء وإلا سيتزوجها (وغالباً ما يحصل الأمر) رغماً عنهم وبالتالي ستكون بينهم خلافات شديدة وعقيمة قد لا تلد أبداً.

* فيا أيها الأهل الكرام دعوا أبناءكم يرسمون خرائط حياتهم وكونوا عوناً لهم، وارفعوا العوائق من طريقهم، وأرشدوهم وساعدوهم، وتذكروا أن الذي يحارب شخصاً محباً، جبهته خاسرة حتماً لأن المحب كلما أرغم على ترك المحبوب كلما تعلق به وازداد عشقاً له، وعليه فالزموا العقل والحسنى، واعلموا أنكم كما زرعتم ستحصدون. ونذكركم بحديث الصادق (عليه السلام) حينما سأله أحدهم عن فتاة قد أحبها، وأهله أرادوا له أخرى فقال الإمام (عليه السلام): (تزوج من هويت ودع التي هوى أبواك) (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الانوار، ج 103. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.