المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الإنسان وعلم النجوم  
  
1132   02:14 صباحاً   التاريخ: 2023-10-31
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص170ــ172
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-27 871
التاريخ: 26/11/2022 1400
التاريخ: 9/11/2022 1394
التاريخ: 29/9/2022 2149

لقد رغب الإنسان منذ أمدٍ بعيد وما زال في التعرف على عالم النجوم والأجرام السماوية واكتشاف أسرار الكون ، وقد برز الكثيرون ممن يمتلكون الفراسة والذكاء الخارق ليجروا دراسات وأبحاثاً دقيقة في هذا المجال كرّسوا لها كل حياتهم. وقد صدر عن العلماء والباحثين في علم النجوم الكثير من الأبحاث والدراسات والكتب والنظريات، كانت في بعضها صحيحة وبعضها الآخر خاطئة ، وقد توصل العلماء إلى كيفية اجتياز البحار والمحيطات والصحارى بمساعدة النجوم.

وفي عالمنا المعاصر اتضحت حقائق كثيرة كان الإنسان يجهلها، وذلك نتيجة التطور الكبير الذي أحرزه الإنسان في مجال التكنولوجيا. وباتت مسألة تسخير الفضاء والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الكواكب والأجرام السماوية من أهم المسائل التي تستحوذ على اهتمام الإنسان ، وباتت البلدان الكبرى المتقدمة تتنافس فيما بينها لكي تكون كل منها السباقة في هذا المجال.

إدعاءات باطلة :

من جملة ما جاءت به الأبحاث والتحقيقات الفلكية والنجومية القديمة أن جزءاً من الأحداث التي تحصل على سطح الكرة الأرضية له علاقة مباشرة بالأجرام السماوية، وأن جانباً من سعادة أو تعاسة الإنسان مرهون بأوضاع خاصة وظروف معينة تمر بها هذه الأجرام ، وهناك من ادعى معرفته بهذه الأمور وأنه يستطيع أن يحدد فترات سعادة وتعاسة الإنسان من خلال محاسبات نجومية أو ما يعرف بالتنجيم.

الخوف واستشارة الكهنة:

والذين يصدّقون هذه الخرافات ويؤمنون بها كانوا يعيشون حالة دائمة من الخوف والقلق إزاء ما تخبئه لهم النجوم ، فكانوا دائماً في حيرة من أمرهم لا يعرفون ماذا يصنعون، وهذا ما كان يدفع بهم إلى استشارة الكهنة وأولئك الذين كانوا يدعون علم الغيب علّهم يستطيعون حمايتهم من الشر الذي يحمله المجهول السماوي.

وما أكثرهم أولئك الذين ساقتهم عقيدتهم الخرافية إلى البؤس والشقاء، وما أكثر أولئك الذين حرموا أنفسهم من الرقي والتقدم الذي بلغه غيرهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.