أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-12
1063
التاريخ: 2023-10-13
898
التاريخ: 2023-09-27
1037
التاريخ: 2024-11-16
327
|
وما إن أنهى الفسيلفس الجديد مشكلة الروس والبلغار حتى عزم على إزالة خلافة بغداد وتحرير فلسطين والاستيلاء على القُدس، ولكن كان عليه قَبْلَ هذا وذَاكَ أن يُجابه دولةً فتيةً جديدةً كانت قد قامت في مصر؛ فإن المعز لدين الله الخليفة الفاطمي الرابع كان قد سيَّر جوهرًا الرومي إلى مصر في السنة 968، فافتتحها وأزال الشعار الأسود العباسي وألبس الخطباء الأبيض وفتح دمشق وخطب للمعز على منابرها، وكان جوهر قد أَنْفَذَ جيشًا إلى أنطاكية فحاصرها خمسةَ أشهُر خلال السنة 970-971 (1)، وكان الفسيلفس قد اكتفى بِأَنْ عَيَّنَ ميخائيل بورجس دوقًا على أنطاكية وأمره بترميم حُصُونها وجعلها صالحة للدفاع، وفي السنة 973 أنفذ الدومستيقوس «الدمستق» الأرمني مليه Mleh إلى الجزيرة غازيًّا، فاستولى هذا القائد على ملاطية، ولكنه ارتدَّ أمام آمد، فاعتقل وأرسل إلى بغداد فتُوُفي فيها (2). وفي السنة 974 بعد الانتهاء من مشكلة الروس والبلغار قام الفسيلفس بنفسه على رأس قواته قاصدًا بغداد، فسلك الطريق نفسها التي كان قد سلكها هرقل من قبله، فسار في وادي الفُرات الأعلى ودخل أرمينية وحالف ملكها أشوت (3)، ثم اتجه جنوبًا، فاستولى على آمد، وأحرق ميَّافارقين، ودخل نصيبين، وأدخل أمير الموصل الحمداني في طاعته (4)، وتَعَسَّرَ عليه تموينُ جيشه، فعاد إلى القسطنطينية منتصرًا غانمًا (5). وفي ربيع السنة 975 عاد الفسيلفس يوحنا جيمسكي إلى القتال، فانطلق من أنطاكية قاصدًا المدينة المقدسة، وما إن أطل على دمشق حتى فاوضه حاكمها في السِّلْم، فوقَّع بيانًا اعترف فيه بسيادة الفسيلفس وتقبل حامية مسيحية في مدينته، وقام الفسيلفس الفاتح إلى طبرية، فدخلها، ثم قام إلى الناصرة فعَفَّ عنها احترامًا وإجلالًا، وتسلق جبل الطابور تَيَمُّنًا وتضرعًا، وتقبل هنالك دخول القدس والرملة وعكة في الطاعة وأرسل إليها قادةً عسكريين يُقيمون فيها، ولَمَّا كانت قواتُ الفاطميين قد التجأت إلى مُدُن الساحل؛ فإنه رأى أَنَّ الحكمة العسكرية تقضي بالاتجاه نحو الساحل قبل التوغُّل في الجنوب، فاحتل صيدا وبيروت وجبيل وعاد إلى أنطاكية متأثرًا من مرضٍ ألمَّ به، ومنها قام إلى القسطنطينية (6). ومما نَقَلَه المعاصرون أنه في أثناء عودته إلى العاصمة شاهد أراضيَ فسيحةً جميلةً خصبة، فسأل عن مالكها فقيل له إنها تخص رئيس الخصيان باسيليوس المقدم بين الوزراء، فاستعظم يوحنا هذا الأمر؛ نظرًا لاحتياج الدولة وشقاء رؤسائها في سبيل الفُتُوحات، وبلغ هذا باسيليوس نفسه فخاف فدسَّ سمًّا خفيفًا للفسيلفس فقتله في مدة لا تبلغ السنة، فمات في الثامن عشر من كانون الأول سنة 976 (7).
...............................................
1- Schlumberger, G., Op. Cit., I, 222-223.
2- Anastasievic, Die Zahl der Araberzuge des Tzimiskes Byzantinische Zeitschrift, Vol. 30–401ff.
3- Honigmann, Die Ostgrenze des Byzantinischen Reiches, 98
4- Adontz, Notes Armeno—Byzantines, Byzantion, 1934, 371–377.
5- Schlumberger, G., Op. Cit., I, 262.
6- Du Laurier, E., Chronique de Matthieu d’Edesse, Bibliothèque, Hist. Arménienne, 16–24; Georges Hamartolus, Continuator, 865.
7- Schlumberger, G., Op. Cit., 308–315.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|