أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
![]()
التاريخ: 27-11-2014
![]()
التاريخ: 11-10-2014
![]()
التاريخ: 27-11-2014
![]() |
قال تعالى : { وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاّ دُعاءً وَنِداءً صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ }[ البقرة : 171] .
تفسير الآية
النعيقُ : صوت الراعي لغنمه زَجراً ، يقال : نعقَ الراعي بالغنم ، ينعق نعيقاً ، إذا صاح بها زجراً .
والنداء : مصدر نادى ينادي مناداة ، وهو أخصّ من الدعاء ، ففيه الجهر بالصوت ونحوه ، بخلاف الدعاء .
وفي تفسير الآية وجوه :
الأول : إنّ الآية بصدد تشبيه الكافرين بالناعق الذي يَنعق بالغنم ، ولا يصحّ التشبيه عندئذٍ إلاّ إذا كان الناعق أصمّ ، ويكون معنى الآية : إنّ الذين كفروا الذين لا يتفكرون في الدعوة الإلهية ، كمَثل الأصمّ الذي ينعق بما لا يسمع نفسه ، ولا يميّز من مداليل نعاقه معنى معقولاً إلاّ دعاءً ونداءً وصوتاً بلا معنى .
وجه التشبيه : أنّ الناعق أصمّ ، كما أنّ هؤلاء الكافرين صُم بُكم عُمي لا يعقلون .
وفي هذا المعنى المشبّه هو : الكافرون الذين لا يفهمون من الدعوة النبوية إلاّ صوتاً ودعوة فارغة من المعنى .
والمشبّه به : هو الناعق الأصمّ الذي ينعق بالغنم ، ولكن لا يسمع من نعاقه إلاّ دعاءً ونداءً .
وهذا الوجه وإن كان ينطبق على ظاهر الآية ، ولكنّه بعيد من حيث المعنى ، إذ لو كان الهدف هو التركيز على أنّ الكافرين صُم بُكم عُمي لا يعقلون ، لكفى تشبيههم بالحيوان الذي هو أيضاً كذلك ، فما هو الوجه لتشبيههم بإنسان عاقل أخذ منه سمعه لا يسمع من نعاقه إلاّ صوتاً ونداءً ؟
الثاني : إنّ المشبّه هو : النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، والمشبّه به هو : الناعق للغنم ، والمراد : ومِثلك أيّها النبي ـ في دعاء الذين كفروا ـ كمَثل الذي يَنعق في البهائم التي لا تسمع من نعيقه إلاّ دعاءً ونداءً ما ، فتنزجر بمجرّد قرع الصوت سمعها من غير أن تعقل شيئاً ، فهم ـ الكافرون ـ صُمّ لا يسمعون كلاماً يفيدهم ، وبُكم لا يتكلمون بما ينفع ، وعُمي لا يُبصرون ، فهم لا يعقلون شيئاً ؛ لأَنّ الطرق المؤدية إلى التعقّل موصَدة عليهم .
ومن ذلك ظهر : أنّ في الكلام قلباً أو عناية أُخرى يعود إليه ، فإنّ المَثل بالذي ينعق بما لا يسمع إلاّ دعاءً ونداءً مثل الذي يدعوهم إلى الهدى ، لا مثل الكافرين المدعوّين إلى الهدى ، إلاّ أنّ الأوصاف الثلاثة التي استُنتجت واستُخرجت من المَثل وذُكرت بعده ، وهي قوله : { صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ } ، لمّا كانت أوصافاً للذين كفروا لا لِمن يدعوهم إلى الحقّ ، استوجبَ ذلك أن يُنسب المثل إلى الذين كفروا لا إلى رسول الله تعالى ، فأنتجَ ما أشبه القلب (1) .
ثمّ إنّ صاحب المنار فسّر الآية على الوجه الأول وقال : { وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا } أي : صفتهم في تقليدهم لآبائهم ورؤسائهم كمَثل الذي لا يَسمع إلاّ دعاء ونداءً ، أي كصفة الراعي للبهائم السائمة ينعق ويصيح بها في سَوقها إلى المرعى ، ودعوتها إلى الماء وجزّها عن الحِمى ، فتجيب دعوته وتنزجر بزجره بما ألِفت من نعاقه بالتكرار ، شبّه حالهم بحال الغنم مع الراعي يدعوها فتقبل ، ويزجرها فتنزجر ، وهي لا تعقل ممّا يقول شيئاً ، ولا تفهم له معنى وإنّما تسمع أصوات تُقبل لبعضها وتُدبر للآخر بالتعويد ، ولا تعقل سبباً للإقبال ولا للإدبار (2) .
يلاحظ عليه : أنّ الآية بصدد ذمّهم وأنّهم لا يعتنقون الإيمان ولا يمتثلون الأوامر الإلهية ونواهيها ، وعلى ذلك تصبح الآية نوع مدح لهم ؛ لأنّهم لو كانوا كالبهائم السائمة يجيبون دعوة النبي كقبولها دعوة الراعي وينزجرون بزجره ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كانتهائها عن نهي الراعي ، فيكون ذلك على خلاف المقصود ؛ فإنّ المقصود بشهادة قوله : { صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ } أنّهم لا يسمعون كلام النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ولا ينطقون بالحقّ ، ولا ينظرون إلى آيات الله ، وأنّهم في وادٍ والنبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في وادٍ آخر .
وأين هم من البهائم السائمة التي تقع تحت يد الراعي فتنتهي بنهيه ؟!
______________
1 ـ الميزان : 1/420 .
2 ـ تفسير المنار : 2/93ـ 94 .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
مركز الإمام الهادي (ع) لاعتلال العضلات والأعصاب التابع للعتبة الحسينية يسلم دفعة جديدة من نتائج خزع العضلات للمرضى
|
|
|