أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-23
202
التاريخ: 2024-09-20
179
التاريخ: 2023-10-30
1181
التاريخ: 2024-09-18
222
|
وكان باسيليوس يَشعر بالواجب الملقَى على عاتق الفسيلفس، فيراه يقضي بالعدل والاستقامة والمحبة والرأفة والإحسان(1)، ولذا فإنه سعى سعيًا حثيثًا لرفع شأن العرش بعظمة البناء وكثرة البذخ والفخفخة وبحسن الإدارة، وقال بوُجُوب السهر لرفع الظلم فجلس على منصة الحكم يُصغي للتظلُّم من الحُكَّام ورجال الإدارة، وأعلن نفسه حاميًا للفقراء والوُضَعاء والتُّعَساء، وجعل بمقدور رعاياه أَنْ يَتَثَبَّتُوا من صحة الضرائب المفروضة عليهم، وعُنِيَ عناية فائقة بانتقاء الموظفين وحَضِّهِم على العدل وعلى سياسة الرعايا بأياد طاهرة غير ملوثة (2)، وبذل وسعه للحد من جشع أصحاب الأملاك الكبيرة ولتقليم أظافر هؤلاء الذين «طمعوا بما ليس لهم». ثم رغب في توضيح القوانين والشرائع وتدقيقها (3)، فأمر بوجوب «تطهير» الشرائع القديمة منذ عهد يوستنيانوس، وجعلها تتلاءَم وتطوُّرات المجتمع، وأمر أيضًا بنقلها إلى اليونانية، وكان يَهدف مِن وراء هذا — فيما يظهر — إلى إلغاء التشريع الإسوري، إلى «إسقاط هذه الإكلوغة الهدَّامة وإبطال أحكامها الرديئة (4)». وعيَّن لجنة لهذه الغاية، ولا يستبعد أبدًا أن تكون هذه اللجنة قد عملت بإشراف فوطيوس البطريرك المسكوني، فظهر في السنة 879 البروخيرون في أربعين فصلًا وفيه أفضل ما جاء في مجموعة يوستنيانوس الكبيرة Corpus Juris Civilis، وبانت في السنة 886 الإباناغوغوة Epanagogè في أربعين فصلًا خلاصة وافية في أيدي القضاة والطلاب والأساتذة. وكان باسيليوس قد طلَّق زوجته الأولى ماريا في السنة 865 وتزوج من إفذوكية خليلة ميخائيل الثالث، فلما رقي باسيليوس العرش سَرَتْ إشاعةٌ في العاصمة أن لاوون بن باسيليوس الأكبر من زوجته إفذوكية هو ابن ميخائيل لا باسيليوس، وعلم الفسيلفس بذلك في حينه، ودبرت عدة مؤامرات لاغتياله، فرأى من المناسب أَنْ يوطد سلطته بتبيان أصل العائلة المالكة وحقها بالملك، ففعل، وأطلق على كل عضو من أعضاء عائلته اللقب Porphyrogenetes؛ أي الذي أبصر النور بالأرجوان، فَنَشَأَ عن هذا إخلاصٌ واحترامٌ ووفاءٌ للأسرة المالكة أهابت بالمغتصبين أنفسهم إلى احترام مَنْ بيده السلطة الشرعية وإلى التدليل بشرعية اغتصابهم، وأصبح شَقُّ عصا الطاعة — بحد ذاته — جُرمًا وجَهلًا في نظر الشعب، وساد الاعتقاد أن من بيده الحق في الملك يغلب في النهاية، وتمكن النسوة — من جراء هذا كله — من الجلوس على العرش والتحكُّم في مقدرات الشعب، وهي ظاهرةٌ اجتماعيةٌ سياسيةٌ لا أثر لها في الغرب المعاصر(5).
..............................................
1-Exhortationes, Ch. 41; Vite Basilii, 321–340.
2- Vita Basilii, 257–261.
3- Freshfield, Ecloga ad Prochirion Mutata.
4- Prochiron, Préface, Parag., 3, 9.
5- Vita Basilii, 240, 264; Cecaumenos, Strategikon, 73-74.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|