المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



[قضاء أمير المؤمنين في حياة النبي في اليمن]  
  
3098   04:38 مساءً   التاريخ: 20-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص141-142
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2016 2999
التاريخ: 13-4-2016 2997
التاريخ: 14-4-2016 2918
التاريخ: 20-10-2015 3090

قضاياه واحكامه في عهد الرسول (صلى الله عليه واله) وهو باليمن ما رواه المفيد في جارية وطأها شريكان في طهر واحد جهلا بالتحريم فاقرع بينهما وألحق الولد بمن خرجت القرعة باسمه وألزمه نصف قيمته لشريكه إن لو كان عبدا وبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) فأمضاه وأقر الحكم به في الاسلام وقال الحمد لله الذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود (عليه السلام) وسبيله في القضاء يعني به القضاء بالالهام (اه) .

وحكى ابن شهرآشوب في المناقب عن سنن أبي داود وابن ماجة وابن بطة في الإبانة واحمد في فضائل الصحابة وابن مردويه بطرق كثيرة عن زيد بن أرقم أن عليا اتاه وهو باليمن ثلاثة يختصمون في ولد كلهم يزعم أنه وقع على امه في طهر واحد في الجاهلية فاقرع بينهم والزم من خرجت له القرعة ثلثي الدية لصاحبه فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه واله) فقال الحمد لله الذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود .

ما رواه المفيد وحكاه ابن شهرآشوب عن أحمد في مسنده وأحمد بن منيع في أماليه بسندهما إلى حماد بن سلمة عن سماك عن حبيش بن المعتمر قال ورواه محمد بن قيس عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه رفع إليه وهو باليمن خبر زبية حفرت للأسد فوقع فيها فوقف على شفير الزبية رجل فزلت قدمه فتعلق باخر وتعلق الآخر بثلث وتعلق الثالث برابع فافترسهم الأسد فقضى أن الأول فريسة الأسد وعلى أهله ثلث الدية للثاني وعلى أهل الثاني ثلثا الدية للثالث وعلى أهل الثالث الدية الكاملة للرابع فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال لقد قضى أبو الحسن فيهم بقضاء الله عز وجل فوق عرشه .

وروى إبراهيم بن هاشم في كتاب عجائب احكام أمير المؤمنين (عليه السلام) بسنده عن الصادق (عليه السلام) أن الزبية لما وقع فيها الأسد أصبح الناس ينظرون إليه ويتزاحمون ويتدافعون حول الزبية فسقط فيها رجل وتعلق بالذي يليه وتعلق الآخر بالآخر حتى وقع فيها أربعة فقتلهم الأسد فأمرهم أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يجمعوا دية تامة من القبائل الذين شهدوا الزبية ونصف دية وثلث دية وربع دية فأعطى أهل الأول ربع الدية من أجل أنه هلك فوقه ثلاثة واعطى أهل الثاني ثلث الدية من أجل أنه هلك فوقه اثنان واعطى أهل الثالث النصف من أجل أنه هلك فوقه واحد واعطى أهل الرابع الدية تامة لأنه لم يهلك فوقه أحد فأخبروا رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال هو كما قضى والظاهر أنهما واقعتان ففي الرواية الأولى أن الأول زلت قدمه فوقع ولم يرمه أحد وفي الرواية الثانية أن المجتمعين تزاحموا وتدافعوا فيكون سقوط الأول بسببهم ولذلك اختلف الحكم فيهما .

ما ذكره المفيد في الارشاد أنه رفع إليه خبر جارية حملت جارية على عاتقها عبثا ولعبا فقرصت أخرى الحاملة فقمصت لقرصتها فوقعت الراكبة فاندقت عنقها وهلكت فقضى على القارصة بثلث الدية وعلى القامصة بثلثها وأسقط الثالث الباقي لركوب الواقصة عبثا القامصة وبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) فأمضاه وشهد له بالصواب وحكاه ابن شهرآشوب في

المناقب عن أبي عبيد في غريب الحديث وابن مهدي في نزهة الأبصار عن الأصبغ بن نباتة عن علي (عليه السلام) وحكاه ابن الأثير في النهاية عن علي (عليه السلام) وأرسله الزمخشري في الفائق عن النبي (صلى الله عليه واله) واعترض عليه صاحب النهاية بأنه كلام علي . ولعل الزمخشري أسنده إلى النبي (صلى الله عليه واله) باعتبار أنه أمضاه .

ما ذكره المفيد وابن شهرآشوب بعد خبر القارصة والقامصة والواقصة وظاهرهما أنه باليمن في قوم وقع عليهم حائط فقتلهم وفيهم امرأة حرة لها ولد من حر ومملوكة لها ولد من مملوك فاقرع بينهما وحكم بالحرية لمن خرج عليه سهمها وبالرقية لمن خرج عليه سهمها ثم أعتقه وجعل مولاه مولاه وحكم في ميراثهما بالحكم في الحر ومولاه فامضى ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) .

ما عن كتاب قصص الأنبياء عن الصدوق بسنده عن الباقر (عليه السلام) أنه انفلت فرس لرجل من أهل اليمن فنفح رجلا فقتله فأقام صاحب الفرس البينة أن الفرس انفلت من داره فأبطل علي (عليه السلام) دم الرجل وأمضاه النبي (صلى الله عليه واله) (اه) ملخصا أي أنه انفلت قهرا ولم يفلته صاحبه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.