المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6235 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الأفنية البولندية
2023-08-29
مفهوم قاعدة علانية التحقيق الابتدائي وأهميتها
27-7-2022
الضرورة الإجتماعية
30-12-2020
التعويض الناشئ عن الطعون الكيدية
6/10/2022
الزوجان الشابان بحاجة إلى نصائح وتوجيهات الكبار
26-2-2022
Kaps-Rentrop Methods
21-5-2018


من اليمن إلى مكة المكرّمة.  
  
998   12:31 صباحاً   التاريخ: 2023-10-14
المؤلف : الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
الكتاب أو المصدر : عمّار بن ياسر.
الجزء والصفحة : ص 13 ـ 22.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / مقالات متفرقة في علم الحديث /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-28 350
التاريخ: 2023-09-02 1252
التاريخ: 2024-09-04 301
التاريخ: 2023-10-15 1052

قال زياد بن عبد الله الحارثي (1) يصف بلاد اليمن:

أمّا جبالها، فكروم وورس (2) وسهولها برٌّ وشعير وذرة.

وقال الأصمعي:

أربعة أشياء قد ملأت الدنيا ولا تكون إلا باليمن: الوِرسُ، والكُندرُ والخِطْر، والعصب (3).

وقد يحنُّ بعض الأعراب إلى بلاد اليمن، فيقول:

وإنّي ليحييني الصَبا ويميتُني     

إذا ما جرَتْ بعد العشي جَنُوبُ

وأرتاحُ للبرق اليماني كأنني      

له حينَ يبدو في السماء نسيبُ

وأرتاحُ أن ألقى غريباً صبابةً    

إليه كأني للغريبِ قريبُ

ونستمع إلى آخر وقد استبد به الشوق إليها حتى صار يحنُّ إلى برقها، فهو يقول:

خليليّ إني قد أرقتُ ونِمتما        

لبرقٍ يمانٍ فاقعدا علّانيا

خليلي لو كنتُ الصحيحَ وكنتما  

سقيمينِ لم أفعل كفعلكما بيَا

خليلي مُدا لي فراشي وارفعا     

وِسادي لعلّ النومَ يُذهب ما بيا

خليليّ طال الليلُ والتبس القذى  

بعيني واستأنستُ برقاً يمانيا

وسُميت بلاد اليمن باليمن الخضراء، وذلك لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها، وكانت لها قبل الإِسلام مكانة ميّزتها عن الكثير من بلاد العالم، مكانة حضارية واقتصادية وثقافية، فهي بالإِضافة إلى كونها متاخمةً للمحيط الهندي كانت ذات مدائن عامرة ومعابد، وكان سكانها من بني حِمْيَرْ ذوي فطنة وذكاء وعلم، كشف عن ذلك إقامتهم للسد المسمى بسدِّ (مأرِبْ) حيث تم لهم بواسطته الإِستفادة من مياه الأمطار التي كانت تذهب في البحر، وإنّ ما كشف وما لا يزال يُكشف عنه حتى اليوم من آثار هذه الحضارة الحِمْيَريّة في اليمن، ليدل على أنّها بلغت في بعض العصور مكاناً محموداً، وأنّها ثبتت لقسوة الزمان، في عصور قسا على اليمن فيها الزمان .

غير أنّ الحياة الدنيا لا تستقيم على حال، فلقد تغيّر وجه اليمن الحضاري المشرق، وبدأت الكآبة تترك بصماتِها واضحة فيه، أخاديد مهزوزة غمرها الجفاف بعد أن غمرتها الحياة، فلقد قوّض ذلك السد الهائل الذي كان يمنح الخضرة والنظرة والبهاء لأرض اليمن، وبذلك انتهى أول مصدر حيويٍّ لها. ومعه بدأت الحضارة بالتقلّص والانكماش، وبدأ البؤس والشقاء بالتمدد، بؤساً وشقاءً يوغلان في العباد والبلاد، وبذلك عادت اليمن إلى مصاف شقيقاتها من أصقاع شبه الجزيرة العربية، لكنّها مع ذلك استطاعت أن تحتفظ بموقعها التجاري الذي يربط بين فارس والروم، ولكن لفترة غير طويلة، فقد رأى ملك الروم أنّ اليمن موطن نزاع بينه وبين فارس، وأنّ تجارته مهددة من جراء هذا النزاع، فأمر بتجهيز أسطول يشق البحر الأحمر ما بين مصر والبلاد البعيدة في الشرق ليجلب التجارة التي تحتاجها بيزنطية ويستغني بذلك عن طريق القوافل، وبذلك فقدت اليمن مصدرها الحيوي الثاني فكانت الهجرة .

ويذكر في هذا الصدد أنّ قبيلة أزد هاجرت إلى الشمال، ويختلف المؤرخون في سبب تلك الهجرة. فبعضهم يعزوها إلى اضمحلال التجارة في بلاد اليمن، والبعض الآخر يعزوها إلى انقطاع سد مأرب واضطرار كثير من القبائل إلى الهجرة مخافة الهلاك. وبالطبع فإنّ هجرة القبائل عادة تكون إلى أقرب منطقة يكثر فيها العشب والكلأ والماء، يجدون فيها مرعىً خصباً لإِبلهم ومواشيهم.

أمّا الأفراد، فإنّهم غالباً ما كانوا يقصدون الحواضر والمدن العامرة بألوان التجارة، فكان أقرب تلك المدن إلى اليمن وأوفرها عيشاً البلد الأمين مكة، موطن الرخاء ـ للسادة ـ والدعة والسلام.

لقد كانت مكة قبل البعثة النبوية مهوى قلوب الناس، وذلك نظراً لموقعها الديني العريق الذي يرتبط ببيت الله وموطن إبراهيم (عليه السلام) هذا بالإِضافة إلى موقعها الجغرافي، إذ أنّها تمثل نقطة الارتكاز بالنسبة للقوافل القادمة من بلاد فارس والعراق والشام إلى بلاد الحجاز واليمن والحبشة، ففيها يجد التجّار منتجعاً للراحة من وعثاء السفر الطويل المضني، وسوقاً تزدحم بأنواع البضائع والمشتريات، كما يجد الحجّاج فيها مستقراً روحياً يميط عنهم درن الذنوب.

وامتاز أهل مكة في الجاهلية بخصال نبيلة تلتقي مع حنيفية إبراهيم (عليه السلام)، فقد كانوا حلفاء متآلفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم (عليه السلام)، فكانوا يختنون أولادهم، ويحجّون البيت، ويقيمون المناسك، ويكفّنون موتاهم، ويغتسلون من الجنابة، كما تباعدوا في المناكح من البنت، وبنت البنت، والأخت، وبنت الأخت غيرةً وبعداً عن المجوسيّة، وكانوا يتزوّجون بالصداق والشهود، ويطلّقون ثلاثاً، إلى غير ذلك. ويمكن للقارئ أن يتصور سُموّ الرفعة التي كانت لأهل مكة على سائر القبائل والأمم، هذا السموّ الذي رشح عليهم من عظمة بيت الله، فمنحهم امتيازات كانت لهم دون سائر العرب، وكانت العرب، بل وملوكهم يدينون لهم بذلك.

فمن شرف مكة، أنّها كانت لَقَاحاً لا تدين بدين الملوك، ولم يؤدِ أهلها إتاوةً ولا ملكها مَلِكٌ قط من سائر البلدان، تحجّ إليها ملوك حِمْيَر، وكندة، وغسّان، ولخم، فيدينون للسادة من قريش، ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضاً وشرفاً عندهم عظيماً، وكان أهلها آمنين يغزون الناس ولا يُغزون، ويَسبُون ولا يُسبون، ولم تُسْبَ قرشية قط فتوطأ قهراً، ولا تجال عليها السهام، وقد ذكر مجدهم وعزهم الشعراء فقال بعضهم: أبوا دين الملوك فهم لَقَاحٌ *** إذا هيجوا إلى حربٍ أجابوا

أمّا البيت، بيت الله قلب مكة النابض، فقد كان جواره ملتقىً للسادة من قريش، يتحلقون حوله حلقاتٍ حلقات، ينظرون في مشاكلهم ومشاكل الناس من حولهم كما كان ـ ولا يزال ـ مزدحماً للطائفين والعاكفين والركع السجود. وكان للكثير من الطائفين حول البيت طُرقٌ وعادات يستعملونها في طوافهم، فمنهم من كان يعتقد بأنّ حجّه لا يتم إلا بالصفير، فهم يقولون: لا يتم حجنا حتى نأتي مكان البيت فنمُكّ فيه! أي نصفر صفير المكّاء (طائر صغير)، وقسم منهم كان يرى التصفيق من ضروريات الطواف (4) وقسم منهم كانوا يطوفون عراةً حول البيت! إلى غير ذلك ممّا تمليه عليهم عقولهم القاصرة. وهناك صنف كانوا يعقدون حلقاتٍ حول البيت يتصدرها الشعراء، أو من لهم خبرة بالأنساب، وعلم عن أحوال العرب وتواريخها وأيامها وحروبها، وبالطبع فإنّه كان هناك من له الخبرة الكافية والمعرفة التامة بأحوال مكة وقريش وتأريخها، فقد كان هذا يُحدّث المتحلّقين حوله عن تأريخ البيت العتيق، وقصة إسماعيل الذي فداه الله بذبح عظيم بعد أن أمر الله إبراهيم بذبحه وأنّه عندما كان طفلاً تركه أبوه مع أمه هاجر وديعة بوادٍ غير ذي زرع ثم حدّثهم كيف اشتد الظمأ بإسماعيل الصغير واستحكم الوله والخوف على قلب أمه خشية أن يموت ظمأً حتى صارت ترى السراب بين الصفا والمروة فتحسبه ماءً وتندفع نحوه، وحين لا تجدُ شيئاً، تعود إلى مكانها الذي انطلقت منه، ثم تعود وترمي ببصرها نحو المرْوَة فيبرق أمامها لمعان السراب ثانيةً فتحسبه ماءً وتندفع نحوه!! تفعل ذلك سبع مرات، حتى إذا أعياها التعب وداخَلَها اليأسُ استغاثت بربّها وربّ إبراهيم وإسماعيل. وفي هذه اللحظات هفا قلبها نحو مكان ولده إسماعيل ورنّت إليه بعينين ذاهلتين يائستين فلمحت طيوراً تهوي لترف بجانب ولدها، فأسرعت نحوه وإذا بها ترى الماء وقد تفجّر من تحت قدمي ولدها الظامئ إسماعيل، فخشيت أن يجف قبل أن يرتوي وترتوي منه، فجعلت تزمُّ التراب حوله وتقول: زِمْ زِمْ (5) ثم حدّثهم كيف استجاب الله دعوة إبراهيم فجعل هذا البلد آمناً ورزق أهله من كل الثمرات وغمره بالخيرات بعد أن كان مغيض جدب لا زرع فيه ولا كلأ، وكيف صارت قلوب الناس تهوي إليه بعد أن كان مطوياً في زوايا الإهمال والنسيان، حدثهم بهذا وأشباهه إلى أن انتهى حديثه إلى أجياد وجرهم، وكيف انتصرت قطوراء على جرهم، فقال: جرهم وقطوراء قبيلتان من اليمن، نزلا في مكة، فتزوّج إسماعيل من جرهم، فلمّا توفي، ولي البيت بعده ولده نابت بن إسماعيل. ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهميّ ـ خال أبناء إسماعيل ـ ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فانتصرت جرهم وهزمت قطوراء، وكثرت ذرية إسماعيل وانتشروا في البلاد لا يناوئون قوماً إلا ظهروا عليهم في دينهم! ثم إنّ جرهماً بغت في مكة، فظلموا من دخلها، وأكلوا مال الكعبة، وكانت مكة تسمّى (النساسة) لا تقر ظلماً ولا بغياً، ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته، فكان بنو بكر بن عبد مناة، وخزاعة حلولاً حول مكة، فآذنوهم بالقتال، فاقتتلوا، وكان الحارث بن عمرو بن مضاض يرتجز ويقول:

اللهم إنّ جرهماً عبادك 

 الناس طرف وهم تلادك

فغلبتهم خزاعة على مكة، ونفتهم عنها، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر:

كأن لم يكن بين الحَجون إلى الصفا     

أنيسٌ ولم يسمر بمكة سامر

ولم يتربّع واسطاً فجنوبه 

إلى السر من وادي الأراكة حاضر

بلى نحن كنّا أهلها فأبادنا 

صروف الليالي والجدود العواثر

وأبدَلَنا ربيّ بها دار غربةٍ

بها الجوعُ بادٍ والعدو المحاصرُ

وكنّا وُلاةَ البيتِ من بعد نابتٍ    

نطوف بباب البيت والخيرُ ظاهرُ

فأخرجنا منها المليكُ بقدرةٍ        

كذلك ما بالناس تجري المقادرُ

فصرنا أحاديثاً وكنّا بغبطةٍ        

كذلك عضّتنا السنين الغوابر

وبدّلنا كعب بها دارَ غربةٍ

بها الذئب يعوي والعدو المكاثر

فسحّتْ دموع العين تجري لبلدةٍ 

بها حرم أمن وفيها المشاعر

وظلّت ولاية البيت لخزاعة ثلاثمائة سنة، حتى كان آخرهم حُليلُ بن حبشة.

أمّا قريش التي هي صريح ولد إسماعيل، فلم يكن لها من الأمر شيء، وكانوا متفرّقين حول الحرم بيوتات ومزقاً غير مجتمعين ولا متحدين إلى أن أدرك قصي بن كلاب بن مرة وتزوّج حبيّ بنت حليل الخزاعيّة، فولدت له بنين أربعة، وكثر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازناً للبيت وأشرك معه رجلاً يقال له: غبشان الملكانيّ، وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكانيّ.. (6).

 

ترجمة زياد بن عبيد الله الحارثي

خال الخليفة العباسي عبد الله بن محمد المعروف بـ (أبي العباس السفاح).

استعمله السفّاح سنة 134 هـ والياً على مكة، والمدينة، والطائف، واليمامة. الكامل 5 / 448 وقيل: إنّه عزله قبل موته.

ولمّا ولي أبو جعفر المنصور، رده إلى عمله. ثم في سنة 141 هـ عزله المنصور وولى غيره. الطبري 7 / 511 ولعل السبب في ذلك هو اتهامه بالميل لأهل البيت عليهم السلام، وكان همّ المنصور حين استخلف إلقاء القبض على محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن، وكان أحد كتّاب زياد بن عبيد الله يتشيّع، وكان يبعث إليهما سراً ليتواريا عن الأنظار.

وزياد نفسه كان يمنّي المنصور ويعده بالقبض عليهما، إرضاءً له، فلمّا حج المنصور سنة 136 سأل عنهما. فقال له زياد: ما يهمّك من أمرهما! أنا آتيك بهما.

لكن الظاهر أنّه كان كارهاً لذلك، كما كان يدفع عن أبيهما عبد الله نقمة المنصور قدر المستطاع. فحين حج المنصور سنة140، قسم أموالاً عظيمةً في آل أبي طالب فلم يظهر محمد وإبراهيم، فسأل أباهما عبد الله عنهما، فقال: لا علم لي بهما، فتغالظا، فأمصّه ـ شتمه ـ أبو جعفر المنصور حتى قال له: امصص كذا كذا من أمك! فقال: يا أبا جعفر؟ بأي أمهاتي تمصني؟ أبفاطمة بنت رسول الله (ص) أم بفاطمة بنت الحسين بن علي؟ أم بأم إسحاق بنت طلحة؟ أم بخديجة بنت خويلد؟ قال: لا بواحدة منهن، ولكن بالحرباء بنت قسامة بن زهير! وهي إمرأة من طيء. فقال المسيب بن زهير: يا أمير المؤمنين، دعني أضرب عنق ابن الفاعلة! فقام زياد بن عبيد الله، فألقى عليه رداءه، وقال: هبه لي يا أمير المؤمنين، فأستخرج لك ابنيه. فخلصه منه (الكامل 5 / 185) وكان عبد الله هذا قد مات في محبسه في الهاشمية أيام المنصور.

وأراد أبو جعفر أن يزيد في المسجد الحرام ـ بعد أن شكا الناس ضيقه ـ فكتب إلى زياد بن عبيد الله الحارثي أن يشتري المنازل التي تلي المسجد حتى يزيد فيه ضعفه، فامتنع الناس من البيع، فذكر ذلك لجعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، فقال: سلهم! أهم نزلوا على البيت؟ أم البيت نزل عليهم؟ فكتب بذلك إلى زياد، فقال لهم زياد بن عبيد الله ذلك، فقالوا: نزلنا على البيت. فقال جعفر بن محمد: فإنّ للبيت فناءه. فكتب أبو جعفر إلى زياد بهدم المنازل التي تليه. فهدمت المنازل وأدخلت عامّة دار الندوة حتى زاد فيه ضعفه. راجع اليعقوبي 2 / 369.

ويقال: انّ زياداً هذا كان فيه بخلٌ وجفاء، ومن طريف ما يروى في ذلك: أنّ بعض كتابه أهدى له سلالاً فيها طعام، وكانت مغطاة، فوافقته وقد تغدى، فغضب وقال: يبعث أحدهم الشيء في غير وقته، ثم قال لصاحب شرطته ـ خيثم بن مالك ـ أدع لي أهل الصُفّة ـ أضياف مسجد الرسول من المساكين ـ يأكلون هذا. فقال الرسول الذي جاء بالسلال: أصلح الله الأمير، لو أمرت بهذه السلال تفتح، وينظر ما فيها؟ قال: اكشفوها، فكشفوها وإذا طعام حسن من دجاج، وجداء، وسمك، وأخبصة ـ تمر وسمن ـ وحلواء. فقال: ارفعوا هذه السلال. وجاء أهل الصُّفة، فأخبر بهم، فأمر بإحضارهم وقال: يا خيثم بن مالك، اضربهم عشرة أسواط، فإنّه بلغني أنّهم يجتمعون في المسجد فيفسون فيه، ويؤذون الناس. والتفت إليهم وقال: لا أعلم أنّه اجتمع فيه منكم اثنان، بعد اليوم.  قصص العرب 4 / 449 والعقد الفريد 6 / 180 بتصرف.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) زياد بن عبد الله بن عبد المدان، الحارثي: خال الخليفة العباسي عبد الله بن محمد المعروف (بأبي العباس السفاح)..

(2) الورس: نبات كالسمسم، يزرع فيبقى عشرين سنة ويستعمل صباغاً للثياب، ولونه أصفر.

(3) الكندر ـ بالضم ـ ضرب من العلك. والخِطْرُ: نبات يُختضب به، أو الوسمة. العَصَب: شجر اللبلاب.

(4) راجع معجم البلدان: 5 ـ 182 ـ 183.

(5) المصدر السابق ـ 185.

(6) نفس المصدر ـ 189.

 

 

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)