علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
بطلان القياس في الأحكام
المؤلف: الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي
المصدر: وصول الأخيار إلى أصول الأخبار
الجزء والصفحة: ص 183 ـ 185
2025-01-07
141
وقد تواتر النقل عندنا عن علي (عليه السلام) وعن الأئمّة المعصومين من أبنائه (عليهم السلام) وعن كبراء الصحابة بطلان القياس وذمّ متداوليه والتشنيع عليهم، ونحن لا نطوّل كتابنا هذا بنقل ذلك، إذا قد أجمع على بطلانه أصحابنا، بل قد صار بطلانه من ضروريّات دين أهل البيت (عليهم السلام (.
فجميع الأحكام يجب ردّها إلى السنّة والكتاب والإجماع ودليل العقل.
وقد حكم العقل واستفاض النقل أنّ الكتاب والسنّة لم يشذّ عنهما شيء من أحكام الشرائع وما يحتاج الناس إليه أصلاً، بل في بعضها إنّ الكتاب العزيز وحده تضمّن جميع ذلك ولكن لا تبلغه عقولنا.
فقد روينا بطرقنا عن محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن سماعة بن مهران عن ابي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قلت أصلحت الله إنّا نجتمع فنتذاكر ما عندنا فما يرد علينا شيء الا وعندنا شيء مسطّر وذلك ممّا أنعم الله تعالى به علينا بكم، ثم يرد علينا الشيء الصغير ليس عندنا فيه شيء فينظر بعضنا الى بعض وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه. فقال: ما لكم والقياس، إنّما هلك من هلك من قبلكم بالقياس. ثم قال: إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به وإن جاءكم ما لا تعلمون فها ـ وأهوى بيده إلى فيه. ثم قال: لعن الله أبا حنيفة كان يقول: قال علي وقلت وقالت الصحابة وقلت. ثم قال: أكنتَ تجلس إليه؟ فقلت: لا ولكن هذا كلامه. فقلت: أصلحك الله أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناس بما يكتفون به في عهده؟ فقال: نعم وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة. فقلت: فضاع من ذلك شيء؟ فقال: لا، هو عند أهله (1).
وروينا بالطريق المتقدّم عن يونس عن أبان عن ابي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ضلَّ (2) علم ابن شبرمة عند الجامعة إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخط علي (عليه السلام) بيده، إنّ الجامعة لم تدع لأحد كلاماً، فيها علم الحلال والحرام، وإنّ أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من الحق إلا بعداً، إنّ دين الله لا يصاب بالقياس (3).
وروينا بالطريق المذكور عن يونس بن عبد الرحمن عن حسين بن المنذر عن عمرو بن قيس عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إنّ الله تبارك وتعالى لم يدع شيئاً يحتاج إليه الأمّة إلا أنزله في كتابه وبيّنه لنبيّه وجعل لكلّ شيء حدّاً وجعل عليه دليلا يدلّ عليه، وجعل على من تعدّى ذلك الحدّ حدّاً (4).
وروينا بالطريق المتقدّم أيضاً عن يونس عن حماد عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنّة (5).
وروينا عن محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد ابن خالد عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن ابى المعزا عن سماعة عن ابي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قلت له: أكل شيء في كتاب الله وسنّة نبيّه أو تقولون فيه؟ قال: بل كلّ شيء في كتاب الله وسنّة نبيّه (6).
وروينا عنه عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن المعلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله (عزّ وجلّ)، ولكن لا تبلغه عقول الرجال (7).
وأمثال ذلك كثير وفيما نقلناه مقنع إن شاء الله تعالى.
تتمّة :
العموم في الكتاب والسنّة المتواترة والأحاديث الصحيحة يجب اجراؤه في كلّ فرد داخل تحت العموم، إذ قد أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) بتصيير كلّ فرع الى أصله من الكتاب والسنة.
وأيضاً لمّا كان القياس والاستحسان عندنا باطلين وكان ما وصل الينا من النصوص متناهياً وكانت الحوادث غير متناهية ـ لأنّها تجدّد على مرور الأزمان لزم ردّ الفروع إلى أصولها.
نعم يخصّ العموم فيهما بأدلّة العقل والكتاب العزيز والسنّة المتواترة وغيرها عند كثير لئلا تتناقض الأدلّة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي 1 / 57.
(2) في الوافي: أي ضاع وبطل واضمحل علمه في جنب كتاب الجامعة الذي لم يدع لأحد كلاماً ـ انتهى.
(3) الكافي 1 / 57.
(4) الكافي 1 / 59.
(5) الكافي 1 / 59.
(6) الكافي 1 / 59.
(7) الكافي 1 / 60.