المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

قـيـاس إنـتـاجـيـة الـعـمـل ومفهوم الحـوافـز وأهميتـها
2023-12-27
عصر فجر السلالات الثاني
23-10-2016
أحوال عدد من رجال الأسانيد / محسن بن أحمد.
2023-04-18
أحكام صلاة المسافر
10-10-2018
خطر عدم الاهتمام بالأيتام
19-6-2016
فضل سورة التوحيد
6-6-2020


كرم وسخاء الحسين (عليه السلام)  
  
6113   05:08 مساءً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص389-391
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

دخل الحسين (عليه السلام) على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول وا غماه فقال وما غمك قال دَيني وهو ستون ألف درهم فقال هو علي قال إني أخشى أن أموت قبل أن يقضى قال لن تموت حتى اقضيها عنك فقضاها قبل موته .

ولما أخرج مروان الفرزدق من المدينة أتى الفرزدق الحسين (عليه السلام) فأعطاه الحسين أربعمائة دينار فقيل له انه شاعر فاسق فقال إن خير مالك ما وقيت به عرضك وقد أثاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كعب بن زهير وقال في العباس ابن مرداس اقطعوا لسانه عني .

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق أن سائلا خرج يتخطى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين فقرع الباب وأنشأ يقول :

لم يخب اليوم من رجاك ومن * حرك من خلف بابك الحلقة

فأنت ذو الجود أنت معدنه * أبوك قد كان قاتل الفسقة

وكان الحسين واقفا يصلي فخفف من صلاته وخرج إلى الأعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة فرجع ونادى بقنبر فاجابه لبيك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ما تبقى معك من نفقتنا ؟ قال مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك فقال هاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم فاخذها وخرج يدفعها إلى الأعرابي وأنشأ يقول :

خذها فاني إليه معتذر * واعلم باني عليك ذو شفقة

لو كان في سيرنا الغداة عصا * كانت سمانا عليك مندفقه

لكن ريب الزمان ذو نكد * والكف منا قليلة النفقة

فاخذها الأعرابي وولى وهو يقول :

مطهرون نقيات جيوبهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

وأنتم أنتم الأعلون عندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور

من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في جميع الناس مفتخر

(اه) وقد أوردنا هذا الخبر في لواعج الاشجان بنحو آخر ولا ندري الآن من أين نقلناه ، وفيه أنه قنبر هل بقي من مال الحجاز شئ قال نعم أربعة آلاف دينار فامره أن يعطيه إياها وزيادة بعد البيتين :

لولا الذي كان من أوائلكم * كانت علينا الجحيم منطبقة

وليس فيه الأبيات الثلاثة الأخيرة مع أنها تنسب لأبي نواس في الرضا (عليه السلام) والله أعلم .

وعلم أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ولدا للحسين (عليه السلام) الحمد فلما قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار وألف حلة وحشا فاه درا فقيل له في ذلك فقال وأين يقع هذا من عطائه يعني تعليمه وأنشد الحسين (عليه السلام) :

إذا جادت الدنيا عليك فجد بها * على الناس طرا قبل أن تتفلت

فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت * ولا البخل يبقيها إذا ما تولت

ودخلت على الحسين (عليه السلام) جارية فحيته بطاقة ريحان فقال لها أنت حرة لوجه الله تعالى فقيل له تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها قال كذا أدبنا الله ، قال الله تعالى {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } [النساء: 86] وكان أحسن منها عتقها .

وجاء إعرابي إلى الحسين (عليه السلام) فقال يا ابن رسول الله قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدائها فقلت في نفسي أسال أكرم الناس وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال الحسين (عليه السلام) يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل فان أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال وإن أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال وإن أجبت عن الكل أعطيتك الكل ، فقال الأعرابي يا ابن رسول الله أ مثلك يسال مثلي وأنت من أهل العلم والشرف ، فقال الحسين (عليه السلام) بلى سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه آله) يقول المعروف بقدر المعرفة ، فقال الأعرابي سل عما بدا لك فان أجبت والا تعلمت منك ولا قوة إلا بالله فقال الحسين (عليه السلام) أي الأعمال أفضل ؟ فقال الأعرابي : الايمان بالله ، فقال الحسين (عليه السلام) : فما النجاة من الهلكة ؟ فقال الأعرابي : الثقة بالله ، فقال الحسين (عليه السلام) : فما يزين الرجل ؟ فقال الأعرابي : علم معه حلم ، فقال : فان أخطاه ذلك ؟ فقال : مال معه مروءة ، فقال : فان اخطاه ذلك ؟ فقال : فقر معه صبر ، فقال الحسين (عليه السلام) : فان اخطاه ذلك ؟ فقال الأعرابي : فصاعقة تنزل من السماء وتحرقه فإنه أهل لذلك ، فضحك الحسين (عليه السلام) ورمى إليه بصرة فيها ألف دينار وأعطاه خاتمه وفيه فص قيمته مائتا درهم وقال يا إعرابي اعط الذهب إلى غرمائك واصرف الخاتم في نفقتك فاخذ الأعرابي ذلك وقال الله اعلم حيث يجعل رسالته .

وفي تحف العقول : أتاه رجل فسأله فقال إن المسألة لا تصلح إلا في غرم فادح أو فقر مدقع أو حمالة مفظعة فقال الرجل ما جئت إلا في إحداهن فامر له بمائة دينار .

وفي تحف العقول : جاءه رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة وارفع حاجتك في رقعة  اني آت فيها ما هو سارك إن شاء الله فكتب يا أبا عبد الله إن لفلان علي خمسمائة دينار وقد ألح بي فكلمه أن ينظرني إلى ميسرة فلما قرأ الحسين (عليه السلام)  الرقعة دخل إلى منزله فاخرج صرة فيها ألف دينار وقال له : أما خمسمائة فاقض بها دينك وأما خمسمائة فاستعن بها على دهرك ، ولا ترفع حاجتك إلا إلى ثلاثة إلى ذي دين أو مروءة أو حسب ، فاما ذو الدين فيصون دينه ،  أما ذو المروءة فإنه يستحيي لمروءته ، وأما ذو الحسب فيعلم انك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك .

وروى البخاري في صحيحه وغيره أن أسامة بن زيد أرسل مولاه حرملة من المدينة إلى الكوفة إلى علي (عليه السلام) يسأله شيئا من المال وقال له انه سيسالك ما خلف صاحبك عني فقل له يقول لك لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه ولكن هذا أمر لم أره أي لم يكن من رأيه القتال فلم يعطني شيئا فذهبت إلى حسن وحسين وابن جعفر فأوقروا لي راحلتي . قال ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري : اعتذر إليه بان تخلفه لكراهية قتال المسلمين فلم ير علي ان يعطيه لتخلفه عن القتال وأعطاه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر من أموالهم من ثياب ونحوها قدر ما تحمله راحلته .

قال المؤلف : ما اعتذر به أسامة عذر غير مقبول بعد قوله تعالى {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9] ، وكان ينبغي له أن يستحيي من علي (عليه السلام) ولا يسأله من مال المسلمين بعد ما خذله وتخلف عن نصره ، بل في بعض الروايات انه لم يبايعه ، وما فعله علي (عليه السلام) من منعه ان صح هو عين الصواب ونفس الاستحقاق ، وما فعله الحسنان (عليهما السلام) وابن جعفر رضي الله عنه هو مقتضى كرم بني هاشم ومقابلتهم الإساءة بالإحسان فإذا كان منعه علي (عليه السلام) مما لا يستحقه فقد عوضوه عنه من مالهم جريا على شيمتهم الكريمة .

وروى أحمد بن سليمان بن علي البحراني في عقد اللآل في مناقب الآل ان الحسين (عليه السلام) كان جالسا في مسجد جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد وفاة أخيه الحسن (عليه السلام) وكان عبد الله بن الزبير جالسا في ناحية المسجد ، وعتبة بن أبي سفيان في ناحية أخرى ، فجاء أعرابي على ناقة فعقلها باب المسجد ودخل فوقف على عتبة بن أبي سفيان فسلم عليه فرد عليه السلام فقال له الأعرابي إني قتلت ابن عم لي وطولبت بالدية فهل لك أن تعطيني شيئا ؟

فرفع رأسه إلى غلامه وقال إدفع إليه مائة درهم ، فقال الأعرابي : ما أريد إلا الدية تماما ثم تركه ، وأتى عبد الله بن الزبير وقال له مثل ما قال لعتبة فقال عبد الله لغلامه ادفع إليه مائتي درهم فقال الأعرابي ما أريد إلا الدية تماما ثم تركه ، وأتى الحسين (عليه السلام) فسلم عليه وقال يا ابن رسول الله إني قتلت ابن عم لي وقد طولبت بالدية فهل لك أن تعطيني شيئا ؟ فقال له يا إعرابي نحن قوم لا نعطي المعروف إلا على قدر المعرفة ، فقال سل ما تريد فقال له الحسين يا إعرابي ما النجاة من الهلكة ؟ قال التوكل على الله عز وجل ، فقال وما الهمة ؟ قال الثقة بالله ، ثم سأله الحسين غير ذلك وأجاب الأعرابي فامر له الحسين (عليه السلام) بعشرة آلاف درهم وقال له هذه لقضاء ديونك وعشرة آلاف درهم أخرى وقال هذه تلم بها شعثك وتحسن بها حالك وتنفق منها على عيالك ، فانشا الأعرابي يقول :

طربت وما هاج لي معبق * ولا لي مقام ولا معشق

ولكن طربت لآل الرسو * ل فلذ لي الشعر والمنطق

هم الأكرمون هم الأنجبون * نجوم السماء بهم تشرق

سبقت الأنام إلى المكرمات * فقصر عن سبقك السبق

بكم فتح الله باب الرشاد * وباب الفساد بكم مغلق

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.