أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-30
568
التاريخ: 2024-11-14
427
التاريخ: 2024-09-29
260
التاريخ: 2024-08-17
359
|
عام الحزن:
قال الشيخ الأبطح [لقب أبي طالب (عليه السلام)] لعائديه من قريش:
"لن تزالوا بخيرٍ ما سمعتم من محمدٍ واتّبعتم أمره، فأطيعوه تنالوا السعادة في دنياكم وآخرتكم..".
كانت هذه الكلمات الرحيمة تتهدل بين شفتي أبي طالب ـ عمّ الرسول وكافله ـ وهو يُزمعُ الرحيل عن هذه الدنيا، فقد اشتد به المرض بعد أن تخطّى الثمانين من عمره واثقلت الهمومُ كاهله، وبينما كان النبي (صلى الله عليه وآله) خارجاً لبعض حوائجه، إذا بالناعي ينعى له عَمه.
أقبل النبي صلّى الله عليه وآله مسرعاً نحو البيت الذي فيه عمّه أبو طالب حتى إذا وصل إليه مسح جبينه الأيمن ثم مسح الأيسر ـ كما كان هو يمسح جبين النبي ـ ثم رثاه بهذه الكلمات: "رحمك الله يا عم، ربيتَ صغيراً وكفلتَ يتيماً، ونصرتَ كبيراً، فجزاك الله عنّي وعن الإِسلام خير جزاء العاملين المجاهدينَ في سبيله بأموالهم وأنفسهم" ثم بكى (صلّى الله عليه وآله) وأبكى من كان حول عمّه أبي طالب.
أبو طالب، هذا الذي لم يترك النصح والنصرة لابن أخيه حتى آخر لحظةٍ من لحظات حياته، ترك غيابه فراغاً في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) ترجمته لنا دموع النبي، وأفصح عنه حزنه وأساه عليه.
وما مضت أيام على موت أبي طالب، حتى واجه النبي مصيبةً أخرى ليست بأقل من مصابه بعمّه، فها هي السيّدة خديجة (عليها السلام) أيضاً تحتضر.
خديجة التي بذلت مالها وحياتها في نصرة محمد (صلّى الله عليه وآله) وانجاح رسالته.. صاحبة اليد الكريمة التي كانت تمسح دموع محمد (صلى الله عليه وآله) وآلامه وأحزانه.. هذه اليد بدأت ترتعد من وطأة المرض أيضاً وماتت خديجة! بذلك فقد محمد (صلى الله عليه وآله) عمّه الذي ربّاه ونصره وضحّى لأجله خلال أربعين عاماً أو تزيد، كما فقد زوجته التي بذلت له مالها وواسته في جميع الخطوب، والتي كانت تود أن تتحمّل عن كل شيء ليسلم لرسالته.
هاتان الفاجعتان الأليمتان في أيام معدودات، كل واحدة منهما على انفرادها تكفي لأن تترك أقوى النفوس كليمة مضعضعة! فكيف وقد اجتمعتا على محمد (صلى الله عليه وآله) في عام واحد! لذلك، فقد سمّي هذا العام بعام "الحزن".
ووجدت قريش في موت أبي طالبٍ وخديجةَ ثغرةً واسعة يمكن معها النيْلُ من محمد (صلى الله عليه وآله) ومضايقته ومطاردتهُ، فأبو طالب كان الدرع الواقي والحصن الحصين للنبي، وقريشٌ مهما بلغ بها التعسّفُ والحقد فإنّها لن تستطيعَ الوصولَ إلى رسول الله وأبو طالب حيّ، أما الآن فقد هوى ذلك الحصن، بل بالأحرى ذلك العملاق، وبقي محمدٌ وحده في الساحة معه لفيف من الدهماء وبعض العبيد، وقليل من بني هاشم ليسوا بذات أثر في نظر قريش! لذلك فقد جدّت قريش في إيذائه والتنكيل بأصحابه، وكان من أيسر أنواع الأذى الذي أنزلته به ـ بعد فقد عمه ـ أن مرّ عليه أحد سفهاء قريش، فاغترف بكلتا يديه من التراب والأوساخ، وألقاها على وجهه ورأسه.
فدخل بيته وهو بهذه الحالة، فقامت إليه ابنته فاطمة وكانت أصغر بناته ـ وهي حديثة عهد بفاجعة أمها خديجة ـ فجعلت تغسل رأسه وتميط عنه التراب وتبكي، فالتفت اليها (صلّى الله عليه وآله) ومسح رأسها بكلتا يديه وقال لها: لا تبكي يا بنية فإنّ الله مانع أباك وناصره على أعداء دينه ورسالته.
لقد كان هذا العام عام الحزن والأذى والأسى إلا أنّه كان إيذاناً بمرحلةٍ انتقالية جديدة في حياة الرسول والرسالة تلك هي مرحلة الإِنتقال من الدعوة إلى الدولة.
أول هجرةٍ للرسول (صلى الله عليه وآله):
جاء في شرح النهج:
أن أوّل هجرة له كانت إلى بني عامر بن صعصعة وإخوانهم من قيس عَيْلان، ولم يكن إلا عليٌّ عليه السلام وحده، وذلك عقيب وفاة أبي طالب.
فقد أوحي إليه (صلّى الله عليه وآله): أُخرج منها، فقد ماتَ ناصرُك! فخرج إلى بني عامر بن صعصعة، فعرض نفسه عليهم وسألهم النُصرة، وتلا عليهم القرآن، فلم يجيبوه! فعادا (عليهما السلام) إلى مكة.
وكانت مدّة غيبته في هذه الهجرة عشرة ايام، وهي أول هجرةٍ هاجرها (صلّى الله عليه وآله) بنفسه (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع شرح النهج 4 / 128 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|