أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2016
1444
التاريخ: 13-11-2015
1970
التاريخ: 12-7-2016
1796
التاريخ: 6-11-2014
1673
|
لقد سادت تلك الخرافات والأساطير قروناً عديدة استمرت بعد القرون الوسطى حتّى عصر هارفي «HARVEY» الذي يعتبر اكتشافه المرحلة الحاسمة التي تفصل بين الأفكار النظرية التي لا تعتمد على البحث العلمي التجريبي وبين العصر العلمي، حيث أعلن هارفي عام 1651م أنّ كل حي يأتي من بويضة وأنّ الجنين يتخلق تدريجياً جزءاً بعد جزء.
وحقيقة أنّ الكائن الحي يأتي من بويضة يصرح بها القرآن الكريم في قولـه تعالى:
{... فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ...}([1])
وقوله تعالى:
{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى}([2])
وقوله تعالى:
{إِنَّا خَلَقْنَا الأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً}([3])
أمّا الحقيقة الثانية التي أعلنها هارفي وهي أنّ الجنين يتخلق تدريجياً جزءاً بعد جزء، فهذه أيضاً صرح بها القرآن الكريم في قولـه تعالى:
{مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً}([4])
وقوله تعالى:
{... يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاث...}([5])
وبعد اكتشاف هارفي كان النقاش يدور بين العلماء حول كل من البويضة والحيوان المنوي في تخليق الجنين.
فكان بوفون «BOFFON» العالم الطبيعي يؤيد فكرة دور البويضة بالجنين.
في حين كان بوني «BONNIE» يدافع عن نظرية اندماج البذور واستمر هذا الحوار حتّى القرن الثامن عشر الميلادي، في حين أنّ القرآن الكريم حسم هذه القضية قبل عدة قرون وذكر بأنّ خلق الإنسان يكون في البدء من النطفة ثم من مرحلة أُخرى يكون من نطفة أمشاج «البويضة الملقحة» قال تعالى:
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى* مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى}([6])
ولاحظ الحرف «من» في الآية الكريمة فانّها للتبعيض حيث أنّ الإنسان لا يخلق من جميع النطفة وإنّما من بعض النطفة وهو الحويمن السابح في النطفة.
ويقول الباري تعالى في آية أُخرى:
{إِنَّا خَلَقْنَا الأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً}([7])
وأمشاج معناها أخلاط، فالحويمن من نطفة الرجل يحمل 23 زوجاً من الصبغيات، والخلية «البويضة» من المرأة تحمل نفس العدد والتقاء هذه الأعداد من الطرفين تتشكل الشبكة الكروماتية التي يبدأ تخلق الجنين بعدها وتتكاثر الخلايا بشكل سريع:
{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}([8])
بعد هذا الازدواج الذي هو معجز بذاته لأنّ الجسم الانساني يرفض أي جسم غريب عنه فكيف تتعانق البويضة مع الحويمن بشوق مشكّلة الشبكة الكروماتية انّه سر من أسرار صنعة الله:
{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ...}([9])
ان نطفة الرجل تحوي ما بين 200 مليون إلى 400 مليون حويمن والحيمن هو الذي جعله الله تعالى في تحديد الانوثة والذكورة «YX» أمّا البويضة في الأُنثى فلا تحمل إلاّ عامل الانوثة «X» وعملية التلقيح بين الحويمن والبويضة التي تتم في الرحم تقع بين حيمن واحد من هذه الملايين والباقي يموت.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تختل نسبة التوازن بين الذكور والاناث على الأرض كأن تزيد أكثر عمّا هي عليه للاناث أو تنقص كثيراً ما دامت القضية راجعة لقانون الاحتمال؟ وهذا السؤال يطرح على كل زوجين حيين في هذه الأرض ولم يختص الأمر بالنوع الإنساني، إلاّ أنّ هبة الله تعالى وارادته هي النافذة في توزيع هذه النسبة قال تعالى:
{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً...}([10])
وما أن تتلقح البويضة حتّى يبدأ التكوين العجيب والانقسام السريع في الخلايا بشكل لا يتصوره العقل فمن خلية واحدة إلى اثنتين ثم أربع ثم ثمان وهكذا «1-2-4-8-16-32-64-256...» إلى خمسين انقساماً في الأيام العشرة الأُولى حتّى تصل الخلية المنقسمة إلى الرحم لتستقر به.
وبامكاننا أن نعرف هذا الانقسام وسرعته وزيادة عدد الخلايا ووزن الخلية الاُولى معها إذا علمنا أنّ الخلية الملقحة الاُولى يبلغ وزنها 1 من مليار من الغرام وبعد تسعة أشهر يصل وزنها إلى 3250 غراماً أي تصل إلى ثلاثة آلاف مليار مرة بقدر وزنها الأوّل فتبارك الله أحسن الخالقين.
وقبل الخوض بالمرحلة الثانية من تخلّق الجنين لا بدّ أن نعرف أنّ الكلام القرآني يقسم هذا التخلق إلى عدة مراحل وهي: مرحلة النطفة، مرحلة العلقة، مرحلة المضغة، مرحلة العظام واللحم ثم الخلق الآخر.
وسيكون الحديث في الموضوع القادم إن شاء الله تعالى عن تقسيم القرآن الكريم لهذه المراحل.
[1] سورة الحج: 5.
[2] سورة القيامة: 37.
[3] سورة الإنسان: 2.
[4] سورة نوح: 13-14.
[5] سورة الزمر: 6.
[6] سورة النجم: 45-46.
[7] سورة الإنسان: 2.
[8] سورة الذاريات: 49-50.
[9] سورة السجدة: 7.
[10] سورة الشورى: 49-50.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|