المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17615 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة مؤتة وما بعدها إلى فتح مكة
2024-11-02
من غزوة خيبر إلى غزوة مؤتة
2024-11-02
غزوة خيبر
2024-11-02
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02

الفراولة Strawberry
23-5-2016
حالة الوكيل غير المرخص له في إنابة غيره في الوكالة من الباطن
2023-10-04
Less Common Types of Division
18-10-2016
الموشحات
4-7-2016
علة فصول الصلاة
4-8-2016
الحملة الأولى اللوبية (حوالي عام 1194ق.م).
2024-10-09


السنة الإلهية في عقاب مرضى القلوب  
  
964   01:20 صباحاً   التاريخ: 2023-09-29
المؤلف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج2 ص318-321.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

السنة الإلهية في عقاب مرضى القلوب

عد بعض المفسرين(1) أن جملة {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة: 10] هي في مقام الإنشاء لا الإخبار وخالوها لعنا ودعاء إلهياً على المنافقين، بحيث يشمل الحاضر والمستقبل مضافاً إلى الماضي، واعتبروه على غرار الأنواع الأخرى من الأدعية مثل: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30] ، و {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [التوبة: 127].

 إلا أن الفاء في «فزادهم» لا تتناسب مع هذا التركيب، لذا فالجملة المذكورة خبرية لا إنشائية، وإن التعبير بالفعل الماضي «زاد» لا يدل على أن الله زاد على مرض المنافقين في الماضي فحسب ولن يزيد عليه في المستقبل، بل بما أن المنافقين سيتصرفون في المستقبل كتصرفهم في الماضي، فإن مرضهم سيزداد أيضاً وسيستمر في تزايده حتى ساعة الموت ولقاء الجلال والقهر الإلهيين: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [التوبة: 77]. إن العقاب القاسي للبعض هو ابتلاؤهم بالنفاق المستمر. كما أن الاستشهاد بالآية : {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}  غير تام أيضاً؛ إذ من المحتمل أن يكون المراد فيها أيضاً هو الإخبار، لا الإنشاء واللعن.

مهما كان، فليس من ديدن السنة الإلهية أن تمرض قلب امرئ ابتداء، أو أن تزيد في مرضه، بل، من أجل الوقاية من إصابة الناس بآفة مرض القلب، فإنها ابتداء تأمر بالإيمان والتقوى والتورع عن بيع الدين: {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [البقرة: 41]. بالضبط كما تأمر نساء النبي (صلى الله عليه واله وسلم)بالتزام العفة والطهارة كي تسحب ذريعة المعصية والاستغلال السيئ من يد مرضى القلوب: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32] . فإذا أمرض أحد نفسه بسوء اختيار منه، ولما كانت أمراض القلب مستورة والإنسان في غفلة عنها، فإن الله سبحانه وتعالى ينبه المرء ، في المرحلة التالية، إلى أصل مرضه، ويعطيه علامة على هذا المرض؛ إذ أنه في المسائل الأخلاقية يعتبر سبحانه الطمع في غير المحارم إشعارا بمرض القلب لدى الإنسان، كما أنه عز وجل - في المسائل السياسية والاجتماعية - يعد الميل إلى الكفار في زمن الحرب ناشئاً من مرض القلب أيضاً: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [المائدة: 52].

وفي المرحلة الثالثة، إذا أخذ المرض من قلبهم مأخذاً واحتله، فإن الله سبحانه يدلهم على طريقة العلاج والعودة إلى السلامة: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90]. وإن أغفلوا وصفة القرآن الشافية، هددهم بإفشاء أسرارهم، فإن المرء لا يخشى من كشف بعض علله الجسدية، لكنه يعاني ويتأذى من افتضاح أمراضه الباطنية كالنفاق، فيرجع إلى ذاته، ويقلع عنها: { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } [محمد: 29، 30] ، فإن لم ينفع هذا الإنذار، هددهم بالنفي أو القتل: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب: 60] فإن لم يؤوبوا رغم ذلك، أوكلهم لأفهم. وبما أن أوان علاجهم قد فات فهو يقول لهم: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40].

من هذا المنطلق فإن مرض المنافق وجرمه في تزايد متواصل، وليس أنه لا ينتفع من الكتاب الإلهي الشافي فحسب، بل كلما نزلت آيات أكثر، ازداد مرض القلب عنده: كما هو الحال بالنسبة للطعام السليم والفاكهة الحلوة الناضجة إذ تكون سبباً للنمو والصحة عند ذوي الجسم السليم، لكنها تكون مدعاة للآلام والمشاكل لدى المصابين بأمراض الجهاز الهضمي؛ بحيث إذا م تكن الفاكهة حلوة المذاق لم تؤد إلى ظهور الألم لديه، وبما أنه لا يمتلك القدرة على هضمها، وأن جهازه الهضمي غير سليم، فإن تناوله للفاكهة الطرية الريانة يسبب له الألم والمغص. لقد ورد ما يشبه هذا الموضوع في  الآية : {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} [نوح: 5، 6] ؛ مع العلم أن دعوة نوح ع وهداي ته لم تكن أبداً عاملاً لفرارهم أو ازدياد فرارهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. راجع التبيان، ج 1، ح72: والتفسير الكبير، مج 1، ج 2، (صلى الله عليه واله وسلم)72.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .