أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-30
1233
التاريخ: 2024-05-08
661
التاريخ: 2023-12-03
1421
التاريخ: 2024-06-09
802
|
قال تعالى : {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك : 10].
ليست هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها القرآن الكريم إلى مقام العقل السامي ، كما أنها ليست المرة الأولى التي يصرح فيها بأن العامل الأساسي لتعاسة الإنسان ودخوله عوالم الخسران والضياع والعاقبة التعيسة ، وسقوطه وفي وحل الذنوب وجهنم . . هو عدم الاستفادة من هذه القوة الإلهية العظيمة ، وإغفال هذه القدرة الجبارة ، وعدم استثمار هذه الجوهرة والنعمة الربانية ، وذلك واضح وبين لكل من قرأ القرآن وتدبر آياته ، حيث يلاحظ أن هذا الأمر مؤكد عليه في مناسبات شتى . .
وعلى الرغم من الأكاذيب التي يطلقها البعض بأن الدين هو وسيلة لتخدير العقول والإعراض عن أوامرها ومتطلباتها ، فإن الإسلام قد وضع أساس معرفة الله تعالى وسلوك طريق السعادة والنجاة ، ضمن مسؤولية العقل .
لذا فإن القرآن الكريم يوجه نداءاته بصورة مستمرة وفي كل مكان إلى (أولو الألباب) و ( أولو الأبصار) وأصحاب الفكر من العلماء والمتعمقين في شؤون المعرفة . ولقد وردت في المصادر الإسلامية روايات كثيرة في هذا الصدد ، بشكل لا يمكن إحصاؤه ، والطريف أن كتاب الكافي المعروف ، والذي هو أكثر الكتب اعتبارا في مجال الحديث يحتوي على ( أبواب) أو (كتب) أولها كتاب باسم كتاب (العقل والجهل) وكل من يلاحظ الروايات التي وردت بهذا الخصوص يدرك عمق النظرة الإسلامية إلى هذه المسألة .
ونحن هنا نقتطف منها روايتين :
جاء في حديث عن الإمام علي ( عليه السلام ) أنه قال : " هبط جبرائيل على آدم ، فقال : يا آدم ، إني امرت أن أخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنين ، فقال له آدم : يا جبرائيل وما الثلاث ؟ فقال : العقل والحياء والدين ، فقال آدم إني قد اخترت العقل ، فقال جبرئيل للحياء والدين : انصرفا ودعاه . فقالا : يا جبرئيل ، إنا امرنا أن نكون مع العقل حيث كان ، قال : فشأنكما وعرج ) (1).
وهذا من أجمل ما يمكن أن يقال في العقل ، وطبيعة علاقته مع الحياء والدين ، إذ أن العقل إذا ما انفصل عن الدين فإن الدين سيكون في مهب الرياح ويتعرض إلى الانحراف بسبب الأهواء وفقدان الموازن الموضوعية الأساسية .
أما " الحياء " الذي هو المانع والرادع للإنسان عن ارتكاب القبائح والذنوب ، فهو الآخر من ثمار شجرة العقل والمعرفة .
وهكذا نرى أن آدم (عليه السلام) كان يتمتع بدرجة عالية من العقل ، حيث أنه (عليه السلام) اختار العقل مما خير به من الأمور الثلاث ، وبذلك اصطحب الدين والحياء أيضا .
ونقرأ في حديث للإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : " من كان عاقلا كان له دين ومن كان له دين دخل الجنة " (2)
وبناء على هذا فإن الجنة هي مكان اولي الألباب ، ومن الطبيعي أن المقصود من العقل هنا : هو المعرفة الحقيقية الراسخة وليس ألاعيب الشياطين التي تلاحظ في أعمال وممارسات السياسيين والظالمين والمستكبرين في عالمنا المعاصر . حيث أن ذلك كما يقول الإمام الصادق هو ( شبيهة بالعقل ، وليست بالعقل ) (3)
________________________
1. اصول الكافي , ج1 ,ص10 , ح2 , وتفسير نور الثقلين , ج5 , ص382.
2. المصدر السابق , ص11, ح6.
3. المصدر السابق , ح3.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|