أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-01-2015
3354
التاريخ: 2023-11-06
1665
التاريخ: 20-4-2022
1785
التاريخ: 10-02-2015
3933
|
تضعضعت أركان حمير بعد مقتل ذي الكلاع وثبتت مع عبيد الله بن عمر وبعث عبيد الله بن عمر إلى الحسن بن علي فقال إن لي إليك حاجة فالقني فلقيه فقال إن أباك قد وتر قريشا أولا وآخرا وقد شنئوه فهل لك أن تخلعه ونوليك هذا الأمر قال كلا والله لا يكون ذلك ثم قال له الحسن لكأني أنظر إليك مقتولا في يومك أو غدك أما ان الشيطان قد زين لك وخدعك حتى أخرجك مخلقا بالخلوق تري نساء أهل الشام موقفك وسيصرعك الله ويبطحك لوجهك قتيلا . قال نصر وبلغنا أن عبيد الله بن عمر بعثه معاوية في أربعة آلاف وهي كتيبته الرقطاء ويقال لهم الخضرية لأن ثيابهم خضر أو لأنهم اعلموا بالخضرة بعثهم ليأتوا عليا من ورائه فبلغ عليا ذلك فبعث إليهم اعدادهم ليس منهم إلا تميمي واقتتل الناس من لدن اعتدال النهار إلى صلاة المغرب ما كان صلاة القوم إلا التكبير عند مواقيت الصلاة ثم أن ميسرة أهل العراق كشفت ميمنة أهل الشام فطاروا في سواد الليل والتقى عبيد الله هو وكرب رجل من عكل فقتل كربا وقتل الذين معه جميعا وإنما انكشف الناس لذلك فكشف أهل الشام أهل العراق فاختلطوا في سواد الليل وتبدلت الرايات بعضها ببعض فلما أصبح الناس وجد أهل الشام لواءهم ليس حوله إلا ألف رجل فاقتلعوه وركزوه من وراء موضعه الأول وأحاط به ووجد أهل العراق لواءهم مركوزا وليس حوله إلا ربيعة وعلي بينهم وهم محيطون به وهو لا يعلم من هم ويظنهم غيرهم فلما أذن مؤذن علي حين طلع الفجر قال :
يا مرحبا بالقائلين عدلا * وبالصلاة مرحبا وأهلا
فلما صلى علي الفجر أبصر وجوها ليست بوجوه أصحابه بالأمس وإذا مكانه الذي هو به ما بين الميسرة والقلب بالأمس ، فقال من القوم ؟ قالوا ربيعة وقد بت فيهم البارحة ، فقال : فخر طويل لك يا ربيعة ، ثم قال لهاشم خذ اللواء فوالله ما رأيت مثل هذه الليل ثم خرج نحو القلب حتى ركز اللواء به وإذا سعيد بن قيس على مركزه فلحقه رجل من ربيعة يقال له نغير فقال له أ لست الزاعم إن لم تنته ربيعة لتكونن ربيعة ربيعة ومضر مضر فما أغنت عنك مضر البارحة فنظر إليه علي نظر منكر فلما أصبحوا نهدوا للقتال غير ربيعة لم تتحرك فبعث إليهم علي أن انهدوا إلى عدوكم فأبوا فبعث إليهم ثانيا قالوا كيف ننهد وهذه الخيل من وراء ظهرنا قل لأمير المؤمنين فليأمر همدان أو غيرها بمناجزتهم لننهد فبعث إليهم الأشتر وكان جهير الصوت فقال يا معشر ربيعة ما منعكم أن تنهدوا وأنتم أصحاب كذا وأصحاب كذا وجعل يعدد أيامهم قالوا ما نفعل حتى ننظر هذه الخيل التي خلف ظهورنا وهي أربعة آلاف قل لأمير المؤمنين فليبعث إليهم من يكفيه أمرهم فقال لهم الأشتر فان أمير المؤمنين يقول لكم اكفونيها أنتم لو بعثتم إليها طائفة منكم لتركوكم وفروا كالعصافير فوجهت ربيعة إليهم تيم اللات والنمر بن قاسط وعنزة قالوا فمشينا إليهم مستلئمين مقنعين في الحديد وكان عامة قتال صفين مشيا فلما أتيناهم هربوا وانتشروا انتشار الجراد قال الراوي فذكرت قول الأشتر كأنهم اليعافير فرجعنا إلى أصحابنا وقد نشب القتال بينهم وبين أهل الشام وقد اقتطع أهل الشام طائفة من أهل العراق بعضها من ربيعة فأحاطوا بها فلم نصل إليها حتى حملنا على أهل الشام فعلوناهم بالأسياف حتى انفرجوا لنا و أفضينا إلى أصحابنا ، قال فاجتلدوا بالسيوف وعمد الحديد فما تحاجزنا حتى حجز بيننا سواد الليل وما نرى رجلا منا ولا منهم موليا وحمل عبيد الله بن عمر وهو يقول :
انا عبيد الله ينميني عمر * خير قريش من مضى ومن غبر
إلا نبي الله والشخى الأغر * قد أبطأت عن نصر عثمان مضر
والربعيون فلا اسقوا المطر * وسارع الحي اليمانون الغرر
والخير في الناس قديما يبتدر
فحمل عليه حريث بن جابر الحنفي وهو يقول :
قد صابرت في نصرها ربيعة * في الحق والحق لهم شريعه
فاكفف فلست تارك الوقيعه * في العصبة السامعة المطيعة
حتى تذوق كأسها الفظيعه
فطعنه فصرعه وكان حريث هذا نازلا بين العسكرين في قبة له حمراء وكان إذا التقى الناس للقتال أمدهم بالشراب من اللبن والسويق والماء .
ومر الحسن فإذا هو برجل متوسد رجل قتيل قد ركز رمحه في عينه وربط فرسه برجله فقال الحسن لمن معه انظروا من هذا فإذا هو برجل من همدان فإذا القتيل عبيد الله بن عمر قد قتله وبات عليه حتى أصبح ثم سلبه وأخذ سيفه ذا الوشاح فلما ملك معاوية بعث إلى قاتله فاخذ السيف منه وفي قتل عبيد الله بن عمر يقول كعب بن جغيل الثعلبي شاعر أهل الشام بصفين :
معاوية لا تنهض بغير وثيقة * فإنك بعد اليوم بالذل عارف
تركتم عبيد الله بالقاع مسندا * يمج نجيعا والعروق نوازف
إلا إنما تبكي العيون لفارس * بصفين أجلت خيله وهو واقف
بنوء ويعلوه شآبيب من دم * كما لاح في جيب القميص الكفائف
تبدل من أسماء أسياف وائل * وأي فتى لو أخطأته المتالف
ألا أن شر الناس في الناس كلهم * بنو أسد أني لما قلت عارف
فقال أبو جهمة الأسدي يرد عليه من أبيات :
وقد صبرت حول ابن عم محمد * لدى الموت شهباء المناكب شارف
فما برحوا حتى رأى الله صبرهم * وحتى أتيحت بالأكف المصاحف
بمرج ترى الرايات فيه كأنها * إذا جنحت للطعن طير عواكف
وقال الصلتان العبدي :
ألا يا عبيد الله ما زلت مولعا * ببكر لها تهدى اللقا والتهددا
وكنت سفيها قد تعودت عادة * وكل امرئ جار على ما تعودا
فأصبحت مسلوبا على شر آلة * صريع قنا وسط العجاجة مفردا
ثم تمادى الناس في القتال فاضطربوا بالسيوف حتى تقطعت وصارت كالمناجل وتطاعنوا بالرماح حتى تكسرت ثم جثوا على الركب فتحاثوا بالتراب ثم تعانقوا وتكادموا وتراموا بالصخر والحجارة ثم تحاجزوا فجعل الرجل من أهل العراق يمر على أهل الشام فيقول أين آخذ إلى رايات بني فلان فيقولون هاهنا لا هداك الله ويمر الرجل من أهل الشام على أهل العراق فيقول كيف آخذ إلى رايات بني فلان فيقولون هاهنا لا حفظك الله ولا عافاك .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|