المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

بق بذرة القطن
28-11-2021
استقلالية الروح
14-12-2015
حفص بن عمران الغزاري
22-7-2017
How Language Changes—Building New Material
2024-01-08
تربة اللاترايت Laterite
2024-08-14
نضج وحصاد الخرشوف (الارضي شوكي)
26-4-2021


مقتل عبيد الله بن عمر  
  
3714   05:58 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص264-266
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-01-2015 3354
التاريخ: 2023-11-06 1665
التاريخ: 20-4-2022 1785
التاريخ: 10-02-2015 3933

تضعضعت أركان حمير بعد مقتل ذي الكلاع وثبتت مع عبيد الله بن عمر وبعث عبيد الله بن عمر إلى الحسن بن علي فقال إن لي إليك حاجة فالقني فلقيه فقال إن أباك قد وتر قريشا أولا وآخرا وقد شنئوه فهل لك أن تخلعه ونوليك هذا الأمر قال كلا والله لا يكون ذلك ثم قال له الحسن لكأني أنظر إليك مقتولا في يومك أو غدك أما ان الشيطان قد زين لك وخدعك حتى أخرجك مخلقا بالخلوق تري نساء أهل الشام موقفك وسيصرعك الله ويبطحك لوجهك قتيلا . قال نصر وبلغنا أن عبيد الله بن عمر بعثه معاوية في أربعة آلاف وهي كتيبته الرقطاء ويقال لهم الخضرية لأن ثيابهم خضر أو لأنهم اعلموا بالخضرة بعثهم ليأتوا عليا من ورائه فبلغ عليا ذلك فبعث إليهم اعدادهم ليس منهم إلا تميمي واقتتل الناس من لدن اعتدال النهار إلى صلاة المغرب ما كان صلاة القوم إلا التكبير عند مواقيت الصلاة ثم أن ميسرة أهل العراق كشفت ميمنة أهل الشام فطاروا في سواد الليل والتقى عبيد الله هو وكرب رجل من عكل فقتل كربا وقتل الذين معه جميعا وإنما انكشف الناس لذلك فكشف أهل الشام أهل العراق فاختلطوا في سواد الليل وتبدلت الرايات بعضها ببعض فلما أصبح الناس وجد أهل الشام لواءهم ليس حوله إلا ألف رجل فاقتلعوه وركزوه من وراء موضعه الأول وأحاط به ووجد أهل العراق لواءهم مركوزا وليس حوله إلا ربيعة وعلي بينهم وهم محيطون به وهو لا يعلم من هم ويظنهم غيرهم فلما أذن مؤذن علي حين طلع الفجر قال :

يا مرحبا بالقائلين عدلا * وبالصلاة مرحبا وأهلا

فلما صلى علي الفجر أبصر وجوها ليست بوجوه أصحابه بالأمس وإذا مكانه الذي هو به ما بين الميسرة والقلب بالأمس ، فقال من القوم ؟ قالوا ربيعة وقد بت فيهم البارحة ، فقال : فخر طويل لك يا ربيعة ، ثم قال لهاشم خذ اللواء فوالله ما رأيت مثل هذه الليل ثم خرج نحو القلب حتى ركز اللواء به وإذا سعيد بن قيس على مركزه فلحقه رجل من ربيعة يقال له نغير فقال له أ لست الزاعم إن لم تنته ربيعة لتكونن ربيعة ربيعة ومضر مضر فما أغنت عنك مضر البارحة فنظر إليه علي نظر منكر فلما أصبحوا نهدوا للقتال غير ربيعة لم تتحرك فبعث إليهم علي أن انهدوا إلى عدوكم فأبوا فبعث إليهم ثانيا قالوا كيف ننهد وهذه الخيل من وراء ظهرنا قل لأمير المؤمنين فليأمر همدان أو غيرها بمناجزتهم لننهد فبعث إليهم الأشتر وكان جهير الصوت فقال يا معشر ربيعة ما منعكم أن تنهدوا وأنتم أصحاب كذا وأصحاب كذا وجعل يعدد أيامهم قالوا ما نفعل حتى ننظر هذه الخيل التي خلف ظهورنا وهي أربعة آلاف قل لأمير المؤمنين فليبعث إليهم من يكفيه أمرهم فقال لهم الأشتر فان أمير المؤمنين يقول لكم اكفونيها أنتم لو بعثتم إليها طائفة منكم لتركوكم وفروا كالعصافير فوجهت ربيعة إليهم تيم اللات والنمر بن قاسط وعنزة قالوا فمشينا إليهم مستلئمين مقنعين في الحديد وكان عامة قتال صفين مشيا فلما أتيناهم هربوا وانتشروا انتشار الجراد قال الراوي فذكرت قول الأشتر كأنهم اليعافير فرجعنا إلى أصحابنا وقد نشب القتال بينهم وبين أهل الشام وقد اقتطع أهل الشام طائفة من أهل العراق بعضها من ربيعة فأحاطوا بها فلم نصل إليها حتى حملنا على أهل الشام فعلوناهم بالأسياف حتى انفرجوا لنا و أفضينا إلى أصحابنا ، قال فاجتلدوا بالسيوف وعمد الحديد فما تحاجزنا حتى حجز بيننا سواد الليل وما نرى رجلا منا ولا منهم موليا وحمل عبيد الله بن عمر وهو يقول :

انا عبيد الله ينميني عمر * خير قريش من مضى ومن غبر

إلا نبي الله والشخى الأغر * قد أبطأت عن نصر عثمان مضر

والربعيون فلا اسقوا المطر * وسارع الحي اليمانون الغرر

والخير في الناس قديما يبتدر

فحمل عليه حريث بن جابر الحنفي وهو يقول :

قد صابرت في نصرها ربيعة * في الحق والحق لهم شريعه

فاكفف فلست تارك الوقيعه * في العصبة السامعة المطيعة

حتى تذوق كأسها الفظيعه

فطعنه فصرعه وكان حريث هذا نازلا بين العسكرين في قبة له حمراء وكان إذا التقى الناس للقتال أمدهم بالشراب من اللبن والسويق والماء .

ومر الحسن فإذا هو برجل متوسد رجل قتيل قد ركز رمحه في عينه وربط فرسه برجله فقال الحسن لمن معه انظروا من هذا فإذا هو برجل من همدان فإذا القتيل عبيد الله بن عمر قد قتله وبات عليه حتى أصبح ثم سلبه وأخذ سيفه ذا الوشاح فلما ملك معاوية بعث إلى قاتله فاخذ السيف منه وفي قتل عبيد الله بن عمر يقول كعب بن جغيل الثعلبي شاعر أهل الشام بصفين :

معاوية لا تنهض بغير وثيقة * فإنك بعد اليوم بالذل عارف

تركتم عبيد الله بالقاع مسندا * يمج نجيعا والعروق نوازف

إلا إنما تبكي العيون لفارس * بصفين أجلت خيله وهو واقف

بنوء ويعلوه شآبيب من دم * كما لاح في جيب القميص الكفائف

تبدل من أسماء أسياف وائل * وأي فتى لو أخطأته المتالف

ألا أن شر الناس في الناس كلهم * بنو أسد أني لما قلت عارف

فقال أبو جهمة الأسدي يرد عليه من أبيات :

وقد صبرت حول ابن عم محمد * لدى الموت شهباء المناكب شارف

فما برحوا حتى رأى الله صبرهم * وحتى أتيحت بالأكف المصاحف

بمرج ترى الرايات فيه كأنها * إذا جنحت للطعن طير عواكف

وقال الصلتان العبدي :

ألا يا عبيد الله ما زلت مولعا * ببكر لها تهدى اللقا والتهددا

وكنت سفيها قد تعودت عادة * وكل امرئ جار على ما تعودا

فأصبحت مسلوبا على شر آلة * صريع قنا وسط العجاجة مفردا

ثم تمادى الناس في القتال فاضطربوا بالسيوف حتى تقطعت وصارت كالمناجل وتطاعنوا بالرماح حتى تكسرت ثم جثوا على الركب فتحاثوا بالتراب ثم تعانقوا وتكادموا وتراموا بالصخر والحجارة ثم تحاجزوا فجعل الرجل من أهل العراق يمر على أهل الشام فيقول أين آخذ إلى رايات بني فلان فيقولون هاهنا لا هداك الله ويمر الرجل من أهل الشام على أهل العراق فيقول كيف آخذ إلى رايات بني فلان فيقولون هاهنا لا حفظك الله ولا عافاك .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.