المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Cadherins
15-12-2015
التكييف القانوني للانتخاب
3-3-2022
بحوث الإعلان
4-7-2022
المبتدأ والخبر
17-10-2014
أبو بكر الحضرميّ
18-8-2016
Creole continua
2024-01-23


مخادعة معاوية لابن عباس  
  
3517   05:59 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص279-281
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015 4599
التاريخ: 29-01-2015 3383
التاريخ: 18-10-2015 4760
التاريخ: 1-5-2016 6377

لما ايس معاوية من جهة الأشعث قال لعمرو بن العاص ان رأس الناس بعد علي عبد الله بن عباس فلو القيت إليه كتابا لعلك ترفقه به فإنه إن قال شيئا لم يخرج علي منه وقد أكلتنا الحرب ولا أرانا نصل العراق الا بهلاك أهل الشام فقال له عمرو إن ابن عباس لا يخدع ولو طمعت فيه طمعت في علي فقال معاوية علي ذلك فاكتب إليه فكتب إليه عمرو اما بعد فان الذي نحن وأنتم فيه ليس بأول أمر قاده البلاء وأنت رأس هذا الجمع بعد علي فانظر فيما بقي ودع ما مضى فوالله ما أبقيت هذه الحرب لنا ولا لكم حياء ولا صبرا واعلموا ان الشام لا تملك الا بهلاك العراق وان العراق لا تملك الا بهلاك الشام وما خيرنا بعد هلاك اعدادنا منكم وما خيركم بعد هلاك اعدادكم منا ولسنا نقول ليت الحرب عادت ولكنا نقول ليتها لم تكن وان فينا من يكره القتال كما أن فيكم من يكرهه وانما هو أمير مطاع أو مأمور مطيع أو مؤتمن مشاور وهو أنت وكتب في أسفل الكتاب :

طال البلاء وما يرجى له آسي * بعد الإله سوى رفق ابن عباس

يا ابن الذي زمزم سقيا الحجيج له * أعظم بذلك من فخر على الناس

انظر فدى لك نفسي قبل قاصمة * للظهر ليس لها راق ولا آسي

اني ارى الخير في سلم الشام لكم * والله يعلم ما بالسلم من باس

فيها التقى وأمور ليس يجهلها * الا الجهول وما النوكى كاكياس

فاتى ابن عباس بالكتاب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فضحك وقال قاتل الله ابن العاص ما أغراه بك يا ابن عباس أجبه وليرد عليه شعره الفضل بن العباس فإنه شاعر فكتب ابن عباس إلى عمرو : اما بعد فاني لا اعلم رجلا من العرب أقل حياء منك انه مال بك معاوية إلى الهوى وبعته دينك بالثمن اليسير ثم خبطت بالناس في عشوة طمعا في الملك فلما لم تر شيئا أعظمت الدنيا اعظام أهل الذنوب وأظهرت فيها نزاهة أهل الورع فان كنت ترضي الله بذلك فدع مصر وارجع إلى بيتك وهذه الحرب ليس فيها معاوية كعلي ابتدأها علي بالحق وانتهى فيها إلى العذر وبدأها معاوية بالبغي وانتهى فيها إلى السرف وليس أهل العراق فيها كاهل الشام بايع أهل العراق عليا وهو خير منهم وبايع معاوية أهل الشام وهم خير منه وليس انا وأنت فيها بسواء أردت الله وأردت أنت مصر فان ترد شرا لا نسبقك به وان ترد خيرا لا تسبقنا إليه ثم قال لأخيه الفضل يا ابن أم أجب عمرا فقال الفضل :

يا عمرو حسبك من خدع ووسواس * فاذهب فليس لداء الجهل من آسي

الا تواتر طعن في نحوركم * يشجي النفوس ويشفي نخوة الراس

هذا الدواء الذي يشفي جماعتكم * حتى يطيعوا عليا وابن عباس

اما علي فان الله فضله * بفضل ذي شرف عال على الناس

ان تعقلوا الحرب نعقلها مخيسة * أو تبعثوها فانا غير انكاس

قد كان منا ومنكم في عجاجتها * ما لا يرد وكل عرضة الباس

قتلى العراق بقتلى الشام ذاهبة * هذا بهذا وما بالحق من باس

لا بارك الله في مصر فقد جلبت * شرا وحظك منها حسوة الكاس

ثم عرض الشعر والكتاب على علي (عليه السلام) فقال لا أراه يجيبك بشئ بعدها أبدا إن كان يعقل ولعله يعود فتعود عليه فلما انتهى الكتاب إلى عمرو اتى به معاوية فقال أنت دعوتني إلى هذا ما كان أغناني وإياك عن بني عبد المطلب فقال إن قلب ابن عباس وقلب علي قلب واحد وكلاهما ولدا عبد المطلب وإن كان قد خشن فقد لان وإن كان قد تعظم وعظم صاحبه فلقد قارب وجنح إلى السلم وكان معاوية يكاتب ابن عباس فيجيبه بقول لين وذلك قبل ان تعظم الحرب فلما قتل أهل الشام قال معاوية إن ابن عباس رجل قريش وانا كاتب له في عداوة بني هاشم لنا وأخوفه عواقب هذه الحرب لعله يكف عنا فكتب إليه اما بعد فإنكم يا معشر بني هاشم لستم إلى أحد أسرع بالمساءة منكم إلى أنصار عثمان حتى انكم قتلتم طلحة والزبير لطلبهما دمه فان يكن ذلك كراهة لسلطان بني أمية فقد وليها عدي وتيم وأظهرتهم لهم الطاعة وقد اكلت هذه الحروب بعضها من بعض حتى استوينا فيها فما أطمعكم فينا أطمعنا فيكم وما آيسكم منا آيسنا منكم ولستم بملاقينا اليوم بأحد من حد أمس ولا غدا بأحد من حد اليوم وقد قنعنا بما كان في أيدينا من ملك الشام فاقنعوا بما في أيديكم من ملك العراق وابقوا على قريش فإنما بقي من رجالها ستة رجلان بالشام انا وعمرو ورجلان بالعراق أنت وعلي ورجلان بالحجاز سعد وابن عمر واثنان من الستة ناصبان لك واثنان واقفان وأنت رأس هذا الجمع اليوم ولو بايع لك الناس بعد عثمان كنا إليك أسرع ؛ فلما انتهى الكتاب إلى ابن عباس اسخطه ثم قال حتى متى يخطب إلي عقلي وحتى متى أجمجم على ما في نفسي فكتب إليه : اما ما ذكرت من سرعتنا بالمساءة في أنصار ابن عفان وكراهتنا لسلطان بني أمية فلعمري لقد أدركت في عثمان حاجتك حين استنصرك فلم تنصره حتى صرت إلى ما صرت إليه وبيني وبينك في ذلك ابن عمك وأخو عثمان الوليد بن عقبة واما طلحة والزبير فنقضا البيعة وطلبا الملك فقاتلناهما على النكث وقاتلناك على البغي واما قولك انه لم يبق من قريش غير ستة فما أكثر رجالها وأحسن بقيتها قد قاتلك من خيارها من قاتلك ولم يخذلنا الا من خذلك وقد بقي لك منا يوم ينسيك ما قبله ويخاف ما بعده واما قولك انه لو بايع الناس لي لاستقامت لي فقد بايع الناس عليا وهو خير مني فلم يستقيموا له وما أنت يا معاوية والخلافة وأنت طليق وابن طليق .

فلما انتهى الكتاب إلى معاوية قال هذا عملي بنفسي والله لا اكتب إليه كتابا سنة وقال معاوية في ذلك :

دعوت ابن عباس إلى جل خطة * وكان امرأ أهدي إليه رسائلي

فاخلف ظني والحوادث جمة * وما زاد أن أغلي عليه مراجلي

فأبرق وارعد ما استطعت فإنني * إليك بما يشجيك سبط الأنامل

فقال الفضل بن عباس يجيبه على ذلك

الا يا ابن هند انني غير غافل * وانك ما تسعى له غير نائل

وأيقنت انا أهل حق وانما * دعوت لأمر كان أبطل باطل

دعوت ابن عباس إلى السلم خدعة * وليس لها حتى تدين بسائل

فلا سلم حتى تشجر الخيل بالقنا * وتضرب هامات الرجال الأماثل

وآليت لا تهدي إليه رسالة * إلى أن يحول الحول من رأس قابل

أردت به قطع الجواب وانما * رماك فلم يخطئ بنات المقاتل

وقلت له لو بايعوك تبعتهم * فهذا علي خير حاف وناعل

وصي رسول الله من دون أهله * وفارسه ان قيل هل من منازل

فعرض شعره على علي فقال أنت أشعر قريش فضرب بها الناس إلى معاوية .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.