الروايات الواردة حول إسلام سلمان (رض) / رواية الحاكم الثانية في المستدرك. |
860
10:51 صباحاً
التاريخ: 2023-09-26
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2020
3158
التاريخ: 29-7-2017
1791
التاريخ: 2023-11-10
1441
التاريخ: 23-12-2015
2129
|
رواية المستدرك الثانية (1):
بسنده عن زيد بن صوحان عن سلمان، قال: كنت يتيماً من رام هرمز، وكان ابن دهقان رام هرمز يختلف إلى معلم يعلمه، فلزمته لأكون في كنفه، وكان لي أخ أكبر مني وكان مستغنياً بنفسه، وكنت غلاماً قصيراً، وكان إذا قام من مجلسه تفرق من يحفظهم، فإذا تفرقوا خرج فيضع بثوبه ثم صعد الجبل، وكان يفعل ذلك غير مرة متنكراً. قال: فقلت له أنك تفعل كذا وكذا، فلم لا تذهب بي معك؟
قال: أنت غلام وأخاف أن يظهر منك شيء. قال: قلت لا تخف. قال: فإن في هذا الجبل قوماً في برطيلهم (2) لهم عبادة، ولهم صلاح، يذكرون الله تعالى ويذكرون الآخرة، ويزعموننا عبدة النيران وعبدة الأوثان وأنا على دينهم. قال: قلت فاذهب بي معك إليهم، قال: لا أقدر على ذلك حتى أستأمرهم، وأنا أخاف أن يظهر منك شيء فيعلم أبي فيقتل القوم، فيكون هلاككم على يدي. قال: قلت لن يظهر منّي ذلك. فاستأمرهم فأتاهم فقال: غلام عندي يتيم، فأحب أن يأتيكم ويسمع كلامكم.
قالوا: إنّ كنت تثق به. قال: أرجو أن لا يجيء منه إلا ما أحب. قالوا: فجيء به.
فقال لي: قد استأذنت في أن تجيء معي، فإذا كانت الساعة التي رأيتني أخرج فيها فاتني ولا يعلم بك أحد، فان أبي إن علم بهم قتلهم. قال: فلما كانت الساعة التي يخرج (فيها) تبعته، فصعدنا الجبل فانتهينا إليهم فإذا هم في برطيلهم (3) وكان الروح قد خرج منهم من العبادة، يصومون النهار ويقومون الليل، ويأكلون عند السحر ما وجدوا. فقعدنا إليهم، فأثنى الدهقان على حبر، فتكلموا فحمدوا الله وأثنوا عليه، وذكروا من مضى من الرسل والأنبياء حتى خلصوا إلى ذكر عيسى بن مريم عليهما السلام فقالوا: بعث الله عيسى (عليه السلام) رسولاً، وسخّر له ما كان يفعل من إحياء الموتى، وخلق الطير، وابراء الأكمة والأبرصْ والأعمى، فكفر به قوم وتبعه قوم، وإنما كان عبد الله ورسوله ابتلى به خلقه .قال: وقالوا قبل ذلك، يا غلام إنّ لك لربّاً، وإنّ لك معاداً، وانّ بين يديك جنةٌ ونار إليها تصيرون، وإنّ هؤلاء القوم الذين يعبدون النيران أهل كفر وضلالة، لا يرضي الله ما يصنعون وليسوا على دين.
فلمّا حضرت الساعة التي ينصرف فيها الغلام، انصرف وانصرفت معه، ثم غدونا إليهم فقالوا: مثل ذلك وأحسن ولزمتهم، فقالوا لي: يا سلمان إنّك غلام وانّك لا تستطيع أن تصنع كما نصنع، فصلّ ونمْ وكل واشرب .قال: فاطلع الملك على صنيع ابنه، فركب في الخيل حتى أتاهم في برطيلهم فقال: يا هؤلاء، قد جاورتموني فأحسنت جواركم، ولم تروا مني سوءاً، فعمدتم إلى ابني فأفسدتموه عليّ، قد أجلتكم ثلاثاً، فان قدرت عليكم بعد ثلاث، أحرقت عليكم برطيلكم هذا، فألحقوا ببلادكم فإنّي أكره أن يكون منّي إليكم سوء .قالوا: نعم، ما تعمدنا مساءتك، ولا أردنا إلا الخير . فكفَّ ابنه عن إتيانهم. فقلت: اتق الله، فأنك تعرف أن هذا الدين دين الله، وأن أباك ونحن على غير دين. إنما هم عبدة النار لا يعبدون الله، فلا تبع آخرتك بدين غيرك.
قال: يا سلمان هو كما تقول، وإنما أتخلف عن القوم بقياً عليهم، وإن تبعت القوم طلبني أبي في الجبل، وقد خرج في إتياني إياهم حتى طردهم، وقد أعرف أن الحق في أيديهم، فأتيتهم في اليوم الذي أرادوا أن يرتحلوا فيه، فقالوا: يا سلمان، قد كنا نحذر مكان ما رأيت، فاتق الله تعالى واعلم أن الدين ما أوصيناك، وأن هؤلاء عبدة النيران لا يعرفون الله تعالى، ولا يذكرونه، فلا يخدعنك أحد عن دينك.
قلت: ما أنا بمفارقكم. قالوا: أنت لا تقدر أن تكون معنا، نحن نصوم النهار، ونقوم الليل، ونأكل عند السحر ما أصبنا، وأنت لا تستطيع ذلك. قال: فقلت: لا أفارقكم
قالوا: أنت أعلم، وقد أعلمناك حالنا، فإذا أتيت خذ مقدار حمل يكون معك شيء تأكله، فانّك لا تستطيع ما نستطيع بحق. قال: ففعلت، ولقَينا أخي فعرضت عليه، ثم أتيتهم يمشون وأمشي معهم، فرزق الله السلامة حتى قدمنا الموصل، فأتينا بيعة الموصل، فلما دخلوا احتفوا بهم، وقالوا: أين كنتم؟ قالوا: كنّا في بلاد لا يذكرون الله تعالى، فيها عبده النيران، وكنّا نعبد الله فطردونا. فقالوا: ما هذا الغلام؟ فطفقوا يثنون عليّ وقالوا: صحبنا من تلك البلاد فلم نرَ منه إلا خيراً. قال سلمان: فوالله انّهم لكذلك إذ طلع عليهم رجل من كهف جبل، قال: فجاء حتى سلّم وجلس، فحفّوا به، وعظّمه أصحابي الذي كنت معهم، وأحدقوا به. فقال: أين كنتم؟ فأخبروه. فقال: ما هذا الغلام معكم؟ فأثنوا عليّ خيراً وأخبروه باتباعي إيّاهم، ولم أرَ مثل إعظامهم إيّاه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر من أرسل من رسله وأنبيائه وما لقوا وما صنع بهم، وذكر عيسى ابن مريم (عليهما السلام) وانّه ولد بغير ذكر، فبعثه الله عزّ وجلّ رسولاً، وأحيى على يديه الموتى، وأنّه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، وأنزل عليه الإنجيل، وعلّمه التوراة وبعثه رسولاً إلى بني إسرائيل، فكفر به قوم وآمن به قوم، وذكر بعض ما لقي عيسى بن مريم، وأنّه كان عبد الله أنعم الله عليه فشكر ذلك له، ورضي الله عنه حتى قبضه الله عزّ وجلّ وهو يعظهم ويقول: اتقوا الله والزموا ما جاء به عيسى عليه الصلاة والسلام، لا تخالفوا فيخالف بكم، ثم قال: من أراد أن يأخذ من هذا شيئاً فليأخذ، فجعل الرجل يقوم فيأخذ الجرة من الماء، والطعام، فقام أصحابي الذي جئت معهم فسلّموا عليه وعظّموه وقال لهم: الزموا هذا الدين وإيّاكم أن تفرقوا، واستوصوا بهذا الغلام خيراً . وقال لي: يا غلام، هذا دين الله الذي تسمعني أقوله، وما سواه الكفر. قال: قلت: ما أنا بمفارقك.
قال: إنّك لا تستطيع أن تكون معي، أنى لا أخرج من كهفي هذا إلا كل يوم أحد ولا تقدر على الكينونة معي. قال: وأقبل عليّ أصحابه فقالوا يا غلام أنك لا تستطيع أن تكون معه. قلت: ما أنا بمفارقك! قال له أصحابه، يا فلان إن هذا غلام، ويخاف عليه. فقال لي: أنت أعلم. قلت: فانّي لا أفارقك. فبكى أصحابي الأولون الذين كنت معهم عند فراقهم إيّاي. فقال: يا غلام، خذ من هذا الطعام ما ترى أنه يكفيك إلى الأحد الاخر، وخذ من الماء ما تكتفي به، ففعلت، فما رأيته نائماً ولا طاعماً، إلا راكعاً وساجداً إلى الأحد الآخر، فلما أصبحنا، قال لي: خذ جرتك هذه وانطَلَق. فخرجت معه أتبعه حتى انتهينا إلى الصخرة، وإذا هم قد خرجوا من تلك الجبال ينتظرون خروجه فقعدوا، وعاد في حديثه نحو المرة الأولى، فقال: الزموا هذا الدين ولا تفرقوا، واذكروا الله واعلموا أن عيسى بن مريم عليهما السلام كان عبد الله تعالى، أنعم الله عليه، ثم ذكرني، فقالوا له: يا فلان كيف وجدت هذا الغلام؟ فأثنى علي وقال خيراً. فحمدوا الله تعالى وإذا خبز كثير وماء كثير، فأخذوا وجعل الرجل يأخذ ما يكتفي به وفعلت، فتفرقوا في تلك الجبال، ورجع إلى كهفه ورجعت معه، فلبثنا ما شاء الله، يخرج في كل يوم أحد ويخرجون معه ويحفون به ويوصيهم بما كان يوصيهم به .، فخرج في أحد فلما اجتمعوا حمد الله تعالى ووعظهم، وقال مثل ما كان يقول لهم ثم قال لهم آخر ذلك:يا هؤلاء، إنّه قد كبر سنّي ورقّ عظمي وقرب أجلي وانّه لا عهد لي بهذا البيت منذ كذا وكذا ولا بد من اتيانه، فاستوصوا بهذا الغلام خيراً فانّي رأيته لا بأس به . قال: فجزع القوم فما رأيت مثل جزعهم، وقالوا: يا فلان أنت كبير فأنت وحدك ولا نأمن أن يصيبك شيء (ولا بد لك من) يساعدك (ونحن) أحوج ما كنّا إليك .قال: لا تراجعوني، لا بد من إتيانه (يعني بيت المقدس)، ولكن استوصوا بهذا الغلام خيراً.. قلت: ما أنا بمفارقك. قال: يا سلمان، قد رأيت حالي وما كنت عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمشي أصوم النهار وأقوم الليل ولا أستطيع أن أحمل معي زاداً ولا غيره، وأنت لا تقدر على هذا. قلت: ما أنا بمفارقك. قال: أنت أعلم. قالوا: يا فلان، فانّا نخاف على هذا الغلام؛ قال: فهو أعلم، قد أعلمته الحال وقد رأى ما كان قبل هذا. قلت: لا أفارقك، فبكوا وودّعوه، وقال لهم: اتقوا الله وكونوا على ما وصيتكم به، فان اعش فعليّ (أن) أرجع إليكم، وإن مت فإنّ الله حي لا يموت .فسلّم عليهم وخرج وخرجت معه يمشي وأتبعه، يذكر الله تعالى ولا يلتفت ولا يقف على شيء، حتى إذا أمسينا قال: يا سلمان، صلّ أنت ونْم وكلْ واشربْ، ثم قام هو يصلّي حتى انتهينا إلى بيت المقدس، وكان لا يرفع طرفه إلى السماء حتى انتهينا إلى باب المسجد وإذا على الباب مُقْعَدٌ فقال: يا عبد الله، ترى حالي، فتصدّق عليّ بشيء، فلم يلتفت إليه ودخلنا المسجد، فجعل يتتبّع أمكنة من المسجد، فصلّى فيها . فقال: يا سلمان إنّي لم أنم منذ كذا وكذا فإن فعلت أن توقظني إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا، نمت، فانّي أحب أن أنام في هذا المسجد، وإلا لم أنم
قلت: فانّي أفعل. فنام، فقلت في نفسي هذا لم ينم منذ كذا وكذا، لأدعنّه ينام حتى يشتفي من النوم، فلم يمضِ إلا يسيراً حتى استيقظ فزعاً يذكر الله تعالى. فقال لي: يا سلمان، مضى الفيء من هذا المكان.. أينَ ما كنت جعلت على نفسك؟ قلت: أخبرتني إنّك لم تنم منذ كذا وكذا، فأحببتُ أن تشتفي، فحمد الله تعالى.
وكان فيما يمشي، يعظني ويخبرني أنّ لي رباً وأنّ بين يدي جنةً وناراً وحساباً، ويعلّمني ويذكّرني نحو ما يذكر القوم يوم الأحد حتى قال فيما يقول: يا سلمان، إنّ الله عز وجل سوف يبعث رسولاً اسمه أحمد يخرج بتهمة ـ وكان رجلاً أعجمياً لا يحسن القول (فيقول في تهامة تهمة) ـ علامته أنّه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم، وهذا زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب، أما أنا فإني شيخ كبير ولا أحسبني أدركه، فان أدركته أنت فصدقه واتبعه .قلت: وإن أمرني بترك دينك ؟ قال: اتركه، فان الحق فيما أمر به، ورضى الرحمن فيما قال .وقام، فخرج فتبعته فمر بالمقعد، فقال (الرجل) المقعد: يا عبد الله دخلت فسألتك فلم تعطني ! وخرجت فسألتك، فلم تعطني! فقام ينظر هل يرى أحداً، فلم يره، فدنا منه فقال له: ناولني يدك، فناوله، فقال: بسم الله. فقام كأنّه أنشط من عقال صحيحاً لا عيب فيه، فخلا عني بعده، فانطلق ذاهباً فكان لا يلوي على أحد ولا يقوم عليه. فقال لي المقعد: يا غلام احمل عليّ ثيابي حتى أنطلق فأسير إلى أهلي، فحملت عليه ثيابه وانطلق لا يلوي عليّ، فخرجت في أثره أطلبه، فكلما سألت عنه قالوا: أمامك حتى لقيني ركب من كلب، فسألتهم، فلمّا سمعوا لغتي، أناخ رجل منهم لي بعيره فحملني خلفه حتى أتوا بلادهم، فباعوني فاشترتني إمرأة من الأنصار، فجعلتني في حائط لها، وقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرت به، فأخذت شيئاً من تمر حائطي.. ثم ذكر خبر الصدقة والهدية والخاتم، وإنّ أبا بكر اشتراه وأعتقه ـ وهو مخالف للمشهور من أنّ النبي هو الذي ساعده على عتقه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المستدرك 3 / 599.
(2) البرطيل: يظهر أنّه مكان عبادتهم.
(3) من الأصل، قال علي وأحسبه قال: وهم ستة أو سبعة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|