المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

التجوية الكيميائية للكالسايت
2024-06-20
قانون حفظ الغرابة Strangeness Conservation Law
2023-11-14
وقوع النسخ في القرآن
12-10-2014
أغذية الأحياء العلاجية Probiotic Foods
23-9-2019
إن الله يشتاق إلى دعاء عبده
2024-09-03
أول من صنّف في الفلسفة
2-5-2018


خطبة الزهراء (عليها السلام) في مرضها  
  
4883   06:06 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص467-468
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

خَطبة الزهراء (عليها السلام) في مرضها بمحضر نساء المهاجرين والأنصار في احتجاج الطبرسي مرسلا عن سويد بن غفلة وفي معاني الأخيار وشرح النهج لابن أبي الحديد بالاسناد عن عبد الله بن الحسن عن امه فاطمة بنت الحسين (عليها السلام) وفي أمالي الشيخ بسنده عن ابن عباس وفي كشف الغمة عن صاحب كتاب السقيفة أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري عن رجاله عن عبد الله بن حسن عن امه فاطمة بنت الحسين انها لما مرضت فاطمة الزهراء (عليها السلام) المرضة التي توفيت فيها واشتدت علتها اجتمعت إليها نساء المهاجرين والأنصار ليعدنها فسلمن عليها وقلن لها كيف أصبحت من علتك من ليلتك (خ ل) يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحمدت الله تعالى وصلت على أبيها ثم قالت :

أصبحت والله عائفة لدنياكن قالية لرجالكن لفظتهم بعد أن عجمتهم وشنأتهم بعد ان سبرتهم فقبحا لفلول الحد واللعب بعد الجد وقرع الصفاة وصدع القناة وخطل الآراء وزلل الأهواء ولبئسما قدمت لهم أنفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون لا جرم والله لقد قلدتهم ربقتها وحملتهم أوقتها وشننت عليهم غارتها فجدعا وعقرا وبعدا للقوم الظالمين ويحهم انى زعزعوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة ومهبط الروح الأمين والطيبين بأمور الدنيا والدين الا ذلك هو الخسران المبين وما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا منه والله نكير سيفه وقلة مبالاته بحتفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله عز وجل وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم إليها وحملهم عليها وتالله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لاعتلقه ولسار بهم سجحا لا يكلم خشاشه ولا يكل سائره ولا يمل راكبه ولا وردهم منهلا نميرا صافيا رويا فضفاضا تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه ولا صدرهم بطانا ونصح لهم سرا واعلانا ولم يكن يتحلى من الغنى بطائل ولا يحظى من الدنيا بنائل غير ري الناهل وشبعة الكافل ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأعراف: 96] {وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ} [الزمر: 51] الا هلم فاستمع وما عشت أراك الدهر عجبا وان تعجب فعجب قولهم ليت شعري إلى أي لجا لجأوا وإلى أي سناد استندوا وعلى أي عماد اعتمدوا وبأي عروة تمسكوا وعلى أي ذرية قدموا واحتنكوا لبئس المولى ولبئس العشير وبئس للظالمين بدلا استبدلوا

والله الذنابي بالقوادم والعجز بالكاهل فرغما لمعاطس قوم يحسبون انهم يحسنون صنعا (أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ)[البقرة :12] ويحهم (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)[يونس :35] أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا ملء العقب دما عبيطا وذعافا واطمئنوا للفتنة جأشا وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم وبهرج دائم شامل واستبداد من الظالمين يدع فيأكم زهيدا وجمعكم حصيدا فيا حسرة لكم واني بكم وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون .

قال سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها على رجالهن فجاء إليها قوم من المهاجرين والأنصار معتذرين وقالوا يا سيدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل ان يبرم العهد ويحكم العقد لما عدلنا عنه إلى غيره فقالت (عليها السلام) إليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم ولا أمر بعد تقصيركم .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.