المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

النتائج الفظيعة
12-8-2017
اقتران عكسي Inverse Function
29-10-2015
أعمار النحل
13-7-2016
أجهزة الإنذار الشخصية Personnel Monitoring
29-1-2022
أنواع الموجات الكهرومغناطيسية
19-1-2016
عينة منحازة biased sample
21-1-2018


قتال ربيعة بصفين  
  
4479   06:00 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص266-267
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أبو عرفاء جبلة بن عطية الذهلي الرقاشي للحضين بن المنذر الرقاشي يوم صفين وكانت راية علي (عليه السلام) مع الحضين هل لك أن تعطيني رايتك أحملها فيكون لك ذكرها ولي أجرها قال وما غناي عن أجرها مع ذكرها قال له اعرنيها ساعة فما أسرع ما ترجع إليك فعلم أنه يريد أن يستقتل فأعطاه إياها فاخذها وقال يا أهل هذه الراية إن عمل الجنة كره كله وإن عمل النار خف كله وإن الجنة لا يدخلها إلا الصابرون الذين صبروا أنفسهم على فرائض الله وأمره وليس شئ مما افترض الله على العباد أشد من الجهاد هو أفضل الأعمال ثوابا فإذا رأيتموني قد شددت فشدوا ويحكم أ ما تشتاقون إلى الجنة أ ما تحبون أن يغفر الله لكم فشد وشدوا معه فاقتتلوا قتالا شديدا وأخذ الحضين يقول :

شدوا إذا ما شد باللواء * ذاك الرقاشي أبو عرفاء

فقاتل أبو عرفاء حتى قتل وفي ذلك اليوم يقول أبو مجزاة بن ثور :

أضربهم ولا أرى معاوية * الابرج العين العظيم الحاوية

هوت به في النار أم هاوية * جاوره فيها كلاب عاويه

أعوى طغاما لا هداه هاديه

وقال معاوية لعمرو بن العاص : أ ما ترى يا أبا عبد الله إلى ما قد وقعنا فيه كيف ترى أهل العراق غدا صانعين أنا لفي خطر عظيم فقال عمرو إن أصبحت ربيعة منعطفين حول علي تعطف الإبل حول فحلها لقيت منهم جلادا صادقا وبأسا شديدا قال أبخولتك تخوفني يا أبا عبد الله

قال إنك سألتني فأجبتك ؛ فلما أصبحوا في اليوم العاشر أصبحوا وربيعة محدقة بعلي (عليه السلام) احداق بياض العين بسوادها قال عتاب بن لقيط البكري حيث انتهى علي إلى رايات ربيعة إذا أصيب علي فيكم افتضحتم وقد لجأ إلى راياتكم وقال لهم شقيق بن ثور يا معشر ربيعة ليس لكم عذر في العرب إن أصيب علي فيكم ومنكم رجل حي ، إن منعتموه فحمد الحياة لبستموه فقاتلوا قتالا شديدا لم يكن قبله مثله حين جاءهم علي ؛ وقام خالد بن المعمر فنادى من يبايع على الموت ويشري نفسه لله فبايعه سبعة آلاف على أن لا ينظر رجل منهم خلفه حتى يرد سرادق معاوية فاقتتلوا قتالا شديدا وقد كسروا جفون سيوفهم فلما نظر إليهم معاوية قد اقبلوا قال :

إذا قلت قد ولت ربيعة أقبلت * كتائب منهم كالجبال تجالد

ثم قال معاوية لعمرو ما ترى قال أرى أن لا تحنث أخوالي اليوم فخلى معاوية عنهم وعن سرادقه وخرج فارا عنه لائذا إلى بعض مضارب العسكر فدخل فيه وبعث معاوية إلى خالد بن المعمر انك قد ظفرت ولك امرة خراسان إن لم تتم فطمع خالد في ذلك ولم يتم فامره معاوية حين بايعه الناس على خراسان فمات قبل أن يصل إليها فإذا صح ذلك فقد خسر الدنيا والآخرة وفي فرار معاوية بصفين يقول النجاشي من أبيات :

ونجى ابن حرب سابح ذو علالة * اجش هزيم والرماح دواني

إذا قلت أطراف الرماح ينلنه * مرته به الساقان والقدمان

حسبت طعان الأشعرين ومذحج * وهمدان أكل الزبد بالصرفان

فما قتلت عك ولخم وحمير * وغيلان الا يوم حرب عوان

وما دفنت قتلى قريش وعامر * بصفين حتى حكم الحكمان

غشيناهم يوم الهرير بعصبة * يمانية كالسيل سيل عران

فأصبح أهل الشام قد رفعوا القنا * عليها كتاب الله خير قران

ونادوا عليا يا ابن عم محمد * أ ما تتقي أن يهلك الثقلان

فمن ير خيلينا غداة تلاقيا * يرى جبلي جيلا ينتطحان

ثم أن عليا (عليه السلام) صلى الغداة ثم زحف إليهم فلما بصروه استقبلوه بزحوفهم فاقتتلوا قتالا شديدا ثم أن خيل أهل الشام حملت على خيل أهل العراق فاقتطعوا من أصحاب على ألف رجل أو أكثر فأحاطوا بهم وحالوا بينهم وبين أصحابهم فنادى علي أ لا رجل يشري نفسه لله فاتاه رجل من جعف يقال له عبد العزيز بن الحارث على فرس أدهم كأنه غراب مقنعا بالحديد لا يرى منه إلا عيناه فقال يا أمير المؤمنين مرني بامرك فوالله ما تأمرني بشئ إلا صنعته فقال علي (عليه السلام) :

سمحت بأمر لا يطاق حفيظة * وصدقا واخوان الحفاظ قليل

جزاك اله الناس خيرا فقد وفت * يداك بفضل ما هناك جزيل

أبا الحارث شد الله ركنك احمل على أهل الشام حتى تأتي أصحابك

فتقول لهم أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام ويقول لكم هللوا وكبروا من ناحيتكم ونهلل نحن ونكبر من هاهنا احملوا من جانبكم ونحمل نحن من جانبنا على أهل الشام فضرب الجعفي فرسه حتى إذا قام على السنابك حمل على أهل الشام المحيطين بأصحاب علي فطاعنهم ساعة وقاتلهم فانفرجوا له حتى أتى أصحابه فلما رواه استبشروا به وفرحوا وقالوا ما فعل أمير المؤمنين قال : صالح ، يقرئكم السلام ويقول لكم هللوا وكبروا واحملوا حملة رجل واحد من ذلك الجانب ونهلل نحن من جانبنا ونكبر ونحمل من خلفكم فهللوا وكبروا وهلل علي وأصحابه من ذلك الجانب وحملوا على أهل الشام من هناك وحمل علي من هاهنا في أصحابه فانفرج أهل الشام عنهم فخرجوا وما أصيب منهم رجل واحد ولقد قتل من فرسان أهل الشام يومئذ زهاء سبعمائة رجل وقال علي (عليه السلام) من أعظم الناس غناء ؟ قالوا أنت يا أمير المؤمنين قال كلا ولكنه الجعفي .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.