المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



حيلة لمعاوية  
  
3423   06:01 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ص249-250
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2022 1745
التاريخ: 23-2-2019 5169
التاريخ: 29-01-2015 4089
التاريخ: 30-01-2015 3319

كتب معاوية في سهم : من عبد الله الناصح فاني أخبركم أن معاوية يريد أن يفجر عليكم الفرات فيغرقكم فخذوا حذركم ورمى بالسهم في عسكر علي فوقع في يد رجل من أهل الكوفة وتداولته الأيدي حتى وصل إلى أمير المؤمنين فقالوا هذا رجل ناصح كتب يخبركم بما أراد معاوية وبعث معاوية مائتي رجل من الفعلة إلى عاقول من النهر بأيديهم المرور والزبيل يحفرون فيها بحيال عسكر علي فقال علي ويحكم ان الذي يحاول معاوية لا يستقيم له وإنما يريد أن يزيلكم عن مكانكم فقالوا له هم والله يحفرون الساعة فقال يا أهل العراق لا تكونوا ضعفي ويحكم لا تغلبوني على رأيي فقالوا والله لنرتحلن فان شئت فارتحل وإن شئت فاقم فارتحلوا وصعدوا بعسكرهم وارتحل علي آخر الناس وهو يقول :

ولو اني أطعت عصبت قومي * إلى ركن اليمامة أم شام

ولكني إذا أبرمت أمرا * منيت بخلف آراء الطغام

وارتحل معاوية فنزل بمعسكر علي الذي كان فيه فدعا علي الأشتر فقال أ لم تغلبني على رأيي أنت والأشعث فدونكما فقال الأشعث أنا أكفيك يا أمير المؤمنين سأداوي ما أفسدت اليوم من ذلك فجمع كندة فقال لا تفضحوني اليوم إنما أقارع بكم أهل الشام فخرجوا معه رجلا يمشون وبيد الأشعث رمح له يلقيه على الأرض ويقول أمشوا قيس رمحي فيمشون فلم يزل يقيس لهم على الأرض برمحه ويمشون معه رجالة قد كسروا جفون سيوفهم حتى لقوا معاوية وسط بني سليم واقفا على الماء وقد جاءه أداني عسكره فاقتتلوا قتالا شديدا على الماء ساعة وانتهى أوائل أهل العراق فنزلوا وأقبل الأشتر في خيل فحمل على معاوية ، والأشعث يحارب في ناحية فانحاز معاوية في بني سليم فردوا وجوه إبله قدر ثلاثة فراسخ ثم نزل ووضع أهل الشام اثقالهم والأشعث يهدر ويقول أ رضيت يا أمير المؤمنين ثم غاداهم علي القتال وعلى رايته يومئذ هاشم بن عتبة المرقال وبرز يومئذ عوف من أصحاب معاوية فبرز إليه علقمة بن عمرو من أصحاب علي فطعنه علقمة فقتله فمكثوا على ذلك حتى كان ذو الحجة فجعل علي يأمر هذا الرجل الشريف فيخرج معه جماعة فيقاتل ويخرج إليه من أصحاب معاوية رجل معه جمع آخر فيقتتلان في خيلهما ورجلهما ثم ينصرفان وأخذوا يكرهون أن يتزاحفوا بجميع الفيلق من أهل العراق وأهل الشام مخافة الاستئصال والهلاك وكان علي يخرج الأشتر مرة في خيله ومرة حجر بن عدي أو شبث بن ربعي التميمي أو خالد بن المعمر السدوسي أو زياد بن النضر الحارثي أو زياد بن جعفر الكندي أو سعيد بن قيس الهمداني أو معقل بن قيس الرياحي أو قيس بن سعد بن عبادة وأكثرهم خروجا الأشتر وكان معاوية يخرج إليهم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي أو أبا الأعور السلمي أو حبيب بن مسلمة الفهري أو ابن ذي الكلاع أو عبيد الله بن عمر بن الخطاب أو شرحبيل بن السمط أو حمزة بن مالك الهمداني فاقتتلوا ذا الحجة وربما اقتتلوا في اليوم الواحد مرتين أوله وآخره وخرج الأشتر يوما فقاتل بصفين في رجال من القراء ورجال من فرسان العرب فاشتد قتالهم قال الراوي : فخرج عليا رجل لقلما رأيت رجلا

قط هو أطول ولا أعظم منه فدعا إلى المبارزة فلم يبرز إليه أحد وبرز إليه الأشتر فاختلفا ضربتين وضربه الأشتر فقتله وأيم الله لقد كنا أشفقنا عليه وسألناه أن لا يخرج إليه وهو سهم بن أبي العيزار .

وجاء رجل من الأزد فقال أقسم بالله لأقتلن قاتلك فحمل على الأشتر فضربه الأشتر فإذا هو بين يدي فرسه وحمل أصحابه فاستنقذوه جريحا فقال أبو رقيقة السهمي كان هذا نارا فصادفت إعصارا فاقتتل الناس ذا الحجة كله فلما مضى ذو الحجة تداعى الناس أن يكف بعضهم عن بعض إلى أن ينقضي المحرم لعل الله أن يجري صلحا واجتماعا فكف الناس بعضهم عن بعض.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.