المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الإمام علي (عليه السلام) خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  
  
1325   12:59 صباحاً   التاريخ: 2023-12-03
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص382-386
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

وما أكثر الأحاديث الواردة عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذا المعنى ، وقد تقدّم بعضها في الأبواب السابقة كحديث العشرة ، ومنها ما سنذكره :

روى الخوارزمي باسناده عن ابن عبّاس : " وخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في غزوة تبوك وخرج الناس معه ، فقال له علي عليه السّلام . أخرج معك ؟ فقال له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : لا ، فبكى علي عليه السّلام فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انّه ليس بعدي نبي ، انّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي "[1].

وفي رواية عن سعد " إنّ المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك "[2].

وروى الكنجي باسناده عن ابن عبّاس ، قال : " ستكون فتنة ، فمن أدركها منكم فعليه بخصلة من كتاب الله تعالى وعليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، فإنّي سمعت رسول الله وهو يقول : هذا أول من آمن بي ، وأول من يصافحني ، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظّلمة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو بابي أوتى منه ، وهو خليفتي من بعدي "[3].

وروى ابن عساكر باسناده عن سلمان قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ أخي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب عليه السّلام "[4].

وعن أنس بن مالك قال : " كنّا إذا أردنا أن نسأل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمرنا عليّ بن أبي طالب أو سلمان الفارسي أو ثابت بن معاذ الأنصاري ، لأنهم كانوا أجرأ أصحابه على سؤاله ، فلما نزلت : ( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ )[5] وعلمنا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نعيت اليه نفسه ، قلنا لسلمان : سل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من يسند إليه أمورنا ويكون مفزعنا ومن أحبّ الناس إليه ؟ فلقيه فسأله فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ، فخشي سلمان أن يكون رسول الله قد مقته ووجد عليه ، فلما كان بعد لقيه قال : يا سلمان ، يا أبا عبد الله ، ألا أحدثك عمّا كنت سألتني ؟ فقال : يا رسول الله ، إنّي خشيت أن تكون مقتَّني ووجدت عليَّ ؟ قال : كلا يا سلمان ، إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من تركت بعدي يقضي ديني وينجز موعدي : عليّ بن أبي طالب "[6].

وروى الخوارزمي بإسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عن أبيه عن جدّه قال : قال عليّ عليه السّلام : قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : " لما أسرى بي إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهى ، وقفت بين يدي ربي عزّوجلّ فقال : يا محمّد ، قلت : لبيك وسعديك ، قال : قد بلوت خلقي فأيّهم رأيت أطوع لك ؟ قال : قلت : يا ربي علياً ، قال : صدقت يا محمّد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك يعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ؟ قال : قلت : يا رب إختر لي ، فانّ خيرتك خيرتي ، قال : إخترت لك عليّاً فاتخذه لنفسك خليفة ووصيّاً ، ونحلته علمي وحلمي ، وهو أمير المؤمنين حقّاً ، لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده ، يا محمّد ، عليّ راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبّه فقد أحبّني ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره يا محمّد بذلك ، فقال النبي : قلت ربّي فقد بشرته ، فقال : أنا عبد الله وفي قبضته إنّ يعاقبني فبذنوبي لم يظلمني شيئاً وإن تمم لي وعدي فإنّه مولاي ، قال : أجل ، قال : قلت : يا ربّ واجعل ربيعه الايمان ، قال : قد فعلت ذلك به يا محمّد ، غير إنّي مختص له بشئ من البلاء لم أخص به أحداً من أوليائي ، قال : قلت : يا رب أخي وصاحبي ، قال : قد سبق في علمي انّه مبتلى ، ولولا عليّ لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي "[7].

وروى المتّقي باسناده عن علي عليه السّلام إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " خلّفتك أن تكون خليفتي ، قلت : أتخلّف عنك يا رسول الله ؟ قال : ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي "[8].

وروى القندوزي الحنفي باسناده عن علي الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي ابن أبي طالب سلام الله عليهم قال : " بينا أنا أمشي مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في بعض طرق المدينة ، إذ لقينا شيخ طويل كثّ اللحية بعيد ما بين المنكبين ، فسلّم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ورحب به ثم التفت إلي ، فقال : السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته ، ثم قال : أليس كذلك هو يا رسول الله ؟ فقال له : بلى ، ثم مضى فقلت : يا رسول الله ما معنى قول هذا الشيخ الذي قال لي وتصديقك قوله ؟ قال : أنت كذلك والحمد لله ، إنّ الله تبارك وتعالى قال في كتابه ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )[9] وقال : ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ )[10] وقال حكاية عن موسى حين قال لهارون ( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ )[11] إذ استخلفه موسى في قومه . وقال تعالى : ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ )[12] فكنت أنت المبلغ عن الله تعالى وعن رسوله ، وأنت وصيّي ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلا انّه لا نبي بعدي ، فأنت رابع الخلفاء كما قال لك الشيخ ، قلت : من هو ؟ قال : ذاك أخوك الخضر فأعلمه "[13].

دلالة الحديث

أقول : قال الشيخ أبو جعفر الطوسي : " الإمام بعد النبي صلّى الله عليه وآله بلا فصل علي بن أبي طالب عليه السّلام ، بدليل قوله صلّى الله عليه وآله : " أنت الخليفة من بعدي ، وأنت قاضي ديني " و " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انه لا نبي بعدي " و " أنت ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي " و " سلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، اسمعوا له وأطيعوه ، تعلّموا منه ولا تعلموه " و " من كنت مولاه فعلي مولاه "[14].

واستدل العلامة الحلّي بما رواه الجمهور عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال لأمير المؤمنين عليه السّلام : " أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني ( قال ) وهو نص في الباب "[15].

وروى عن أخطب خوارزم باسناده إلى أبي ذر الغفاري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم " من ناصب عليّاً عليه السّلام الخلافة من بعدي فهو كافر وقد حارب الله ورسوله ، ومن شك في علي عليه السّلام فهو كافر "[16].

وهكذا ترى إنّ الروايات الواردة في خلافة علي بن أبي طالب ثابتة ، وقد رواها أئمة الحديث والحفاظ بأسانيد كثيرة معتبرة ، فلا تؤثّر مناقشة ابن الجوزي في صحة سند حديث جرير بن عبد الحميد ، كما لا يصغى لمكابرة ابن تيميّة الذي أنكر صحة ما رواه العلامة الحلّي[17].

 

[1] المناقب الفصل الثّاني عشر ص 74 ، ورواه النّسائي في الخصائص ص 9 .

[2] مفتاح النّجاء ص 70 .

[3] كفاية الطالب ص 187 .

[4] ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 78 .

[5] سورة النصر : 1 .

[6] المصدر ج 1 ص 115 .

[7] المناقب الفصل التاسع عشر ص 214 .

[8] منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 53 .

[9] سورة البقرة : 30 .

[10] سورة ص : 26 .

[11] سورة الأعراف : 142 .

[12] سورة التّوبة : 3 .

[13] ينابيع المودّة الباب الخامس والتسعون ص 496 .

[14] مسائل كلامية : المسألة السابعة وعشرون ص 6 مخطوط .

[15] منهاج الكرامة ، المنهج الثالث في الأدلة المستندة إلى السنة المنقولة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الحديث الخامس ص 103 مخطوط .

[16] المصدر الحديث الثّاني عشر ص 108 .

[17] منهاج السنة ج 4 ص 95 ص 107 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.